بكين 22 يونيو 2016 L تحب الولايات المتحدة أن تعتبر نفسها قوة للسلام والقانون والعدل ،وإن نشر حاملتين للطائرات في "مهمة تدريب" في شرق آسيا يدعم هذا الطموح. فهل يفعل ذلك؟
إن توقيت العملية- قبل صدور حكم فى نزاعات بحر الصين الجنوبي- هو توقيت متعمد بالتأكيد . وتسبغ الولايات المتحدة على التحكيم غير القانوني الذي تم من جانب واحد والذي بادرت به الفلبين وصف الفعل النبيل الذى يوقر القانون الدولي، بينما وصفت معارضة الصين التامة للتدابير غير ذات الصلة في لاهاى بأنها لاتحترم نفس القانون الدولى بل تمثل انتهاكا له.
فلماذا الاستعراض الكبير للقوة الآن؟
بعد عدد كبير من الوعود بعدم اتخاذ جانب بعينه في نزاعات بحر الصين الجنوبي، فإن وصول السفن الحربية من المفترض أنه مجرد جانب آخر "للحل السلمي القائم على أساس القانون الدولي" الذي دعمته إدارة أوباما كثيرا.
ومنذ أن أخذت الفلبين على عاتقها فتح التحكيم، أصبحت الصين توصف بأنها الجار المستأسد الذى يريد عسكرة المنطقة، ولكن الحقيقة اقوى من الكلمات الفارغة والآن هناك ما يربو على 60 دولة تدعم موقف الصين علنا. هل هذا هو السبب فى وجود السفن الحربية والطائرات المقاتلة والقوات ؟
بالنسبة للولايات المتحدة، هذه الخطوات من الممكن ان تبدو مثل "السلام والقانون والعدل" ولكن بالنسبة للآخرين فإنها تبدو كما هى عليه بالفعل: عسكرة.
وحتى الفلبين تشعر بالريبة. ففى يوم الثلاثاء قال رودريجو دوتيرت، الرئيس الفلبيني المنتخب إنه سأل السفير الامريكي ما إذا كانت واشنطن ستدعم الفلبين في مواجهة مع الصين.
وسأله دوتيرت "هل أنتم معنا أم لا؟"
ورد السفير "إذا تعرضتم لهجوم ".
وهنا بيت القصيد. هل الدعم الامريكي للتحكيم بالفعل من أجل مصلحة الفلبين؟ أم ان كل هذا يتعلق بالصين؟
وإذا كان هناك اي دروس يجب تعلمها من الماضي فهي ان الفلبين ستعلم ان جلب أطراف خارجية إلى أي نزاع سيعقد المسألة ولن يهدىء الأوضاع .
ولإعادة الصياغة من (لعبة العروش) قد يسأل الفلبينيون أنفسهم ما إذا كان الأمر يستحق "االقتال من أجل سيد لن يحارب أبدا ويموت من أجلهم؟".
إن دوتيرت الذى يستعد لتولى منصبه رئيسا للفلبين سوف يحسن صنعا ان هو فكر فى العودة لطاولة المفاوضات. فالصين سترحب به هناك.