بقلم تشنغ شواى هوا، المدير التنفيذي لمركز التجارة الدولية والتنمية المستدامة السويسري
تعتبر التجارة والاستثمار محركين كبيرين في نمو الاقتصاد العالمي، وكيفية تقوية هذين المحركين تهم بالنتائج الطويلة المدى لإدارة الاقتصاد العالمي. غير أن التعاون التجاري والاستماري في قمة مجموعة العشرين لم يصل إلى التوقعات ولم يتفق مع دوره في الاقتصاد العالمي منذ فترة طويلة.
لكن من حسن الحظ أن مختلف الأطراف باتت تتطلع للتعاون الأعمق والمنافع المتبادلة والفوز المشترك في مجال التجارة والاستثمار بفضل الجهود التي بذلتها الدول الأعضاء لقمة مجموعة العشرين وخاصة الصين بآفاقها الاستراجية وحكمتها الدبلوماسية كدولة مضيفة. والى حد الآن، أجرى فريق أعمال التجارة والإستثمار ثلاثة اجتماعات عمل واجتماعا غير رسمي في باريس خلال الأشهر السبع الماضية بنجاح. وشاركت الدول الأعضاء لقمة مجموعة العشرين فيها بنشاط، وقدمت الكثير من المنظمات الدولية وأوساط الأعمال لقمة مجموعة العشرين (B20)ومراكز البحوث لقمة مجموعة العشرين (T20)التقارير التحليلية والاقتراحات البنائة.
وعلى هذا الأساس، توصل اجتماع وزراء التجارة الذي عقد في يوليو الماضي الى ثلاث وثائق سياسية حول "زيادة التجارة ومبادئ السياسات الاستثمارية وآليات الأعمال" والتوافقين حول "تأييد النظام التجاري متعدد الأطراف وتعزيز سلسلة القيمة الشاملة." ويمكن القول إنه وضع أساسا متينا لمواصلة كشف الطاقات الكامنة في التجارة والاستثمار الدولي.
في ذات الوقت، توصل اجتماع وزراء التجارة إلى عدة اتفاقات حول بعض القضايا المهمة، بما في ذلك، قوى الدفع السبعة لتعزيز التنمية التجارية، والمبادئ التسعة للسياسات الاستثمارية وتعزيز شفافية اتفاقيات التجارة الإقليمية والحفاظ على المكانة المركزية لنظام التجارة متعدد الأطراف، والحفاظ على اتساق السياسات بين الإتفاقيات متعددة الأطراف والاتفاقات الإقليمية، وتعزيز مشاركة الدول النامية في سلسلة القيمة العالمية والخ.
ستعقد قمة مجموعة العشرين بعد أيام قليلة، ونتطلع بأن ترسل إشارات واضحة حول هذه القضايا، من ثم يمكن تعزيز الثقة وجمع الآراء بشكل أفضل، لإنعاش النمو الاقتصادي العالمي والتوظيف.
إن تلخيص النتائج والتجارب الناجحة التي حققتها مجموعة العشرين في هذا العام يمكن أن يقدم نموذجا جيدا لتعميق التنمية المستدامة، والتعاون والاستثمار العالمي. على سبيل المثال، التفاعل الدائم بين قمة مجموعة العشرين وقمة أعمال العشرين يمكن من توفير فرص التعلم المتبادل بين الخبراء والمسئوليين، والتوصل الى توصيات سياسية بناءة، ما يقدم إحتياطيا معلوماتيا متخصصا لاجتماعات فريق الأعمال في المستقبل. في ذات الوقت، تمر قمة مجموعة العشرين بمرحلة الإنتقال من آلية مواجهة الأزمات إلى منظومة إدارة الاقتصاد طويلة المدى، لذلك، فإن تأسيس آلية TIWG وغيرها من آليات العمل سيلعب دورا مهما في تعزيز التعاون العميق في مجال التجارة والاستثمار العالمي.