الرباط 17 يوليو 2016 / أبدى العاهل المغربي الملك محمد السادس رغبة بلاده في العودة الى الاتحاد الإفريقي الذي انسحبت منه سنة 1984 بعد أن قررت حينها منظمة الوحدة الإفريقية الاعتراف بجمهورية البوليساريو.
وقال العاهل المغربي في رسالة بعث بها إلى الرئيس التشادي إدريس ديبي إتنو الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي سلمها له رئيس مجلس النواب الطالبي العلمي،وبثتها وكالة اللأنباء الرسمية اليوم (الاحد) إن "قرار العودة الذي تم اتخاذه بعد تفكير عميق، هو قرار صادر عن كل القوى الحية بالمملكة".
ومن خلال هذا القرار التاريخي والمسؤول، يضيف العاهل المغربي، "سيعمل المغرب من داخل الاتحاد الإفريقي، على تجاوز كل الانقسامات" ، مؤكدا أن المغرب "يتجه اليوم، بكل عزم ووضوح، نحو العودة إلى كنف عائلته المؤسسية، ومواصلة تحمل مسؤولياته، بحماس أكبر وبكل الاقتناع".
كما عبر عن ثقته في حكمة الاتحاد الإفريقي، وقدرته على إعادة الأمور إلى نصابها، وتصحيح أخطاء الماضي.
وشدد العاهل المغربي على أن المغرب لا يمكن أن يظل خارج أسرته المؤسسية، ولا بد له من استعادة مكانه الطبيعي والشرعي داخل الاتحاد الإفريقي، بحيث يمكنه، بفضل تحركه من الداخل، أن يساهم في جعله منظمة أكثر قوة، تعتز بمصداقيتها، بعد تخلصها من مخلفات الزمن البائد.
وفي استعراضه للأسباب التي دفعت بالرباط للانسحاب من منظمة الوحدة الإفريقية قال الملك محمد السادس إن "فرض أمر واقع لا أخلاقي، والانقلاب على الشرعية الدولية، دفع المملكة المغربية، تفاديا للتجزئة والانقسام، إلى اتخاذ قرار مؤلم، يتمثل في الانسحاب من أسرته المؤسسية".
واستطرد قائلا "لقد حان الوقت للابتعاد عن التلاعب وتمويل النزعات الانفصالية، والتوقف عن دعم خلافات عفى عليها الزمن، وذلك بالتوجه لتدعيم خيار واحد، هو خيار التنمية البشرية والمستدامة، ومحاربة الفقر وسوء التغذية، والنهوض بصحة شعوبنا، وبتعليم أطفالنا، والرفع من مستوى عيش الجميع".
وسجل أن الرهان الذي يتعين على إفريقيا ربحه اليوم، بعد مرور أكثر من عقد من الزمن على ميلاد الاتحاد الإفريقي، هو رهان الوحدة والتماسك.
وخلص العاهل المغربي إلى أن إفريقيا، التي طالما تم إهمالها، أصبحت اليوم فاعلا لا يمكن تجاهله، مبرزا أن الزمن الذي لم تكن فيه إفريقيا أكثر من مجرد موضوع في العلاقات الدولية قد ولى وصارت قارة تؤكد وجودها، وتتقدم وتتحمل مسؤولياتها على الساحة الدولية، كطرف فاعل وجدير بالاحترام في النقاش الدائر حول الحكامة العالمية.