تمتلك الصين دورا مهما جدا لتلعبه على ساحة الحوكمة العالمية في ظل النمو العالمي المتعثر، هكذا قال أندرو باركر، أحد الشركاء في شركة (برايس واتر هاوس كوبرز) للمحاسبة، والمقيم في سيدني، لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة أجريت قبيل قمة مجموعة العشرين المزمع عقدها في مدينة هانغتشو الصينية.
وأعرب أندرو باركر، الذي يشغل أيضا منصب مدير شركة (تشاينا ماترز)، وهي كيان مستقل لا يهدف للربح يركز على صعود الصين من منظور سياسي ومدى أهمية ذلك بالنسبة لأستراليا، عن تفاؤله إزاء أول قمة لمجموعة العشرين تترأسها الصين.
وقال إن "هذه فرصة للصين للقيام بخطوة نحو الدور القيادي، الذي أعتقد أنها تستحقه وأن هناك حاجة إليه على الساحة العالمية، وإن كل من البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وبنك كتلة البريكس وبالطبع مبادرة (حزام واحد طريق واحد) تعتبر من أهم الخطط لمساعدة الاقتصادات العالمية لتحقيق أهداف حاسمة".
وأضاف أن "الصين حاليا تعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والأهم من ذلك، إنها السوق الاقتصادية الناشئة رقم واحد، والتي ساهمت بحوالي ثلث النمو العالمي خلال العام الماضي، وتعد إسهامات الصين في النمو العالمي مهمة إلى حد كبير".
مع ذلك، ما يزال الجمود المؤسسي والسياسي الملحوظ يمثل تحديا للصين خلال رئاستها لمجموعة الـ 20.
ولفت باركر إلى أن الأهداف المعلنة لمجموعة الـ 20 قد شهدت تقدما بطيئا خلال السنوات الأخيرة، وهو أمر تأمل الصين أن يتغير.
وقال إن "التفويض المركزي للمنتدى قد شهد، على مدى بضع سنوات، نموا قويا ومستداما وشاملا، وبالعودة إلى نوفمبر 2014 في بريسبان، فقد اتفق جميع وزراء مجموعة الـ 20 على رفع النمو العالمي بحلول عام 2018 ليتجاوز توقعات صندوق النقد الدولي الصادرة عام 2013 بنقطتين مئويتين".
وأضاف "لكن الجهود لتحقيق هذا الهدف كانت متفاوتة، أعتقد أنه سيكون من العدل الإشارة إلى أن النمو قطعا لم يكن قويا، وبالتأكيد أن الاقتصاد العالمي ليس مستداما، كما أود أن أقول أن النمو لم يكن، على نحو خاص، شاملا أيضا".
وفي إشارة إلى مسعى تقوده بكين لترقية مجموعة العشرين من آلية استجابة للأزمات إلى منصة حوكمة طويلة المدى، اعتبر أن عدم وجود آليات تنفيذ تعد إحدى العوائق الكبيرة أمام مساعي مجموعة الـ 20.
وقال "لقد كان هذا محل انتقاد لمجموعة الـ 20 منذ أمد بعيد، إذ أن الحقيقة التي تهم هي أن مجموعة الـ 20 ليس لديها أمانة عامة ولا تملك أي آلية للتنفيذ، لذلك فإنه يتم الاعتماد على ما يمكن أن نسميه الإرادة السياسية أو القيادة لتحقيق تقدم في أية قضية".
وفي وقت نشهد فيه تباطؤ في النمو العالمي، أشار باركر إلى أن هناك حاجة إلى التعاون من أجل تحفيز النمو.
وقال "في حال نظرتم إلى 2016، فإن توقعات النمو العالمي مسطحة للغاية، نحن نتجه نحو خط النمو المقدر من صندوق النقد الدولي وهو 3 في المائة، والذي عموما يُعتبر بموجبه أن هناك ركود عالمي".
بالنسبة لأستراليا والصين، أكبر اقتصادين في المنطقة، "فإنه أمر حيوي للغاية أن تقوم كل من الصين وأستراليا بإيجاد أرضية مشتركة والعمل معا من أجل التنمية في المنطقة"، وفقا لباركر.
ويعد باركر المؤلف الرئيسي للتقرير المرجعي لشركة (برايس واتر هاوس كوبرز) المعنون "اجتيازنا من قبل" الصادر في عام 2014، والذي كشف فيه عن بعض وجهات النظر الثاقبة والرائدة حول أهمية التعامل مع محرك عالمي للنمو الاقتصادي.
وقال باركر إن "عالمنا يتغير، والصين تتغير، والاقتصاد الأسترالي يعتمد بصورة كبيرة على الموارد والازدهار الاستثماري التي يدفعها إلى حد كبير التصنيع في الصين ونموها"، مضيفا "ليس هناك أدنى شك في ذهني بأن برنامج (حزام واحد طريق واحد) الذي سينفذ بشكل جيد سيجلب فوائد جمة للمنطقة، ولأستراليا وبالطبع للاقتصاد الصيني".