تقرير إخباري: انتشال الصندوق الأسود الثاني للطائرة المصرية المنكوبة

القاهرة 17 يونيو 2016 /أعلنت لجنة التحقيق المصرية في حادث سقوط طائرة شركة "مصر للطيران" في البحر المتوسط، اليوم (الجمعة) عن انتشال الصندوق الأسود الثاني الذي يحمل بيانات رحلة الطائرة، غداة انتشال الأول أمس الخميس.

وذكرت اللجنة في بيان على صفحة وزارة الطيران المدني المصرية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) إنه "بعد النجاح في انتشال جهاز مسجل محادثات كابينة قيادة الطائرة (الصندوق الأسود الأول)، تمكنت فجر اليوم السفينة جون ليثبريدج التي أستأجرتها الحكومة المصرية للمشاركة في عمليات البحث من انتشال الصندوق الأسود الثاني الخاص بمسجل بيانات الطائرة".

وأضافت أنه "تم أيضا انتشال جهاز مسجل بيانات الطائرة على عدة مراحل، وقد نجحت أجهزة السفينة من انتشال الجزء الذي يحتوى على وحدة الذاكرة، التي تعتبر أهم جزء في جهاز المسجل"، وهو الأمر نفسه الذي حدث مع الصندوق الأسود الأول.

وأشارت إلى أنه تم إخطار النيابة العامة بالعثور على الصندوق الثاني، والتي أصدرت بدورها قرارا بتسليم الصندوقين إلى لجنة التحقيق الفني في الحادث لإتخاذ اجراءات فحص وتفريغ البيانات والمحادثات.

ولفتت إلى أنها تجري حاليا ترتيبات عملية نقل الصندوقين من السفينة الى مدينة الاسكندرية شمال القاهرة، وسيكون في استقبالهما مسؤولو النيابة العامة وأعضاء لجنة التحقيق.

ووفقا لبيان آخر للجنة، فقد قامت لجنة التحقيق الفني في حادث سقوط الطائرة باستلام جهازي مسجل محادثات كابينة القيادة ومسجل معلومات الطائرة من النيابة العامة بعد انتشالهما من البحر.

وأوضح البيان أنه يجري نقل الجهازين إلى مقر الادارة المركزية لحوادث الطيران بوزارة الطيران المدني، لبدء عملية فحصهما تمهيدا لاستخراج ما بهما من معلومات.

وأضاف أنه "في حال كانت وحدة الذاكرة بالجهازين في حالة جيدة فسيتم البدء فورا في تفريغ محتوياتهما في معامل الإدارة المركزية لحوادث الطيران".

وتابع "أما إذا كان هناك تلف بسيط في أحد الجهازين أو كليهما فسيتم اتخاذ اللازم نحو إصلاح هذا التلف محليا، وعند وجود تلف جسيم فستتم اجراءات الاصلاح بالخارج بمعرفة لجنة التحقيق".

وأكد أن "تحليل البيانات (التي سيتم استخراجها من الصندوقين الأسودين) قد يستغرق عدة أسابيع".

وأشار البيان إلى أن "التحقيق الفني في الحادث لا ينتهي عند استخراج المعلومات من الصناديق المنتشلة، وبالرغم من أهمية تلك البيانات إلا أنها تعد جزء من التحقيق في سياقه الكامل".

وكانت وزارة الطيران المدني المصرية أعلنت أمس الخميس، عن انتشال الصندوق الأسود الأول الخاص بمحادثات كابينة قيادة الطائرة، وذلك بعد 28 يوما من وقوع الحادث.

ويعمل هذا الصندوق كجهاز تسجيل يتضمن كل ما يقوله قائد الطائرة ومساعده، والاتصالات بين قمرة القيادة وأفراد الطاقم، كما يحوى كذلك تسجيلات لأصوات تعكس الأجواء العامة داخل الطائرة.

وتم العثور على الصندوقين الأسودين وانتشالهما بعد انضمام السفينة جون ليثبريدج لأعمال البحث، وهي مزودة بروبوت مجهز لتصوير أعماق البحار وانتشال الأشياء منه حتى عمق ستة آلاف متر تحت سطح البحر.

ويتولى توجيه الروبوت الغاطس عن بعد أفراد طاقم السفينة التابعة لشركة (ديب أوشن سيرش) ومقرها في موريشيوس، وهي متخصصة في البحث عن الحطام في أعماق كبيرة للغاية.

وكانت الطائرة التابعة لشركة (مصر للطيران) وهي من طراز ايرباص ايه - 320 سقطت في مياه البحر المتوسط، بعد أن اختفت من على شاشات الرادار وهي على ارتفاع 11 كيلومترا بعيد دخولها المجال الدوي المصري.

وسقطت الطائرة خلال رحلة من العاصمة الفرنسية باريس إلى القاهرة، وعلى متنها 66 شخصا، هم 30 مصريا و15 فرنسيا والباقي من عدة جنسيات أخرى.

وانحرفت الطائرة عن مسارها يسارا، وقامت بالدوران يمينا دورة كاملة قبل سقوطها، وفقا للصور الرادارية المصرية واليونانية والإنجليزية.

وسبق أن انتشلت القوات المسلحة المصرية أجزاء من حطام الطائرة وأشلاء لضحايا على بعد 290 كليو مترا شمال الأسكندرية.