لقي شاب مصرعه وأُصيب أكثر من 70 آخرين بجروح بعدما أطلقت القوات الحكومية النار على متظاهرين في الشطر الهندي من كشمير الذي يشهد اضطرابات، حسبما قال مسؤولون.
وقُتل الشاب في منطقة فتح كادال بالقرب من ناحية نوهاتا في الجزء القديم من مدينة سرينجار يوم الأحد، العاصمة الصيفية للشطر الهندي من كشمير.
وقال مسؤول صحي في مستشفى ((إس إم إتش إس)) إن "شابا توفي هنا هذا المساء"، مضيفا "لقد أُصيب في صدره بقذيفة غاز مسيل للدموع".
وفجرت الوفاة الجديدة المزيد من الاحتجاجات في المدينة ومن المرجح أن تؤجج مظاهرات أخرى في جميع أنحاء المنطقة.
وقال مسؤولون في الشرطة إن الشاب كان جزءا من مجموعة حاولت تحدي قيود حظر التجول في المدينة.
في مكان آخر، في مناطق سوبور وبارامولا وغانديربال وأنانتناغ وكولغام، تعرض 70 شخصا على الأقل، من بينهم نساء، إلى إصابات جراء اشتباكات مماثلة.
وقال ضابط في الشرطة إن "احتجاجات واسعة اندلعت في منطقة بارامولا".
وتتواصل احتجاجات واسعة النطاق ضد حكومة نيو دلهي في المناطق التي تقطنها أغلبية مسلمة في المنطقة المضطربة منذ 8 يوليو، واندلعت الاحتجاجات عقب مقتل أحد كبار قادة المسلحين في "حزب المجاهدين"، برهان مظفر واني.
ورغم تمديد القيود المفروضة وحظر التجول بغية تضييق الخناق على المتظاهرين، يبدو أن الاشتباكات والمظاهرات أصبحت أكثر حدة يوم الأحد، وذلك لليوم الـ 44 على التوالي، وقد ارتفعت حصيلة القتلى من المدنيين جراء المواجهات إلى 63 شخصا، إضافة إلى إصابة الآلاف من المدنيين والمئات ممن أفراد القوات الحكومية.
وتنتشر المشاعر المناهضة للهند بشكل عميق في نفسية غالبية الكشميريين، وخرج السكان الغاضبين إلى الشوارع في تحد لحظر التجول والقيود المفروضة في العديد من الأماكن، حيث اشتبكوا مع الشرطة، وقام شباب برمي الحجارة وقطع الآجر على وحدات الشرطة والقوات شبه العسكرية، والتي ردت بإطلاق قذائف الدخان المسيل للدموع والرصاص المطاطي والأعيرة النارية، والتي غالبا ما تثبت أنها فتاكة.
وجاءت الوفاة التي حدثت يوم الأحد في وقت كان وزير المالية الهندي أرون جايتلي يقوم فيه بزيارة إلى مدينة جامو العاصمة الشتوية للمنطقة لمخاطبة جمع عام في منطقة سامبا، وقال جايتلي إن الشباب الذين يرمون الحجارة في كشمير ليسوا من أتباع الحقيقة بل هم معتدون.
وأثرت حالة الإغلاقات والقيود المفروضة على الحياة الطبيعية في المنطقة، حيث يشتكي الناس من شح الغذاء والأساسيات، كما تواردت أنباء عن نقص في الأدوية في المنطقة.
وتنقسم كشمير، المنطقة الواقعة في جبال الهيمالايا، بين الهند وباكستان، حيث يطالب كل منهما بها كاملة، ومنذ استقلالهما عن بريطانيا، خاض البلدان ثلاثة حروب فيما بينهما، اثنتان منهما كانت حصرا بشأن كشمير.
وأدت أسابيع من الاضطرابات في الشطر الهندي من كشمير إلى إضافة مجابهة جديدة في العلاقات المتوترة بالفعل بين البلدين.