موسكو/ واشنطن 17 أغسطس 2016 /قالت روسيا أمس الثلاثاء إن قاذفاتها أقلعت من قاعدة جوية إيرانية لشن غارات على أهداف إرهابية في سوريا في خطوة لم يسبق لها مثيل لتعميق مشاركتها في الشرق الأوسط وتأكيد علاقات موسكو الوثيقة مع طهران.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قاذفات من طراز تو 22 أم3 طويلة المدى وقاذفات سو - 34 اقلعن من قاعدة همدان بغرب إيران "وشنت غارات جوية على أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة الإرهابية في محافظات حلب ودير الزور وإدلب."
وأضافت الوزارة أن مقاتلات يو - 30 سي أم وسو -35 أس المتمركزة في قاعدة حميميم الجوية في سوريا قدمت غطاء للمهمة.
واستطردت الوزارة قائلة إنه تم تدمير خمسة مخازن كبيرة للأسلحة والذخائر والوقود وثلاثة مواقع قيادة والعديد من معسكرات التدريب وقتل عدد كبير من الإرهابيين في العملية.
وكانت هذه هي أول مرة تستخدم خلالها روسيا أراضي دولة أخرى غير سوريا نفسها لشن غارات منذ أن شنت موسكو حملة ضد أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية داخل سوريا شهر سبتمبر الماضي.
وسيؤدي انطلاق الغارات الجوية من إيران إلى دعم صورة روسيا كلاعب مركزي في الشرق الأوسط وستسمح للقوات الجوية الروسية بتقليل وقت الرحلات وزيادة حمولة القذائف.
وقال علي شامخاني أمين عام مجلس الأمن الوطني الإيراني الأعلى إن إيران وروسيا حليفتان "إستراتيجيتان" في محاربة الإرهاب في سوريا.
وأضاف أن "التعاون بين طهران وموسكو في محاربة الإرهاب في سوريا استراتيجي وأننا نتبادل الكفاءات والإمكانيات في هذا المجال."
واستطرد المسؤول قائلا إن إيران ستستمر في تقديم المشورة العسكرية للدول التي تعاني الإرهاب بما في ذلك سوريا.
وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أمس على أن الجيش الروسي أبلغ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويحارب الآن تنظيم الدولة الإسلامية قبل أن تشن القاذفات الروسية غارات جوية في سوريا من إيران.
وقال كريستوفر كارفير، المتحدث باسم البنتاجون إن "روسيا أبلغت التحالف وفقا لمذكرة التفاهم لسلامة الطيران،" مشيرا إلى أن مذكرة التفاهم التي وقعتها الولايات المتحدة وروسيا في شهر أكتوبر لتجنب الحوادث العارضة في المجال الجوي السوري خلال غاراتهم الجوية ضد الأهداف الإرهابية هناك.
وأضاف كارفير في مؤتمر صحفي "أنهم فعلوا هذا النظام كما فعلنا في الماضي. إنهم اخبرونا بأنهم قادمين وقمنا نحن بضمان سلامة الرحلة الجوية لهذه القاذفات التي مرت من المنطقة واتجهت نحو أهدافها ثم عادت مرة أخرى."
ورفض المسؤول التعليق على ما إذا كانت الطائرة الأمريكية أفسحت المجال، بينما أصر على أن العمليات التي شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة سواء في سوريا أو العراق لم تتأثر خلال هذه الفترة.
وصرح كارفير "إننا علمنا عندما قاموا بتفعيل تعليمات مذكرة التفاهم لسلامة الطيران. لم يكن وقتا طويلا ولكنه كان كافيا وكان الوقت يكفي للتأكد من أننا نستطيع ضمان سلامة الطيران."
ورفض كارفير التعليق على ما إذا كانت الولايات المتحدة على علم بأي تجهيزات كبيرة في القاعدة الإيرانية سلفا.