دمشق 17 سبتمبر 2016 / اكدت دمشق يوم السبت أن العدوان الأمريكي على مواقع تابعة للجيش السوري في مدينة دير الزور (شرق سوريا) دليل على دعم واشنطن وحلفائها لتنظيم (داعش) وغيره من المجموعات المسلحة الأخرى، في وقت تمكن الجيش السوري من استعادة السيطرة الكاملة على المناطق التي خسرها بسبب تلك الغارات الامريكية، بحسب الاعلام الرسمي.
ونقلت وكالة الانباء السورية ((سانا)) عن رسالتين وجهتهما وزارة الخارجية السورية إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي قولهما إن "عدوان الطيران الامريكي على مواقع الجيش العربي السوري في جبل ثردة بدير الزور يعتبر اعتداء خطيرا وسافرا ضد سوريا وجيشها ودليلا على دعم الولايات المتحدة وحلفائها لتنظيم داعش وغيره من المجموعات الإرهابية المسلحة".
وأوضحت الخارجية السورية في رسالتيها إن "كل المعطيات تدل على أن هذا العدوان كان متعمدا ومخططا له من قبل الولايات المتحدة بهدف تنفيذ استراتيجيتها في استمرار الحرب التي يخوضها الارهابيون ضد الجيش السوري الذي يقف بالمرصاد أمام التنظيمات الإرهابية وكل من يدعمها "، مضيفة "ومما يدل على صحة ما ذهبنا إليه قيام تنظيم داعش بالهجوم على هذا الموقع بعد وقوع الاعتداء الأمريكي هذا اليوم مباشرة والسيطرة عليه حيث جاء القصف الامريكي في إطار التمهيد لاحتلال داعش هذا الموقع ما يؤكد وجود تنسيق مسبق بين داعش والقوات الأمريكية".
وبينت الخارجية السورية في رسالتيها أن هذا العدوان السافر أدى إلى وقوع عشرات الضحايا في صفوف الجيش السوري الذي دافع عن عشرات آلاف المدنيين الذين ما زالوا محاصرين في مدينة دير الزور من قبل تنظيم داعش الإرهابي وحمى حياتهم من الهجمات والاعتداءات الوحشية التي كان يقوم بها تنظيم داعش والدول الداعمة له.
وكانت وحدات من الجيش والقوات المسلحة قالت في وقت سابق يوم السبت أنها تمكنت من استعادة كامل النقاط التي خسرتها بفعل عدوان الطيران الأمريكي على بعض مواقع الجيش السوري بمحيط مطار دير الزور العسكري (شرق سوريا)، بحسب الاعلام الرسمي السوري.
ونقلت وكالة الانباء السورية ((سانا)) عن مراسلها في دير الزور قوله إن "وحدات من الجيش وبعد عملية سريعة ومحكمة استهدفت خلالها إرهابيي تنظيم داعش بغزارة نارية تمكنت من استعادة السيطرة على جميع النقاط ومنها جبل الثردة التي خسرتها بفعل عدوان الطيران الأمريكي الذي مهد الطريق أمام تنظيم داعش الإرهابي للسيطرة على هذه النقاط."
ويمثل جبل الثردة نقطة استراتيجية تشرف على مطار دير الزور الذي يعد شريانا حيويا لإمداد المدينة وقوات الجيش الموجودة فيها.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق يوم السبت إن التحالف بقيادة الولايات المتحدة قتل 62 من جنود الحكومة السورية وأصاب نحو 100 آخرين فى هجمات جوية فى محافظة دير الزور شرقي سوريا.
وقال المتحدث باسم الوزارة الميجور جنرال ايجور كوناشينكوف فى بيان "اليوم، فى المناطق القريبة من مطار دير الزور، شنت طائرة من التحالف بقيادة الولايات المتحدة 4 هجمات جوية ضد وحدات من القوات الحكومية السورية يحيطها الارهابيون."
وأفادت مصادر عسكرية لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق أن تشكيلا من خمس طائرات للتحالف الأمريكي ضربت مواقع الجيش السوري في محيط المطار وجبل الثردة.
وذكرت المصادر أن الجيش السوري يعمل على منع مسلحي داعش من التقدم إلى النقاط التي قصفها التحالف الأمريكي.
وفي سياق متصل قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن موسكو ستعقد اجتماعا طارئا لمجلس الامن الدولي لمناقشة هجمات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد الجيش السوري.
وأعلنت روسيا والولايات المتحدة في العاشر من سبتمبر عن اتفاق بشأن وقف اطلاق النار في سوريا. ويطالب اتفاق الهدنة الذي بدأ يوم الإثنين الماضي، جميع الأطراف المعنية في سوريا بإيقاف الهجمات والغارات الجوية والسماح بالدخول للمناطق المحاصرة، ومن بينها مدينة حلب، شمالي البلاد.
وينظر الى الهدنة باعتبارها محاولة لوقف الصراع المستمر في سوريا منذ مارس من العام 2011, الذي أسفر عن مقتل ما يزيد عن 250 ألف شخص فيما أجبر 4.8 مليون آخرين على مغادرة البلاد، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة.