الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق اخباري: مهنة صناعة الأثاث من النخيل مهددة بالاندثار شرقي العراق

2016:07:15.08:23    حجم الخط    اطبع

بعقوبة، العراق 14 يوليو 2016 /تعد مهنة صناعة الأثاث من سعف النخيل من الصناعات المحلية المشهورة في محافظة ديالى شرقي العرق، والتي تدر على العاملين فيها مكاسب جيدة فضلا عن توفيرها لاحتياجات الناس من أثاث وأدوات منزلية.

لكن هذه المهنة أصبحت مهددة بالاندثار بعد أن كانت أغلب العوائل تعتمد على تلك الصناعة في تأمين احتياجاتها من الأثاث المنزلي، أو تصدر منتجاته لبقية المحافظات الاخرى، بعد عزوف الناس عن شراء هذه المنتوجات، بسبب البضائع الاجنبية المستوردة، ما دفع العاملين فيها إلى تركها والبحث عن مهنة أخرى لكسب لقمة العيش.

وقال لقمان صبحي (67عاما) الذي يعد من قدامى صناع الأثاث من النخيل في بعقوبة مركز محافظة ديالى لوكالة انباء (شينخوا) " مارست صناعة الاثاث من النخيل لأكثر من نصف قرن وكانت مصدر رزقي الوحيد، لكن هذه المهنة التي اعشقها بقوة تعاني حاليا من الموت وهي مهددة بالاندثار تدريجيا".

وأضاف صبحي أن" صناعة الأثاث من النخيل عاشت عصرا ذهبيا في عقد الخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي قبل أن تبدأ بالانحسار مع مطلع عقد التسعينات بسبب تغير مزاجية شرائح واسعة من المجتمع وبروز عصر الاثاث المنزلي (الخشبي) الأجنبي الذي بدأ يغزو الارياف بشكل لافت".

وأشار صبحي الذي يعاني من أمراض مزمنة دفعته إلى ترك العمل منذ ثلاثة أعوام تقريبا، إلى أن اعداد العاملين في صناعة الاثاث من النخيل حاليا لا يزيد على أصابع اليد الواحدة وأغلبهم يعمل وفق مبدأ الطلبات المسبقة للعوائل التي لاتزال تعشق هكذا نوع من الأثاث الذي يتميز بتواضعه وجماليته وخفته وسهولة نقله.

أما غانم زاير سعيد (55عاما) الذي يعمل في اثاث النخيل فقال" إن صناعة أثاث النخيل تعتمد بالاساس على سعف النخيل المتوفر بكثرة في أغلب مناطق ديالى، بعد أن نجري عليه سلسلة عمليات قبل أن يصبح جاهزا للاستخدام في مختلف أنواع الأثاث".

وتابع سعيد، وهو معاق حاليا بعدما فقد إحدى ساقيه بانفجار عبوة ناسفة قبل سبع سنوات في بعقوبة أن" صناعة الكراسي والمناضد وأسرة النوم هي أهم منتجات صناعة الاثاث من النخيل بالاضافة إلى اقفاص الطيور والمسقفات وحافظات الفواكه والاغذية".

وأوضح سعيد الذي يحتفظ بكراسي صنعت من سعف النخيل في منزله المتواضع قرب بعقوبة عمرها يزيد على 20 سنة، أن كل كرسي يقوم بصناعته يمثل لوحة فنية بسبب جمالية التنسيق وتحويل سعف النخيل إلى أدوات مرنة تستجيب لأنامله يحولها إلى اشكال جميلة.

وأوضح أن الاعاقة لم تكن السبب الرئيسي في ترك المهنة التي عشقها طويلا، لكن السبب هو عزوف الأهالي عن شراء الاثاث المصنوع من النخيل بعد أن غزا السوق المحلي الاثاث الاجنبي، مطالبا الدولة العراقية بتفعيل قانون حماية المنتج الوطني.

بدوره قال حسن ملا أحمد (47عاما) الذي يعد من القلائل المتبقين في صناعة أثاث النخيل الذي يسكن قرب بلدة العبارة (14كم) شمال شرق بعقوبة " قبل سنوات كنا نصنع كراسي ومناضد وأسرة، لكن الأن تغير الحال واقتصر عملنا بدرجة كبيرة على اقفاص الطيور، والمسقفات التي لا يزال الطلب عليها لابأس به، ويوفر لنا دخلا ماديا مناسبا".

وأضاف ملا أحمد، الذي لديه اثنين من ابنائه يساعدونه في صناعة الأثاث من النخيل " لا أشجع ابنائي على البقاء في المهنة لأنها أصبحت بلا مستقبل، وأتوقع أنها ستندثر وتبقى تراث يحكى في الكتب والقصص التي تتناقلها الالسن بين الاجيال".

إلى ذلك قال قيس داود الذي يعمل معاونا لملا أحمد، قبل رحيله إلى مهنة أخرى "عملت قرابة عقد تقريبا في صناعة الاثاث من النخيل قبل أن أقرر الرحيل إلى مهنة سائق سيارة أجرة لتأمين مصدر رزق لاسرتي رغم أني كنت أعشق صناعة الاثاث من النخيل بقوة لكنها لم تعد توفر لقمة عيش لي ولاطفالي ما دفعني إلى هجرها".

وأضاف داود أن" أغلب اسطوات أثاث النخيل في ديالى تركوا المهنة لاسباب متعددة ابرزها ضعف الاقبال على الشراء من قبل الزبائن، وعدم وجود جدوى اقتصادية في العمل لأنه لا يحقق أي مردود مادي".

من جانبه قال حارث العبيدي، مدرس متقاعد، والذي اشترى للتو عدة كراسي صنعت من سعف النخيل أن" أثاث النخيل اختفى من أغلب البيوتات العراقية خاصة في الارياف بعد قفزة التحسن المعيشي التي بدأت تبرز مع عقد السبعينات والثمانينات من القرن الماضي".

وأضاف العبيدي أن" كراسي النخيل جميلة وهي ذات طابع تراثي لكنها للاسف مهنة مهملة وليس هناك تسليط اعلامي عليها للاجيال الصاعدة من أجل دفعها للشراء".

ودعا العبيدي الحكومة العراقية إلى تشجيع مثل هذه الصناعات ودعمها ومساندة العاملين بها من أجل المحافظة على التراث وتشجيع الصناعات المحلية .

وتتميز محافظة ديالى بوجود مساحات واسعة مزروعة بأشجار النخيل تمتد لمسافات تزيد على 90 الف دونم، الدونم الواحد يساوي (2500 متر مربع) في مختلف مدنها وبلداتها وقراها.

 

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×