اسطنبول 18 يوليو 2016 /مازالت الشكوك تحوم في تركيا في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة التي نفذت يوم الجمعة رغم ان البرلمان قال أمس الأحد إن النظام الأمني عاد لطبيعته.
وفي بيان أرسل لوكالة أنباء ((شينخوا)) أشادت الجمعية الوطنية الكبرى ب"وحدة الموقف واللغة لكافة الجماعات الحزبية السياسية بالبرلمان رفضا للمحاولة"، متعهدة بجعل أولئك الذين اعتدوا على الأمة وسيادتها "يدفعون ثمنا غاليا".
وقال البيان "في 16 يوليو 2016, عادت الحياة لطبيعتها"، "لن يعود شيء في تركيا لما كان عليه في الماضي".
في تركيا: موت واعتقال واشتباكات
قالت الجمعية في بيانها ان الشعب التركي أحبط محاولة الانقلاب "بخروجه للشوارع ووقوفه في وجه دبابات عصابة من متآمري الانقلاب"، مضيفة أن محاولات المتآمرين السيطرة على وسائل الإعلام الوطنية والخاصة "تمت عرقلتها سريعا".
وقالت وزارة الخارجية التركية أمس إن المحاولة الفاشلة للانقلاب أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 290 شخصا وإصابة نحو 1400 اخرين.
ومن بين القتلى 161 مدنيا على الأقل و100 متآمر واعتقل أكثر من 6 الاف شخص لتورطهم في محاولة الانقلاب الفاشلة التي قالت الحكومة انها من تنفيذ الداعية المقيم بالولايات المتحدة فتح الله جولن.
وأشارت الجمعية إلى أنه ألقي القبض على 3 آلاف متآمر وتم نزع سلاح أكثر من 100 منهم.
وفي الوقت ذاته، ذكرت تقارير أن اشتباكات اندلعت أمس بين الشرطة وقوات الدرك في مطار صبيحة جوكجن في اسطنبول.
وبحسب صحفية ((ميليت)) اليومية، وقعت المعركة عندما حاولت الشرطة اعتقال قائد قوات الدرك على خلفية مشاركته في الانقلاب.
وذكر التقرير ان قوة الدرك المسؤولة عن تأمين صالة الوصول بالمطار تضم 50 الى 60 شخصا.
وفي اعقاب الاشتباكات، اعتقلت الشرطة كل جنود الدرك ومنهم القائد.
ومن بين المقبوض عليهم، قادة بالجيش وقضاة واعضاء نيابة بارززن، وتعهد الرئيس رجب طيب اردوغان باستئصال "فيروس" الانقلابيين داخل اجهزة الدولة، وذلك بحسب ما ذكرت وكالة أنباء ((الأناضول)) التي تديرها الدولة.
وقال اردوغان الاحد ان تركيا تدرس حاليا تطبيق عقوبة الاعدام في إشارة واضحة على ان حكومته لن تبدي رحمة للمتهمين بالانقلاب.
واضاف لمؤيديه "لا يمكننا التأخر اكثر في هذه البلاد، سيدفع الذين نفذوا الانقلاب الثمن".
خارج تركيا: انفجار ولجوء ومحاكمة
قالت الجمعية الوطنية الكبرى إن الانقلاب أطلقته ونفذته "عصابة من الجنود من رتب مختلفة داخل القوات المسلحة التركية".
واتهم اردوغان خصمه السياسي جولن الذي يقيم في الولايات المتحدة، بالتآمر للانقلاب. الا ان الاخير نفي اي دور له في المؤامرة وادان الاتهام باشد العبارات الممكنة. مشيرا الى ان اردوغان دبر الانقلاب بنفسه لإحكام قبضته على السلطة.
وامتد تأثير محاولة الانقلاب لخارج حدود تركيا بعد فرار ثمانية جنود لليونان بمروحية عسكرية من طراز بلاك هاوك في وقت مبكر من صباح يوم السبت طلبا للجوء، وسيواجهون المحكمة في اليونان، حسبما قالت وكالة انباء الاناضول امس.
وبحسب محاميتهم ليا ماريناكي فإن أولئك الجنود الذين هبطوا في مطار الكساندروبولي بالقرب من الحدود اليونانية التركية، سيواجهون تهم الدخول غير القانونى والإضرار بالعلاقات الودية بين تركيا واليونان.
وطلب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو تسليم الجنود الثمانية فورا، قائلا انهم سيسرعون عملية تسليمهم.
وفي السعودية، اعتقلت السلطات بناء على طلب من انقرة، الملحق العسكري التركي في الكويت الذي سافر لمدينة الدمام بشرق السعودية مساء الاحد، حسبما ذكرت قناة العربية السعودية.
وكان الملحق ميكائيل جولو في طريقه لأمستردام، بحسب التقرير.
العالم في قلق
أعرب العالم، بعد الانقلاب، عن دعمه للسلطات المنتخبة في تركيا.
وقال رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة موجينس ليكتوفت السبت "أدين بشدة محاولة بعض الجماعات من القوات المسلحة الإطاحة بالحكومة في تركيا واقدم خالص التعازي في الذين قتلوا خلال محاولة الانقلاب".
وفي اليوم ذاته، أكد الرئيس الأمريكي باراك اوباما دعمه الثابت للحكومة المدنية المنتخبة ديمقراطيا في تركيا الا انه حث انقرة على العمل داخل اطار سلطة القانون بدلا من ممارسة عمليات تطهير انتقامية.
كما حذرت فرنسا اردوغان من الانقلاب الدراماتيكي لا يعني "صكا على بياض" لإسكات خصومه. وذكرت وسائل الإعلام ان وزارة الخارجية تساءلت عما إذا كانت تركيا شريكا حيويا في الحرب على تنظيم الدولية الاسلامية.
واتصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإردوغان للتعبير عن امنياته باستعادة النظام الدستوري سريعا.
وحث وزير العدل التركي بكير بازدوج الأحد واشنطن على تسليم جولن لتركيا رغم ان الولايات المتحدة قالت انها ستبحث في الدليل الذي تملكه تركيا لتسليمها جولن ومحاكمته وفقا له.
وقال "هل يحتاج المرء دليلا لإثبات وجود الشمس. انها مسألة واضحة تماما"، مضيفا أن "الولايات المتحدة ستضعف نفسها بحمايته وسيضر سمعتها ولا أعتقد أن الولايات المتحدة ستحمي شخصا قام بعمل ضد تركيا".