أردوغان يطلع عباس هاتفيا على اتفاق بلاده الوشيك مع إسرائيل بخصوص استئناف العلاقات بينهما

رام الله 26 يونيو 2016 / أطلع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الفلسطيني محمود عباس هاتفيا مساء اليوم (الأحد) على الاتفاق الذي تنوي بلاده توقيعه مع إسرائيل الخاص باستئناف العلاقات بينهما بحسب ما ذكرت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا).

وقالت الوكالة، إن أردوغان أكد خلال الإتصال دعمه لجهود المصالحة الفلسطينية في إشارة إلى الانقسام الفلسطيني الذي بدأ منتصف عام 2007 إثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة بالقوة بعد جولات من القتال مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية التي يرأسها عباس.

بدوره أكد عباس، بحسب الوكالة، على ضرورة استمرار العمل ورفع المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والقدس والضفة الغربية.

وشدد عباس، على الجاهزية الكاملة لتحقيق المصالحة الفلسطينية على قاعدة الاحتكام للشعب الفلسطيني من خلال إجراء الانتخابات العامة وتشكيل حكومة وحدة وطنية تلتزم بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية.

وأوردت الإذاعة الإسرائيلية العامة نقلا عن مصادر سياسية في الحكومة الإسرائيلية، أنه من المتوقع أن يتم اليوم الأحد إنجاز اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وتركيا.

وذكرت الإذاعة، أن اجتماعا سيعقد في العاصمة الايطالية روما بين طاقمي التفاوض التركي الإسرائيلي على أن يتم عرض الاتفاق على المجلس الوزاري المصغر للحكومة الإسرائيلية الأربعاء المقبل لإقراره.

وحسب الإذاعة، فإن الاتفاق مع تركيا لن يتضمن رفع "الطوق الأمني" المفروض على قطاع غزة، إلا أنه يمنح الأتراك نقل بضائع إلى القطاع عن طريق ميناء أسدود الإسرائيلي.

وأضافت أن الاتفاق ينص على إتاحة المجال أمام تركيا لبناء محطة لتوليد الطاقة ومحطة لتحلية المياه ومستشفى في غزة، كما أن أنقرة لن توقف علاقاتها مع حماس لكنها ستحد من نشاطات قادتها على أراضيها.

وكان وفد من قيادة حماس برئاسة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل أجرى زيارة إلى تركيا خلال اليومين الماضيين تضمنت لقاء أردوغان ورئيس وزرائه بن علي يلدريم.

وقال بيان صادر عن حماس الليلة الماضية، إن الزيارة تمت "في سياق التواصل والتشاور الدائمين حول تطورات القضية الفلسطينية وما يخدم المصلحة المشتركة، وللتهنئة بتشكيل الحكومة الجديدة (في تركيا)".

وأضاف البيان، أن وفد حماس "أكد للمسؤولين الأتراك على مطالب الشعب الفلسطيني وخاصة رفع الحصار وتمنى أن تنجح تركيا بهذا الشأن".

وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 حيث تتحكم بكل ما يدخل ويخرج من معابر القطاع التجارية والبرية وتحظر وتقيد إدخال عشرات الأصناف إلى جانبها فرضها طوقا بحريا على القطاع الذي يقطنه نحو مليون و900 ألف فلسطيني.

وسبق أن ذكرت مصادر إسرائيلية قبل أسابيع، أن الاتفاق الوشيك بين تركيا وإسرائيل سيتضمن تنازل إسرائيل عن مطلبها بطرد حماس من تركيا التي ستتنازل عن مطلب رفع حصار غزة، مقابل منحها صفة خاصة في كل ما يتعلق بالقطاع.

وتوترت العلاقات بين تركيا وإسرائيل بعد اعتراض البحرية الإسرائيلية في مايو عام 2010 ستة سفن تمثل (أسطول الحرية) كانت تنقل مساعدات و700 متضامن لغزة لكسر الحصار البحري المفروض على القطاع.

وفي حينه منعت البحرية الإسرائيلية سفن الأسطول من الوصول للقطاع بالقوة وقتلت تسعة متضامنين أتراك وجرحت العشرات ما أثار وقتها انتقادات دولية دفعت إسرائيل لإدخال تسهيلات على حصارها للقطاع.

ويأتي الاتفاق التركي الإسرائيلي وما سيتضمنه من تسهيلات جديدة للقطاع مع استمرار الانقسام الفلسطيني بين غزة والضفة الغربية وتعمق خلافات حماس وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) لتحقيق مصالحة بينهما.