صنعاء 14 أغسطس 2016 / استعادت القوات الحكومية اليمنية خلال عملية عسكرية شنتها اليوم (الأحد) السيطرة على ثلاث مدن رئيسية بمحافظة أبين جنوب البلاد من قبضة تنظيم القاعدة، حسب مسؤول أمني ومصادر عسكرية وسكان.
وسيطرت القوات الحكومية بدعم من التحالف العربي الذي تقوده السعودية على مدن زنجبار عاصمة محافظة أبين، وجعار ثاني أكبر مدن المحافظة الجنوبية، بالإضافة إلى مدينة شقرة الساحلية الإستراتيجية بعد معارك مع تنظيم القاعدة.
وقال مصدر عسكري يمني لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن القوات الحكومية بإسناد من التحالف العربي تمكنت من تحرير مدينة شقرة الساحلية من قبضة القاعدة بعد اشتباكات خفيفة جدا في أطراف المدينة مع عناصر التنظيم الإرهابي".
وتقع شقرة وهي ثالث أكبر مدن أبين على ساحل البحر العربي، وتضم أحد أهم موانئ الصيد في اليمن.
وجاءت السيطرة على شقرة في إطار عملية عسكرية للقوات الحكومية اليوم استعادت خلالها أيضا مدينتي زنجبار وجعار.
وقال مدير أمن محافظة أبين العميد الركن ناصر هادي، في وقت سابق ل(شينخوا) اليوم "إن قوات الجيش والأمن تمكنت من تحرير مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين بشكل كلي من تنظيم القاعدة".
وتابع هادي أن هذه القوات انتشرت في جميع المباني الحكومية في زنجبار لتأمينها.
وأضاف أن القوات اليمنية دخلت أيضا مدينة جعار ثاني كبرى مدن أبين، وتمكنت من السيطرة عليها بعد عملية تمشيط واسعة دامت لساعات.
وأوضح هادي "أن القوات حررت المدينتين بعد اشتباكات مع عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي".
وفي السياق، قال سكان محليون ل(شينخوا) "إن قوات الجيش والأمن مسنودة برجال قبائل (لجان شعبية) دخلت مدينتي زنجبار وجعار معززة بعشرات الآليات العسكرية الحديثة".
وخرج المواطنون في المدينتين إلى الشوارع والأحياء لاستقبال قوات الجيش والأمن اليمنية، حسب السكان.
وشنت قوات الجيش الوطني اليمني مسنودة بالمقاومة الشعبية وقوات من التحالف العربي اليوم هجوما كبيرا على مناطق تتمركز فيها عناصر تنظيم القاعدة في أبين، حسب مصدر عسكري يمني.
وأوضح المصدر أن التحالف الذي تقوده السعودية استهدف بسلسلة ضربات مواقع وآليات عسكرية للقاعدة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
وقال مصدر أمني في أبين ل(شينخوا) إن المعارك بين الجانبين أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود من القوات الحكومية، أحدهم ضابط.
فيما أصيب أكثر من 10 اخرين من هذه القوات في انفجار سيارة مفخخة وعبوات ناسفة، في حين قتل عدد من عناصر القاعدة، حسب المصدر.
وأمام تقدم القوات الحكومية فرت عناصر القاعدة صوب مناطق ريفية في أبين.
وإثر هذا التقدم، أعلنت السلطات اليمنية تشديد الإجراءات الأمنية في أبين حتى تحرير المحافظة كاملة من القاعدة.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) التي تديرها الحكومة، إن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية شددت من إجراءاتها الأمنية في أبين في إطار العملية العسكرية التي نفذتها اليوم لتطهيرها من العناصر الإرهابية.
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله: "إن العملية العسكرية في أبين (..) مستمرة حتى تطهير جميع مدن ومديريات المحافظة" الجنوبية.
وأشاد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، في اتصالات مع قيادة السلطة المحلية والقيادة العسكرية في أبين، بالانتصار الذي تحقق ضد القاعدة، حسب الوكالة.
وتنشط القاعدة في محافظة أبين بشكل كبير منذ العام 2011 مستغلة الاضطرابات في البلاد وسيطرت على مدينتي جعار وزنجبار.
وخلال الأعوام الخمس الأخيرة تكررت سيطرة القاعدة على زنجبار وجعار والانسحاب منها.
فقد سيطر التنظيم المتطرف في مطلع ديسمبر 2015 على المدينتين ثم انسحب منهما في مايو الماضي بموجب اتفاق ووساطة قبلية بعد ما بدأت القوات الحكومية في 23 ابريل الماضي عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على محافظة أبين.
وفي 21 يونيو الماضي سيطر تنظيم القاعدة مجددا على جعار وزنجبار قبل أن تستعيدهما اليوم القوات الحكومية.