تقرير // انور عكاشة، وكالة السودان للأنباء
الذى ينظر بعين فاحصة لتداعى فكرة الحزام والطريق وتطبيقها على ارض الواقع يجد ان هناك تناسق عميق بين الشعب والدولة إذ ان " التناسق يوٌلد المعاناة والمعاناة تٌولد الإبداع " او كما قال المثل الكلاسيكى الذى اصبح واقعاً معاشاً عند بعض الشعوب لاسيما الشعوب التى تعمل فى صمت حقيقى بشكل جاد ، ها قد جاوزت فكرة الحزام والطريق التحديات الجسام التى تعترض طريق التنمية المستدامة والبنى التحتية ، حيث اصبحت العلاقات الدبلوماسية للجمهورية الصينية مع القارة الافريقية والآسيوية وكذا الاوربية اكثر متانةً وعمقاً كيف لا وأنٌ الحزام والطريق من خلاله فُتحت كثير من المعابر الاستراتيجية لتنشيط حركة التجارة وتقوية الصداقة الشعبية لاسيما الدول التى تطل على طريق الحزام إضافةً الى سهولة التواصل وتبادل المنافع والسلع التجارية والاقتصادية وهذا جعل الصين اكثر إنفتاحاً ديناميكياً نحو العالم من خلال المدن والمناطق الجغرافية التى تتمتع بها .
وفى سبيل تعميق فكرة الحزام والطريق استطاعت الصين توظيف المزايا النسبية لشتى مناطقها بشكل مستفيض ، وذلك بتنفيذ إستراتيجية إنفتاح اكثر نشاطاً ومبادرة ، وتعزز التفاعل والتعاون بين مناطقها الشرقية والوسطى والغربية ، وترفع مستوى الاقتصاد المنفتح على نحو شامل .
تعتبر شينجيانغ بجغرافيتها الفريدة ودورها كنافذة هامة للانفتاح على الدول الواقعة غرب الصين إحدى وسائل التبادل والتعاون مع دول اسيا الوسطى وجنوبى آسيا وغربى آسيا وغيرها ، لتشكيل مركز هام للمواصلات والتجارة وشحن السلع والثقافة والعلوم والتربية فى الحزام الاقتصادى لطريق الحرير ، وهذا جعل شينجيانغ منطقة محورية للحزام .
بجانب توظيف المزايا الاقتصادية والثقافية الشاملة لشنشى وقانسو ، والمزايا الانسانية والقومية لنينغشيا وتشينغهاى ، والعمل على جعل منطقة شيان منطقة داخلية رائدة جديدة للاصلاح والانفتاح ، والاسراع بالتنمية والانفتاح للانتشو وشينينغ ، ودفع إنشاء المنطقة الداخلية التجريبية للاقتصاد المنفتح فى نينغشيا ، لتشكيل ممرلات مؤدية الى دول آسيا الوسطى وجنوبى آسيا وغربى آسيا ، ومركز للتجارة وشحن السلع ، وقاعدة للصناعات الرئيسية والتبادل الانسانى وتوظيف المزايا الجغرافية ومنغوليا وإكمال وتحسين ممرات وشبكة سكك الحديد الاقليمية التى تربط هيلونغجيانغ وجيلين ولياونينغ وبين الشرق الاقصى الروسى ، ودفع بناء ممر بكين – موسكو للشحن فائق السرعة بين اوروبا وآسيا ، والعمل على بناء نافذة مهمة للانفتاح على الدول الواقعة شمال الصين .
ولاشك ان المناطق الداخلية على اساس مزايا المناطق المتمثلة فى المساحة الشاسعة والموارد البشرية الوافرة والاساس الاصطناعى الجيد ، وبالاعتماد على مجموعة المدن على المجرى المتوسط لنهر اليانغتسى ومجموعة المدن المحيطة بتشنغدو وتشونغتشينغ ومجموعة المدن فى السهول الوسطى ومجموعة مدن هووهيهوت وباتوا واردوس ويويلين ومجموعة المدن المحيطة بهارين وتشانغتشون وغيرها من الاقاليم الرئيسية ، تدفع الصين التفاعل والتعاون بين الاقاليم والتنمية الصناعية المجمعة وتجعل تشونغتشينغ دعامة هامة للتنمية والانفتاح فى غربى الصين وتشنغدو وتشنغتشو وووهان وتشانغشا ونانتشانغ وخفى مدنا داخلية رائدة للاقتصاد المنفتح .
لذلك شرعت الصين للعمل جاهدة بدفع التعاون بين المنطقة على المجريين الاعلى والمتوسط لنهر اليانغتسى ومنطقة الفولغا الفيدرالية بروسيا الاتحادية ، وشرعت فى إنشاء آلية التنسيق للنقل بسكك الحديد والتخليص الجمركى فى المعابر الحدودية فى ممر الصين – اوروبا ، وماركة قطارات خط الصين – اوروبا ، وممر نقل يربط بين داخل البلاد وخارجها وبين المناطق الشرقية والوسطى الغربية داخل البلاد وتدعم إنشاء المطارات والمرافئ البرية الدولية فى تشنغتشو وشيآن وغيرهما من المدن الداخلية ، وتعزز التعاون فى التخليص الجمركى بين المعابر الحدودية الداخلية والموانئ الساحلية الحدودية وتمارس الاعمال التجريبية للخدمات الالكترونية للتجارة العابرة للحدود ، وتحسن الصين التوزيع الاقليمي للمراقبة الجمركية الخاصة ، وتبدع فى نمط تجارة المعالجة ، وتعمق التعاون الصناعى مع الدول على طول الحزام والطريق .