سنغافورة 18 يوليو 2016 /قال تشاو تشي تشنغ، الوزير السابق لمكتب المعلومات التابع لمجلس الدولة الصيني، قال بصورة قاطعة إن العودة إلى المفاوضات هي السبيل الوحيد لتسوية النزاعات في بحر الصين الجنوبي وإن التحكيم الذي رفعته إدارة أكينو الثالث بشكل أحادي لن يعيق عملية التعاون بين الصين والآسيان.
وصرح بذلك تشاو في كلمة رئيسية ألقاها خلال ندوة لمؤسسات بحثية حول بحر الصين الجنوبي والتعاون والتنمية الإقليميين عقدت في سنغافورة اليوم (الاثنين).
وقام بتنظيم الندوة معهد دراسات الحدود الصينية والأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ، وشارك فيها أكثر من 20 خبيرا من معاهد أكاديمية في الصين ودول بالمنطقة، بما فيها سنغافورة واندونيسيا وماليزيا والهند.
وتمحورت الندوة حول ثلاثة موضوعات رئيسية وهي آلية تسوية النزاعات البحرية، وحلول النزاعات في بحر الصين الجنوبي، فضلا عن بحر الصين الجنوبي والتعاون والتنمية الإقليميين.
-- التحكيم "مهزلة سياسية"
وأكد تشاو مجددا على موقف الصين، الذي لا يتزعزع ، والمتمثل في عدم قبول وعدم الاعتراف بالحكم الصادر عن محكمة مؤقتة في قضية التحكيم بشأن بحر الصين الجنوبي.
وأشار تشاو في كلمته الرئيسية إلى أن "ما يسمى بالتحكيم كان مهزلة سياسية محضة ارتكبت تحت ذريعة القانون. واشتملت على أخطاء جسيمة في الشؤون المتعلقة بالإجراءات، وتطبيق القوانين، وقبول الأدلة".
وأضاف تشاو أن المحكمة المؤقتة التي تناولت قضية التحكيم بشأن بحر الصين الجنوبي انتهكت المبدأ المتمثل في أن التحكيم يجب أن يقوم على أساس موافقة الدولة، وحق الصين في اختيار وسائلها الخاصة لتسوية النزاع، واتفاقية ثنائية تم التوصل إليها بالفعل بين الفلبين والصين وتم التأكيد عليها مرارا على مر السنين.
وأكد مجددا أن السبيل الوحيد لتسوية النزاعات المعقدة في بحر الصين الجنوبي هو عبر المفاوضات والمشاورات الثنائية.
وحول هذه القضية، أشار الخبير أيضا إلى أن ما يسمى بالتحكيم انتهك أيضا التعهد الذي قطعته الفلبين على نفسها في إعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي لعام 2002 بتسوية النزاعات ذات الصلة من خلال المفاوضات والمشاورات.
-- العودة إلى طاولة المفاوضات
وفي كلمته الرئيسية، مضى تشاو في الحديث ليشرح أن موقف الصين بشأن سيادتها على الأراضي وحقوقها ومصالحها البحرية في بحر الصين الجنوبي ثابت وواضح.
وقال تشاو إن "العودة إلى المفاوضات هي السبيل الوحيد لتسوية النزاعات فى بحر الصين الجنوبي"، مضيفا أن "الصين ستتمسك بنهج المسار المزدوج المتمثل في أن النزاعات المعنية ينبغي تسويتها بالشكل الملائم عبر مفاوضات ومشاورات تجريها الدول المعنية بشكل مباشر وأن الصين ودول الآسيان عليهما العمل معا للحفاظ على السلام والاستقرار فى بحر الصين الجنوبي".
وفي أعقاب ما يسمى بالحكم، لفت تشاو إلى أنه أطلع على تقارير تفيد بأن بعض الفلبينيين يدعون إلى الحوار والتعاون الاقتصادي مع الصين وأن الرئيس الفلبيني رودريغو دوترتي سيرسل مندوبين إلى الصين للتحدث حول قضية بحر الصين الجنوبي.
وقال تشاو "نأمل بصدق في أن تستأنف المفاوضات قريبا، وحينئذ ستعود العلاقات بين الصين والفلبين إلى مسارها".
-- الأولوية للتعاون
كما أدلى الوزير السابق في كلمته ببعض التصريحات حول العلاقات بين الصين والآسيان، قائلا إن التواصل والتعاون بين الصين والدول الأعضاء بالآسيان لم يتوقفا على الإطلاق وجلبا فوائد جمة لجميع الدول لرغم وجود بعض الصعوبات.
وقال تشاو إن التعاون بين الصين والآسيان يساعد بلا شك في الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين، وإن الحفاظ على هذا الزخم من التنمية يصب في صميم مصلحة الجميع.
وصرح تشاو بأنه "في ضوء الوضع الحالي، يتعين على الصين والآسيان التغلب على التدخلات وإعطاء الأولوية للتعاون. ومن الناحية الإستراتيجية ، يعد هذا الحل الأكثر واقعية".
وأكد تشاو أن النزاعات في بحر الصين الجنوبي ليست سوى مشكلة بين الصين وبعض الدول الأعضاء بالآسيان، وليس جميعها. وأن ما يسمى بالتحكيم الذي رفعته إدارة أكينو الثالث لن يقوض الشراكة الإستراتيجية بين الصين والآسيان، ولن يعوق أيضا التعاون بين الصين والآسيان .
ومنذ أن أقامت الصين والآسيان إطار شاملا للحوار في عام 1991، حقق الجانبان تعاونا معمقا في مجالي السياسات والأمن، وتعاونا بقوة في مجالي الاقتصاد والتجارة، وحققا تقدما كبيرا في التبادلات الشعبية.
وارتكازا على هذا التقدم، أعرب تشاو عن اعتقاده بأن إمكانات التعاون بين الصين والآسيان في بحر الصين الجنوبي ستتم الاستفادة منها تدريجيا.
وقال تشاو إنه "من خلال التعاون الشامل،سيحقق الجانبان نتائج متبادلة المنفعة ومتكافئة الكسب، وسيصبح بحر الصين الجنوبي بحرا للسلام والتعاون والصداقة".
يصادف هذا العام الذكرى الـ25 لإقامة الحوار والعلاقات بين الصين والآسيان. وفي سبتمبر، ستعقد قمة في فينتيان بلاوس للاحتفال بهذا الحدث العظيم. وقال تشاو إن الصين يمكن أن تغتنم هذه الفرصة لمواصلة دفع العلاقات بينها وبين الآسيان.