بكين 18 يوليو 2016 /كشفت أعمال العنف المتعلقة بالشرطة في الولايات المتحدة عن الجروح التي يصعب مداواتها في المجتمع الأمريكي -- وهى سياسة التفرقة العرقية والعنف.
العنف يقابله العنف.
قتل جندى سابق من مشاة البحرية سابق يرتدي اللون الأسود ويحمل الكثير من الذخائر ثلاثة من رجال الشرطة وأصاب ثلاثة آخرين صباح الأحد في مدينة باتون روج، عاصمة ولاية لويزيانا جنوبي البلاد، بعد أن قتلت شرطة المدينة رجلا أسود قبل أقل من أسبوعين.
وقتل المشتبه به، الذى عرف أنه جافين لونج (29 عاما) من كانساس سيتى رميا بالرصاص.
وذكرت الشرطة المحلية أن لونج، كان المسلح المنفرد الذي هاجم رجال الشرطة في محطة للغاز على طريق سريع بالقرب من مقر للشرطة المحلية بعد ان جاءوا لتلبية اتصال على رقم الطوارىء 911.
ومازالت الشرطة تحقق لمعرفة الدافع وراء حادث إطلاق النار. ولم يعرف حتى الان ما إذا كان الحادث مرتبطا بغضب بسبب قيام الشرطة بقتل رجلين أسودين -- التون استرلينج (37 عاما)) في باتون روج يوم 5 يوليو وفيلاندو كاستيل (23 عاما) بالقرب من سان باول بولاية مينيسوتا يوم 6 يوليو.
واحتج آلاف الأشخاص على موت استرلينج وألقت شرطة باتون روج القبض على ما يربو على 200 محتج.
ويعد حادث اطلاق النار الذي وقع يوم الأحد هو الثاني من نوعه الذى يقتل فيه رجال شرطة بعد أن قتل جندي اسود سابق في الولايات المتحدة 5 من ضباط الشرطة في احتجاج سلمي يوم 7 يوليو في دالاس، يدين قتل استرلينج وكاستيل.
وقال باراك أوباما في خطبة ألقاها فى البيت الأبيض بشأن مقتل باتون روج إنه على الرغم من ان الانقسام موجود في كل دولة، يجب ان "يركز الجميع على الكلمات والافعال التي من الممكن ان توحد البلاد بدلا من ان تزيد انقسامها ".
ووصف كيب هولدين، عمدة باتون روج حادث اطلاق النار بأنه "كابوس."
وأدان جون بيل إدواردز، حاكم لويزيانا ايضا حادث اطلاق النار، قائلا في بيان إن حادث اطلاق النار، كان "هجوما لايوصف ولا يمكن تبريره علينا جميعا في الوقت الذي نحتاج فيه إلى الوحدة والتعافي."
* الجروح الاجتماعية يصعب علاجها.
وأدى حادث إطلاق النار إلى تصاعد حدة التوترات بين السود والشرطة في الولايات المتحدة، حيث زادت الاحتجاجات في البلاد منذ ان قام شاب مراهق اسود بإطلاق النار على رجل شرطة ابيض في فيرجسون بولاية ميسوري في أغسطس عام 2014.
وهناك توترات قائمة بين الشرطة والمجتمع خاصة السود في باتون روج منذ زمن بعيد قبل مقتل استرلينج ، حيث ان ما يربو على نصف السكان من السود كما ان المشكلات العرقية ترجع إلى عقود سابقة.
وذكرت وكالة أنباء ((رويترز)) نقلا عن ميشيل فورنيه محامي القضايا الجنائية في باتون روج أن الاقلية يشعرون "بقلق بالغ من الشرطة ويخشونها ".
وحث نشطاء محليون في السنوات القليلة الماضية على ان تنفق قوات انفاذ القانون المزيد من الوقت في الأحياء كجزء من "الشرطة المجتمعية "، ويريد العديد أن تستخدم المدينة المزيد من الضباط السود.
وقال أشخاص محليون إن ضباط إنفاذ القانون كان عليهم أن يعرفوا أن استرلينج، الذي قام ببيع أقراص موسيقية مدمجة لأعوام، لم يكن يمثل تهديدا لو كانوا أكثر معرفة بالمنطقة.
وقال دافيد براون، رئيس شرطة دالاس للصحفيين إن الشرطة المجتمعية افضل طريقة للقضاء على الجرائم وحماية الضباط.
* مؤتمرات قادمة.
وزادت المخاوف الأمنية في البلاد وخاصة في كليفلاند وفيلادلفيا حيث سيجرى استضافة المؤتمر الوطني للحزب الجمهورى هذا الأسبوع ثم المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الأسبوع القادم وسط توترات وطنية بسبب عدم المساواة والعنف المسلح.
ومن المتوقع أن يرشح المؤتمران دونالد ترامب وهيلاري كلينتون للانتخابات الرئاسية التي ستعقد يوم 8 نوفمبر.
وحث ضابط شرطة فى كليفلاند في مقابلة مع رويترز حاكم ولاية أوهايو، جون كاسيتش على إعلان حالة الطوارئ وتعليق القوانين التي تسمح بحمل الأسلحة خلال المؤتمر الجمهوري.
وقال متحدث باسم كاسيتش إن الحاكم ليس لديه سلطة تعليق قانون حمل الأسلحة.
ومن المتوقع ان تصبح السيطرة على الاسلحة والتوترات العرقية أحد أهم نقاط النقاش في السباق الرئاسي الامريكي لهذا العام.
وقال ترامب في بيان نشره على الفيس بوك ظهر يوم الأحد "إننا نطالب بالقانون والنظام."
وحثت كيلنتون الأمريكيين في بيان على "الوقوف معا لرفض العنف وتقوية مجتمعاتنا."
وقال اوباما بشأن المؤتمرات الوطنية القادمة في خطبته التي القاها حول حادث اطلاق النار في باتون روج إن "الخطب الحماسية السياسية تميل الى اكثر سخونة من المعتاد ".
واضاف أوباما "لا نريد بيانات تحريضية. ولا نريد القاء اتهامات متهورة لتسجيل نقاط سياسية أو دفع أجندة المرشح."