رئيس مجلس النواب اللبناني: مايجري في المنطقة يستهدف انتاج فيديراليات دينية ومذهبية وعرقية

بيروت 30 يونيو 2016 /أعرب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في حديث تنشره غدا (الجمعة) مجلة "الشراع" البيروتية أن "مايجري في المنطقة يستهدف الدولة المركزية وينتج فيديراليات وكونفيدراليات على أساس الأديان والمذاهب والاعراق."

واعتبر أن "اتفاق "سايكس/بيكو" انتهى" وقال "نحن نشعر بالائتلاف والاختلاف الروسي الاميركي ونسمع عن مصطلح لافروف/كيري محل سايكس/بيكو".

وذكر أنه كان "أول من حذر من أننا نقف أمام مشروع تقسيم المقسم" مؤكد أن لاشكوك لديه بأن "الشيعة والسنة لن يقعوا في مشاريع تقسيمات سكانية/جغرافية متنابذة و أن الاسلام سينتصر".

وعبر عن أمله الكبير "بقيامة عربية وإسلامية بعد الحروب الصغيرة والكبيرة الجارية" مؤكدا أن "إمارات المدن والجهات والفئات كلها ستذوب بعد حمامات الدم الجارية".

وأشار الى أن "ما يجري في سوريا هو تآكل لسوريا الجغرافية كما البشرية وانها حرب تريد منها اسرائيل ثمنا في الجولان ليس أقله ابتعاد الموقف السوري عن معاداة اسرائيل وتأجير الجولان."

وأضاف أن تركيا تريد من الحرب "عدم عودة مدينة "حلب" الصناعية وأن تصبح سوريا سوقا للسلع التركية وضمان نظام رئاسي حاكم في تركيا".

وتابع أن الجميع في المنطقة يريد الحفاظ على مصالحهم وجماعتهم والسؤال هو أين سوريا وسط ذلك ووسط الحضور الروسي/الاميركي/الغربي".

وأضاف "أنا شخصيا أبحث عن إبرة سورية في كومة القش هذه في ما يسمى لعبة الأمم".

واعتبر إن "ما حصل في سوريا مؤامرة بدأت ولا تزال، معربا عن "عدم اقتناعه بأن أميركا وروسيا تريدان فعلا وقفا لإطلاق النار في وقت يستمر اطلاقه."

وأوضح أن "فلسطين وحدتنا عربيا وإسلاميا ومسيحيا وعندما تناسيناها عدنا إلى الفتنة القبلية" ، مشددا على أن "العروبة هي ضرورة اليوم في مواجهة مشروع الفوضى الذي تمثله صورة "داعش" الارهابية والتمذهب داخل الاقطار العربية".

وقال إن "هناك علاقة ملتبسة بين العرب وإيران" عازيا السبب الى أنه "لم يجر بناء وصنع مؤسسة لتحرير العلاقات العربية/الايرانية من بعض المشكلات التاريخية".

وأشار إلى "فوائد مصلحية لوجود علاقات مفتوحة بين العرب وايران" ، معتبرا أنه "كان من المفروض الثبات على التحول الايراني نحو المصالح العربية وخصوصا انحياز الثورة الاسلامية في إيران إلى قضية الشعب الفلسطيني بعد سقوط الشاه".

واعتبر أن "ما نشهده هو من النتائج المدمرة للحرب التي شنها نظام صدام حسين البائد ضد الجمهورية الاسلامية".

ولفت الى أنه يراهن على "الديبلوماسية الناعمة والبعيدة عن الاضواء التي تقوم بها الكويت من الرياض إلى طهران إلى اليمن"

وأعلن أنه سعى "من أجل ألا تصل العلاقات السعودية/الايرانية إلى نقطة الانكسار بحيث لا يعود بالامكان ترميمها" ، معربا عن استعداده "للقيام بأي أدوار تسهم في تصنيع العلاقات العربية مع ايران."

وأشار أنه تمنى على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "بذل مساعيه لرأب الصدع وبناء الثقة في العلاقات السعودية مع ايران".

وأوضح أن الدعوة الموجهة اليه من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لزيارة السعودية "لم ترفق بجدول أعمال".

وقال "هناك عشرات العناوين التي تستدعي بحثها خصوصا اللبنانية منها" مشيرا الى أن "ما يؤجل الزيارة هو الاولويات بالنسبة الى القيادة السعودية وأولوياتنا".

وأضاف "حين أتمكن من زيارة السعودية سأتحدث عن أهمية العلاقة السعودية/الايرانية وانعكاساتها على قضايا المنطقة."

وتابع "في رأيي أن نصف حلول هذه المسائل والملفات هو محلي لبناني/لبناني أو سوري/سوري ولكن نصفه الآخر عربي/إقليمي أي سعودي/ايراني".

ورأى بري أنه "يمكن قطع الطريق على الفتنة السنية/الشيعية بالوعي والحوار وقيام المؤسسات المرجعية الدينية بدورها وتعميم أفكارها في مواجهة الغلاة".

وأكد "أننا في لبنان تمكنا من خلال الحوار الثنائي بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" من خفض سقف التوترات وإبعاد شبح الفتنة فالحوار ضرورة ومصلحة لبنانية".

وأشار إلى أن ما يجري بين "تيار المستقبل" السني و"حزب الله" الشيعي من حوار هو "بحث في اليوميات المتوترة وطنيا في الشارع السياسي وجلسة تفقدية للتأكد من انخفاض سقف التوترات ومحاولة الاتفاق على عناوين وطنية."

وكشف عن وجود "اختلافات بيننا وبين "حزب الله" حول إدارة العديد من الملفات، ولكنها لا تفسد للود قضية".

وقال بري إن "قرار الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والامم المتحدة هو الحفاظ على الاستقرار النقدي والامني في لبنان".

وأعرب عن اعتقاده أن "لا أحد في لبنان يريد العودة بالبلاد إلى الاجواء التي سادت الحرب الاهلية" ، لافتا إلى أن اللبنانيين "تعلموا أن لا أحد يمكنه إلغاء الآخر".

ورأى أن "لبنان يتحول إلى مخيم نازحين"، مشددا على أن "توطين اللاجئين في لبنان مرفوض لبنانيا وفلسطينيا وسوريا."

وأكد أن "انتخاب رئيس الجمهورية هو أولوية اساسية وحيوية لا تكفي وحدها بل تحتاج إلى قانون جديد للانتخابات البرلمانية وإجراء هذه الانتخابات وتشكيل حكومة اتحاد وطني."

يذكر أن لبنان يشهد أزمة سياسية متمادية سببها فشل البرلمان في الانعقاد وانتخاب رئيس للبلاد منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في 25 مايو 2014 بعدما فشل البرلمان على مدى 41 جلسة سابقة في انتخاب رئيس للبلاد على خلفية الأزمة السورية والصراع الاقليمي السعودي/الايراني.