دمشق 8 أغسطس 2016 / تمكن الجيش السوري والقوات المتحالفة معه يوم الاثنين من استعادة السيطرة للمرة الثالثة على بلدة كنسبا بريف اللاذقية الشمالي، في حين تمكن الجيش من السيطرة ناريا على مواقع العمليات العسكرية في جنوب حلب (شمال سوريا ).
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية بسطت سيطرتها الكاملة على تلة طوبال وقلعة شلف وأعادت الأمن والأمان إلى بلدة كنسبا بريف اللاذقية الشمالي" .
وأكد المصدر أن عملية السيطرة جاءت بعد " تكبيد التنظيمات الإرهابية التي كانت هناك خسائر فادحة بالأفراد والعتاد حيث خاضت وحدات الجيش ومجموعات الدفاع الشعبية اشتباكات عنيفة أسفرت عن القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين وتدمير ما بحوزتهم من ذخيرة وعتاد حربي وفرار من تبقى من فلولهم " .
وأضاف المصدر إن " الجيش السوري بعد أن دحر الإرهابيين من كنسبا والتلال المحيطة بها وكسر خطوطهم الدفاعية بدأ يوسع نطاق سيطرته في منطقة ريف اللاذقية الشمالي ولاسيما أن كنسبا كانت تعتبر آخر معاقل الإرهابيين في الريف الشمالي وأحد أبرز أماكن تجمعاتهم" .
بدورها، قالت عدة مصادر موالية عبر صفحات التواصل الاجتماعي إنه تمت استعادة كنسبا الإستراتيجية بعد معارك عنيفة، وسبقها استعادة السيطرة على قلعة طوبال ومرتفع رويسة الشمس قرب كنسبا بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي.
وكان الجيش النظامي استعاد قبل يومين قلعة شلف جنوب شرق كنسبا، بعد معارك مع فصائل معارضة.
وكان النظامي خسر منتصف يوليو الماضي البلدة بعد أقل من يوم على استعادته لها، اثر هجوم شنته فصائل معارضة على مواقع الجيش النظامي في البلدة، إضافة للسيطرة الكاملة على قلعة شلف وقلعة طوبال وعين القنطرة و"شير قبوع" والحمرات.
وكانت أول استعادة للبلدة الإستراتيجية والتي تعد ثالث أكبر معقل لمقاتلي المعارضة بعد ربيعة وسلمى في ريف اللاذقية، في 18 فبراير الماضي.
وفي سياق متصل نفذ الطيران الحربي السوري سلسلة غارات جوية على أماكن وجود مقاتلي المعارضة المسلحة وكبدها خسائر فادحة بالأفراد والعتاد والآليات في ريف حلب الجنوبي.
ونقلت وكالة ()سانا() عن مصدر عسكري سوري قوله إن سلاح الجو شن سلسلة غارات وجه خلالها رمايات نارية مركزة على أماكن وجود الإرهابيين وتجمعاتهم في ريف حلب الجنوبي.
وأكد المصدر أن الضربات الجوية أسفرت عن تدمير عدد من العربات المدرعة والمصفحة المزودة برشاشات والسيارات المحملة بالذخائر إضافة إلى إيقاع أعداد كبيرة من الإرهابيين بين قتيل ومصاب.
وفي وقت لاحق من يوم الاثنين أكد المصدر أن سلاحي الجو السوري والروسي واصلا توجيه ضرباتهما المركزة على أرتال المجموعات الإرهابية في محيط منطقة العمليات القتالية جنوب حلب ودمرا لها 5 عربات مدرعة في محيط الكليات العسكرية و7 عربات مصفحة مزودة برشاشات على محور خان طومان و11عربة وسيارة نقل على محور الزربة و14عربة مصفحة على محور سراقب ــ حلب.
وأوضح المصدر أن جميع الطرق والمحاور في منطقة العمليات القتالية جنوب حلب تخضع لسيطرة نارية كاملة من قبل وحدات الجيش والقوات المسلحة بالتنسيق والتعاون مع سلاحي الجو السوري والروسي.
كما تمكن الجيش السوري يوم الاثنين، من إدخال قوافل مساعدات وصهاريج وقود إلى مدينة حلب، عبر طريق بديل بعد أن فقد طريق إمداده الأساسي الذي يمر بالراموسة.
ونقلت وكالة ((سانا)) الرسمية عن محافظ حلب محمد مروان علبي قوله، إنه تم إدخال كميات من مادتي المازوت والبنزين بالإضافة إلى مواد آخري مختلفة إلى حلب.
من جانبها قالت مواقع تابعة للمعارضة المسلحة على مواقع التواصل الاجتماعي إن مقاتلي المعارضة السورية المسلحة واصلت يوم الاثنين هجماتهم على مواقع سيطرة قوات النظام، في حلب بعد يومٍ من إعلان بدء مرحلة جديدة من "ملحمة حلب الكبرى"، والتي تهدف، كما أعلن "جيش الفتح" للسيطرة على كامل المحافظة. ووقعت اشتباكات بين قوات النظام من جهة، وفصائل "جيش الفتح" وغرفة عمليات "فتح حلب" من جهة أخرى، إذ أعلنت الأخيرة عن "مقتل وجرح عناصر من قوات النظام، بعد تفجير إحدى نقاط تمركزهم في حي الإذاعة" في مدينة حلب.
وكانت فصائل معارضة، أعلنت يوم السبت الماضي، فك حصار الأحياء الشرقية التي كان النظام قد فرض طوقاً عليها لما يقارب الأسبوعين ، وتم إدخال أول شحنة محملة بالمواد الغذائية لمناطق حلب الشرقية، عبر الطريق الذي تم فتحه من جهة الراموسة .
وتعد حلب مهمة بالنسبة لجميع الأطراف المتحاربة، نظرا لموقعها الاستراتيجي بالقرب من الحدود التركية، ونظرا إلى كونها العاصمة الصناعية لسوريا.
وتشهد حلب القريبة من الحدود التركية معارك مستمرة بين الجيش السوري الذي يسيطر على الأحياء الغربية والفصائل المعارضة التي تسيطر على الأحياء الشرقية منذ صيف العام 2012، وتصاعدت حدة هذه المعارك في الآونة الأخيرة .