خبراء: قضية بحر الصين الجنوبى يجب ألا تفسد العلاقات بين الصين والولايات المتحدة

بكين 18 يوليو 2016 / قال خبراء إن الولايات المتحدة يجب أن تتوقف عن التدخل في قضية بحر الصين الجنوبي للحفاظ على علاقاتها مع الصين في المسار الصحيح.

وقال خبراء هنا خلال منتدى أمن دولي استمر لمدة يومين وانتهي يوم الأحد إن العلاقات بين الصين والولايات المتحدة التي تعتبر بشكل كبير واحدة من أهم العلاقات في العالم توترت مؤخرا بسبب قضية بحر الصين الجنوبي، التي لا تعد الولايات المتحدة طرفا مباشرا فيها.

ونظمت جامعة تسينغهوا والمعهد الشعبي الصيني للشؤون الخارجية منتدى السلام العالمي، وهو تجمع سنوي يضم مئات الشخصيات السياسية والعلماء والخبراء والصحفيين في العالم لمناقشة القضايا الأمنية الكبرى.

وقال تشن شياو قونغ، عضو لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، أعلى هيئة تشريعية في الصين إن "استعراض العضلات العسكري الذي تقوم به الولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي سبب ألما عميقا للشعب الصيني."

وقد نشرت الولايات المتحدة الشهر الماضي حاملتى طائرات في البحر شرق الفلبين وبدأت في مراقبة بحر الصين الجنوبي بمدمرات تحمل صواريخ موجهة، قبل أيام من إصدار محكمة خاصة تسىء استخدام القانون قرارا بلا أساس بشأن قضية بحر الصين الجنوبي، كانت الحكومة الفلبينية السابقة قد احالتها إليها من طرف واحد.

وضغط مسؤولون في الولايات المتحدة مرارا على الصين لقبول القرار الذي ينحاز بشكل صارخ إلى الفلبين وينكر حقوق الصين التاريخية في بحر الصين الجنوبي.

وقال تشن، الذي اختتم جولة مؤخرا إلى الولايات المتحدة إن الحكم كان لاذعا فى انتقاده وجود الصين في بحر الصين الجنوبي، مضيفا أنه يبدوا أن واشنطن كانت تعرف بالفعل نتائج التحكيم قبل صدور الحكم يوم 12 يوليو.

واستطرد المسؤول إنه على الرغم من أن قضية بحر الصين الجنوبي كانت حدث الساعة فى وسائل الإعلام فإنها لايمكن أن تمثل مجمل العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، التي يمتد تأثيرها خارج نطاق العلاقات الثنائية.

وذكر تشن أنه مع وجود قضايا حرجة على جدول الأعمال مثل النمو الاقتصادي العالمي والتغير المناخي، فإن إدارة العلاقات بين البلدين على النحو الصحيح يمثل مسؤولية مشتركة للصين والولايات المتحدة.

وقال يوان بنغ، نائب رئيس المعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة إنه على الرغم من أن البلدين واصلا التعاون في مجالات مثل الاقتصاد والدبلوماسية، فقد جذبت قضية بحر الصين الجنوبي إلى حد كبير انتباه الجمهور ووسائل الإعلام .

وكرر يوان ما قاله تشن وحث الصين والولايات المتحدة على التعامل بشكل مناسب مع هذه القضية.

وقال تشن "الكرة ليست في ملعبنا"، مضيفا أن الولايات المتحدة يجب أن تظهر "الإخلاص" بألا تقف وراء مهزلة التحكيم العبثية لقضية بحر الصين الجنوبي.

ووافق خبراء أجانب حضروا المنتدى الذى عقد تحت عنوان "نظام الأمن المشترك: التعاون والشمول والانفتاح" على إلحاح وأهمية التعامل مع العلاقات بين الصين والولايات المتحدة بطريقة مناسبة.

وقال وزير الخارجية الاسترالي السابق روبرت كار، الذي يرأس الآن مؤسسة فكرية استرالية في لجنة تكرس جهودها لقضية بحر الصين الجنوبي إن الولايات المتحدة يجب ألا تنظر للقضية كمسألة منافسة على القيادة والسيطرة ضد الصين.

وأضاف الوزير أنه حتى إذا حاولت الولايات المتحدة الحفاظ على حلفائها في المنطقة، فإن تحديد قضية بحر الصين الجنوبي على أنها مسألة منافسة من شأنه أن يولد المزيد من الصراعات مع الصين.