بيروت 31 أغسطس 2016 / دعا رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري اليوم (الأربعاء) إلى "إيقاف العبث السياسي والالتزام بالدستور ومواجهة القوى التي تواصل الانقلاب على مختلف العناوين السياسية".
جاء ذلك في كلمة ألقاها نبيه بري خلال مهرجان أقامته "حركة أمل" في الذكرى الثامنة والثلاثين لتغييب الإمام السيد موسى الصدر في مدينة "صور" بجنوب لبنان.
وأعلن أنه سوف يستمر في "الحوار الثنائي والوطني ولا بد من التفاهم على قانون الانتخابات وعلى تشكيل حكومة ما يتيح لنا انتخاب رئيس للجمهورية حتما" محذرا "من التمادي بلعبة إحراق الوقت".
ورأى أن " العبور للدولة يستدعي وقف الدلع السياسي" وخاطب بري القوى السياسية بالقول "أوقفوا تعطيل المؤسسات واتعظوا مما يدور حولنا".
وأكد على "انحيازنا إلى انجاز الاستحقاق الرئاسي لأن الثقة بالدولة تبقى مهددة من دون رئيس وسنواجه هذا الأمر بقوة الناس".
ولفت إلى أن " الاتفاق بين السعودية وإيران يساعد على تذليل العقبات السياسية في لبنان وسوريا".
ونتولى الحكومة برئاسة تمام سلام صلاحيات الرئاسة الشاغرة منذ أكثر من عامين بسبب الانقسام بين القيادات اللبنانية وفشل البرلمان في الانعقاد وانتخاب رئيس للبلاد بعدما فشل البرلمان على مدى 43 جلسة سابقة في انتخاب رئيس للبلاد على خلفية الأزمة السورية والصراع الاقليمي السعودي - الايراني.
وجدد بري "المطالبة بدعم الجيش" داعيا إلى فتح حساب وطني لتبرع المواطنين والمؤسسات والمصارف لتسليحه إذ لايمكننا الاستمرار بالتسول وإخضاعه وعقيدته القتالية لأي شروط".
ولفت إلى أن "استغلال الثروة النفطية من شأنها أن تخرج لبنان من أزماته ونريد أن نواصل إلى الامام في الملف النفطي ".
وسجلت المسوحات وجود غاز ونفط قبالة الساحل اللبناني إلا أن مسيرة إجراءات الحكومة القانونية والإدارية متعثرة في هذا المجال بسبب الخلافات الداخلية.
واعتبر أن " الحفاظ على بيئة لبنان يتطلب اتخاذ الإجراءات لمنع التفجيرات لصالح الكسارات"، وقال " اكتشفنا منذ أيام أن هناك مراسيم موقعة من وزراء وقرارات رسمية سمحت بصب نفايات البلدات في الأنهر".
وأضاف "لا يمكن السكوت على الجريمة البيئية بحق الأنهر في لبنان" داعيا إلى "عمل تعاوني وحكومي لتنظيف مجرى الأنهر وإزالة النفايات والعوائق".
وأضاف أن "الحكومة مطالبة بتوليد فرص عمل للشباب ووقف استنزاف موارده البشرية بالسفر إلى الخارج".
وأكد بري "تمسكه بالمعادلة الماسية المتمثلة في مثلث الجيش والشعب والمقاومة" واصفا مطالب البعض بجمع سلاح المقاومة قبل إزالة خطر إسرائيل بأنها "هرطقة".
وأضاف " أقول للاسرائيليين لا تجربوا لبنان فقد جربتم في السابق وخرجتم أذلاء من رمال لبنان المتحركة"، مؤكدا أن "المقاومة باقية ما بقي العدوان والاحتلال والتهديد بالعدوان".
وفي الشأن الاقليمي قال بري "هناك من يريد أن يقع العراق وسوريا واليمن في صراع دموي لا يتوقف على حساب القضية الفلسطينية".
وبالنسبة لسوريا قال بري " لا حل الا سياسيا لهذه المؤامرة الرعناء ضد وحدة سوريا واستعادة استقرارها".
وأضاف "لا أحد مستفيد مما يحصل في سوريا إلا إسرائيل"، ولفت إلى أن "الامام الصدر رأى أن الفتنة تتربص في الوطن العربي وأن التصدي لها يكون في الوحدة".
وقال "إننا بالتنسيق مع عائلة الإمام الصدر نعمل وفق ثوابت أرست نفسها" مشيرا انه "لم يثبت لنا أن حياة الإمام الصدر أو أحد رفيقيه قد انتهت وهي شائعات".
وكان الصدر الزعيم الروحي للطائفة الشيعية اللبنانية ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحفي عباس بدر الدين قد اختفوا خلال زيارة رسمية لليبيا في شهر أغسطس من العام 1978ولم يتم حتى الآن الكشف عن مصيرهم في حين اتهم القضاء اللبناني في العام 2008 رئيس النظام الليبي السابق الراحل معمر القذافي وعدد من معاونيه بتهمة التحريض على خطف وحجز حرية الامام الصدر.
وأكد بري أن "قضية الصدر هي قضية عربية وإسلامية تهم الأمة وليس لبنان فقط" معتبرا أن "الإمام الصدر ورفيقيه تعرضوا لأغرب وأبشع عملية خطف واختفاء قسري على يد الطاغية معمر القذافي".
وأضاف "ليس لنا أي علاقة مع الجانب الليبي ولا مع أي حكومة وتتم المتابعة مع المدعي العام فقط" ، موضحا بأن "لجنة المتابعة الرسمية لقضية الإمام الصدر تقوم بواجبها باستمرار".
وشدد أنه "لن نسمح بعلاقات مشبوهة أو تطبيع العلاقات مع ليبيا قبل أن تنجلي قضية الإمام الصدر".
ودعا المرجعيات القضائية إلى "حماية القضاة العاملين في قضية الإمام الصدر" كما دعا "الحكومة إلى جعل القضية أولوية لديها والأجهزة الأمنية إلى مزيد من الجهد".
وطالب بري "الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والمنظمات الدولية لبذل جهد ملموس في قضية الإمام ورفيقيه لأنها قضية حرية وعدالة واسلام ".
وقال إن موضوع هنيبعل القذافي الموقوف في لبنان "هو محض قضائي وأنه بعد توقيفه استمع المحقق له بصفة شاهد".
وكان نجل القذافي قد تعرض لعملية اختطاف من سوريا إلى لبنان على يد جماعة مؤيدة للنائب السابق حسن يعقوب نجل رفيق الإمام الصدر في زيارة ليبيا الشيخ محمد يعقوب إلا أن السلطات اللبنانية أوقفت هنيبعل واخضعته للتحقيق في قضية الصدر.