القاهرة 12 يوليو 2016 /رأى محللون وسياسيون مصريون، أن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية اعتزامها نشر درع مضادة للصواريخ في كوريا الجنوبية "خطوة استفزازية" تخل بالتوازن العسكري في شرق آسيا، وتأتى في سياق " تمدد سياسة أمريكا العدوانية".
وأعلنت واشنطن وسيول قبل أيام أنهما توصلتا إلى اتفاق على نشر درع متطورة مضادة للصواريخ في كوريا الجنوبية، في خطوة أثارت غضب روسيا والصين وكوريا الشمالية.
وقال الدكتور ناصر عبدالعال الخبير في الشؤون الصينية، إن قرار نشر منظومة "ثاد" المتطورة المضادة للصواريخ في كوريا الجنوبية "استفزازي" لاسيما في ظل التوتر الذي يشوب منطقة شرق آسيا.
ورأى في تصريح لوكالة أنباء (شينخوا)، إن نشر هذا الدرع من شأنه أن يخل بالتوازن الأمني والعسكري في المنطقة، ويجعل الصين وروسيا تعيدان حساباتهما لمواجهة مثل هذا العمل الاستفزازي.
وأشار إلى أن أمريكا تسعى لتحقيق هيمنة على شرق أسيا وجنوب شرق آسيا، من خلال حلفائها مثل الفلبين وكوريا الجنوبية واليابان وغيرها.
وتابع أن واشنطن تسعى من خلال دعم الفلبين في قضية بحر الصين الجنوبي، ودعم كوريا الجنوبية حاليا ألا يكون للصين اليد العليا في المنطقة، والضغط على الدولة الصينية لتحقيق المصالح الأمريكية.
من جهته، قال الدكتور رفعت السعيد رئيس المجلس الاستشاري لحزب (التجمع) في مصر، إن قرار نشر منظومة ثاد في كوريا الجنوبية يأتي في سياق " تمدد سياسة أمريكا العدوانية على نطاق العالم بما فيه شرق آسيا".
وأضاف أن واشنطن ترى أن مواجهة الصين "أحد الضروريات الأساسية" بالنسبة لها، وبالتالي تسعى إلى إضعاف الدولة الصينية في مناح مختلفة، لكن الصين " دولة تملك جيش قوي واقتصاد هائل جدا".
وواصل أن أمريكا تشعر بالتفرد والقدرة على الهيمنة على العالم، وأدارت سياسة العالم " إدارة غاشمة"، واتبعت " سياسة إجرامية" في بعض المناطق مثل الشرق الأوسط"، كان لها نتائج كارثية بالنسبة لعدد من الدول مثل العراق وسوريا وغيرها.
فيما قال الدكتور زهدي الشامي نائب رئيس حزب " التحالف الشعبي الاشتراكي"، إن قرار نشر الدرع الصاروخي الأمريكي في كوريا الجنوبية محاولة أمريكية " لابتزاز الدول الاخرى" بعد أن أوحت لبعض الدول بوجود خطر يتهددها.
وتابع أن أمريكا تسعى إلى "عسكرة الأوضاع والمجتمعات"، وإظهار نفسها أنها القوة التي تستطيع تحقيق اصطفاف بين بعض الدول بزعم تحقيق الأمن.
واعتبر التدخلات الأمريكية في شرق آسيا مخالفة للقانون الدولي، لكنه قال إنه " من غير المتوقع أن تكون هناك نهاية سريعة للإمبريالية الأمريكية".
في المقابل، أشاد الشامي بتصريحات الرئيس الصيني شي جين بينغ بأن بلاده لن تلجأ للقوة ضد أحد، واعتبرها رسالة لبعض الدول بأن الصين لا تسعى للهيمنة، خلافا لأمريكا التي تتوسع من خلال حلف الناتو في شرق أوروبا وجنوب شرق آسيا.
وأضاف إن الصين لا تمارس العدوان الخارجي، ولا تشكل خطرا على السلام العالمي، بعكس أمريكا التي تنتهج نهجا عسكريا توسعيا وتخالف القانون الدولي.
واعتبر دعوة الرئيس الصيني إلى أن يكون القرار في النظام العالمي بالتوافق بين جميع الدول "ضرورة كبرى" لإنهاء احتكار أمريكا للقرار العالمي.
لكنه رأى أن هذا الأمر يتطلب الكثير من الجهد لايجاد نوع من التوازن على الساحة الدولية ومواجهة الهيمنة الأمريكية غير المبررة.
وكان الرئيس شي جين بينغ قال في خطاب أثناء الاحتفال بذكرى تأسيس الحزب الشيوعي الصيني، أن بلاده لن تلجأ إلى القوة ضد أحد، ولن تتفاخر بقوتها العسكرية على الآخرين، وملتزمة بمبدأ " الدفاع الفعال".
وأبدى شي جين بينغ حرص الصين على العمل مع بقية دول العالم لدفع النظام العالمي ليكون أكثر عدالة، وأن يكون القرار في النظام العالمي بالتوافق بين جميع الدول، ولا يؤخذ من قبل دولة واحدة أو دول بعينها.