باريس 17 أغسطس 2016 /دافع رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس اليوم (الأربعاء) عن حظر العديد من عُمَد المدن الفرنسية ارتداء لباس السباحة المُغطِى لكامل الجسد (البوركينى)، داعيا إلى الالتزام بالهدوء فى أعقاب التوترات التى نشبت بين بعض الجماعات، على الأخص فى جزيرة كورسيكا الفرنسية .
وذكر فالس فى حديثه إلى إحدى الصحف المحلية " أتفهم جيدا موقف هؤلاء العمد الذين، فى وقت التوتر يحق لهم اتخاذ رد فعل بحثا عن حلول لتفادى الاضطرابات التى قد تهدد النظام العام".
وتابع " إن الشواطىء، مثلها مثل أى مكان عام، يجب حمايتها من الدعاوى الدينية. والبوركينى لا يمثل موضة جديدة فى عالم ألبسة السباحة، وإنما يمثل تعبيرا عن مشروع سياسى معادٍ للمجتمع ومؤسَس بشكل خاص على قمع المرأة".
يذكر أن الأسبوع الماضى شهد قيام ست مدن ساحلية هى كان وفيلنيف- لوبيه وسيسكو بجزيرة كورسيكا، ولو توكيه ، ولوكات ولوى- بلاج، بفرض حظر على ارتداء البوركينى، الذى لا يكشف من الجسد غير الوجه واليدين والقدمين .
من جانبه، أيد فالس هذا الحظر على ارتداء البوركينى قائلاً إنه يحث الناس " على العيش معا بدون دوافع سياسية خفية".
جدير بالذكر أن هذا القرار من جانب المحليات الفرنسية يأتى فى أعقاب شجار نشب الأحد الماضى بين أسر مسلمة ومجموعة من شباب سيسكو بكورسيكا، لدى قيام سائح بالتقاط بعض الصور لنساء يسبحن مرتديات البوركينى .
وبحسب وسائل الإعلام، فقد أسفرت تلك المشاجرة عن إصابة 5 أشخاص ووضع شخصين آخرين رهن الاحتجاز .
ووسط هذه الأجواء المتوترة ، دعا فالس إلى التحلى بالهدوء قائلا " ليس مخولا للأفراد تحقيق العدالة بأنفسهم . " مضيفا أن " القواعد المنظمة لارتداء ملابس بعينها لن تكون هى الحل".
ويبقى الحظر على ارتداء البوركينى مسألة حساسة ومثيرة للجدل عقب هجوم وقع مؤخرا من جانب تنظيم داعش أسفر عن مقتل 84 شخصا فى مدينة نيس فى 14 من يوليو الماضى. وبعد ذلك بيومين، قام اثنان من المراهقين بذبح قس مسن فى شمال فرنسا .
فى السياق نفسه، قام المرصد الوطنى للاسلاموفوبيا فى فرنسا، برفع شكوى ضد الحظر المفروض على البوركينى، أمام أعلى المحاكم الادارية بفرنسا " دفاعا عن ضحايا هذا الانتهاك الواضح للحريات الأساسية ."
يذكر أن فرنسا، وهى الدولة التى يقيم بها أكبر مجتمع إسلامى فى أوروبا ويضم 5 مليون شخص مسلم، تحظر ارتداء أغطية الرأس وغيرها من الرموز الدينية فى المدارس.