القاهرة 21 أغسطس 2016 / فى منطقة "العتبة" بوسط القاهرة، وتحديدا في "حارة الصوفي"، يظهر السودانيون أصحاب البشرة السمراء بكثافة، لدرجة أن الأمر يبدو كأنه فى الخرطوم، حيث يعج الشارع بمقاه ومطاعم ومحلات يديرها سودانيون، يبيعون منتجات مختلفة تعكس الثقافة السودانية.
" أعيش في مصر منذ 16 عاما، ومتزوج امرأة من الجيزة"، بهذه الكلمات استهل عمر عثمان (51 عاما) صاحب محل "عطارة السوداني" حديثه مع وكالة أنباء (شينخوا).
وقال عثمان وهو من مواليد الخرطوم، وأب لأربع أولاد، " بحكم شغلي، اتجول بين مصر والسودان، لكني سعيد بالعيش فى القاهرة، لأن الحياة فى مصر سهلة، ولا توجد فيها مشكلة".
وأضاف " تركت السودان أولا عشان التجارة، ثانيا مصر فيها آمان، بالإضافة إلى الأحداث التى حصلت في السودان".
ورد على سؤال حول ما إذا كان قد اندمج مع المصريين سريعا "طبعا، حسيت إنى فى الخرطوم، شعب مصر جميل ويحب العشرة".
وواصل " لا يوجد فرق بين مصر والسودان، وعمرى ما حسيت بفرق فى التعامل مع المصريين، وأعز صديق لي مصري".
وتابع " عندما كنت أفكر لفتح محل لبيع العطارة اخترت أن يكون فى العتبة، لأن الحركة التجارية فيها كويسة".
ويعمل خمسة عمال جميعهم سودانيون في المحل مع عثمان.
"زبائني سودانيون ومصريون وأجانب، لكن الأكثرية بالطبع سودانيون"، أردف عثمان.
ويبيع عثمان " البخور، والحنة السوداني، والأعشاب الطبيعة، والعطور، والتبغ السودانى، والعطرونة، والشمة".
أما معتصم مصطفى (40 عاما) مدير صالون حلاقة " مصر والسودان"، فقال " أعيش في مصر منذ عشر سنوات، حين غادرت السودان بسبب الأحوال الأمنية هناك، وكذلك لحبي للمجئ إلى مصر".
"اندمجت بسرعة فى مصر عشان كنت حابب أكون موجود فى القاهرة، وأنا وأسرتى مبسوطين فى الحياة هنا"، أضاف مصطفى.
ومصطفى متزوج، ولديه بنتان يدرسان فى مدارس مصرية.
ويعمل في صالون الحلاقة ثلاثة عمال، هم اثنان سودانيان ومصري واحد.
وأردف " اخترت العتبة، لسببين: أولا لأنها مكان تجمع السودانيين، وثانيا لأنها مكان سوق والحركة فيها مستمرة".
واستطرد " زبائني أغلبهم سودانيون، وهناك مصريون بالطبع، يطلبون قصات سودانية".
وأشار إلى أن أشهر قصات الشهر التي يطلبها زبائه هي قصات لاعبي كرة القدم، مثل لاعب نادي "ريال مدريد" كريستيانو رونالدو، واللاعب البريطاني ديفيد بيكهام الذي اعتزل أخيرا.
وحول تكلفة قصة الشعر، قال " حسب الزبون، أنا لا أطلب سعر معين، لكن قص الشعر يبدأ من 15 جنيها، وهذا سعر مناسب فى السوق ".
وختم إن "حارة الصوفى مجتمع سوداني مصري جميل".
وشاطره الرأي إبراهيم عوض صاحب مقهى "الأوبرا" بقوله إن "حارة الصوفى اعتبرها حارة السودان، لأنها تجمع السودانيين فى مصر".
ويعيش عوض (56 عاما) فى مصر منذ 23 عاما، وهو أب لستة أولاد، أربعة منهم يعيشون معه فى القاهرة، واثنتان فى السودان.
ويعمل معه في المقهى أربعة عمال سودانيين.
وأضاف عوض "جئت إلى مصر عشان الشغل، وربنا أكرمني، ومرتاح أنا وزوجتى فى العيشة هنا".
وزاد " واجهت بعض الصعوبات فى التأقلم والشغل عند مجيئ إلى مصر، لكن ربنا رزقني برجل مصرى ابن حلال ساعدني فى البداية على الحياة فى القاهرة، واليوم هو من أقرب الناس لي فى مصر".
وأكمل " فتحت المقهى فى العتبة لأن هذه وسط البلد، بجانب أن أغلب السودانيين يأتوا لهذا المكان".
وواصل " نقدم مشروبات سودانية مثل عصير الحلو مر، والكركديه، والقنقليز، والعرديب، بالإضافة إلى الشاي والقهوة".
في حين، قال عبدالله خليفة (21 عاما) طالب فى جامعة الأزهر، " إنا موجود فى مصر منذ ثلاث سنوات، مصر من أفضل الدول العربية التي يمكن فيها أن تتحرك بحريتك فى أمان".
وأوضح خليفة الذي كان يتجول بحارة الصوفي، " أصدقائي مصريون، وسعيد أني أدرس فى مصر، ونفسي اشتغل واستقر هنا".