أمير قطر يلتقي عباس بعد فشل لقاءات المصالحة الفلسطينية في الدوحة

الدوحة 18 يونيو 2016 / التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مساء اليوم (السبت) الرئيس الفلسطيني محمود عباس وذلك عشية الإعلان عن فشل لقاءات المصالحة الفلسطينية التي عقدت بالدوحة بين حركتي فتح وحماس وتبادل الحركتين الاتهامات بشأن المتسبب في إفشالها.

وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا) إن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد استقبل الرئيس محمود عباس بقصر البحر مساء اليوم.

وجرى خلال المقابلة بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية ولا سيما التطورات في الساحة الفلسطينية، بحسب المصدر نفسه دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وأفادت وكالة وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) بأن عباس التقى على مائدة إفطار مساء اليوم أمير قطر، وذلك بحضور أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

ويأتي اللقاء في أعقاب إعلان حركتي فتح وحماس اليوم بشكل منفصل فشل لقاءات المصالحة التي انطلقت بالدوحة يوم الأربعاء الماضي، وتبادلهما الاتهامات حول المتسبب في فشلها.

وقال الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري لوكالة أنباء (شينخوا) إن اجتماع الدوحة الأخير فشل بسبب مواقف فتح وما وصفه تراجعها عما تم الاتفاق عليه سابقا في العديد من الملفات.

وأضاف أبو زهري إن حركة فتح أصرت على عدم الاعتراف بشرعية موظفي قطاع غزة ورفضت تفعيل المجلس التشريعي الفلسطيني، وهي بذلك تتحمل المسؤولية عن فشل اجتماع الدوحة.

وأكد عدم وجود إرادة سياسية لدى فتح من أجل تحقيق المصالحة، وإصرارها على محاولة إقصاء حماس سياسيا، وفرض سياسية الأمر الواقع عليها، على حد تعبيره.

من جانبه، قال المتحدث باسم حركة فتح أسامه القواسمي في بيان صحفي اليوم إن لقاءات الدوحة أظهرت بشكل واضح وجلي أن حماس غير جاهزة بعد للوحدة الوطنية والشراكة السياسية المبنية على أساس الوطن وليس الجماعة.

وتابع القواسمي في البيان أن " مفهومها - أي حماس - للوحدة الوطنية يكمن فقط في حل مشكلتها من الناحية المالية فقط، الأمر الذي نعتبره استخفافا بحجم ملف المصالحة والوحدة الوطنية، الذي نعتبره استراتيجيا وأساسيا وممرا اجباريا لا عودة عنه".

وذكر أن فتح لديها القرار بإنهاء الانقسام على قاعدة الشراكة والديمقراطية وتشكيل حكومة وحدة وطنية بصلاحيات كاملة تكون مهامها توحيد شطري الوطن وحل كافة القضايا العالقة ومنها ملف الموظفين بمفهومه الواسع والحقيقي، والإعداد لانتخابات رئاسية وتشريعية خلال فترة زمنية قصيرة يتم الاتفاق عليها.

وأشار إلى أن حماس تعلم أن ما طرحته في الدوحة يهدف فقط الى تعطيل الحوار والجهود المبذولة لإنهاء الانقسام، وأن خلافاتها الداخلية واقتراب موعد انتخاباتهم الداخلية يؤثر بشكل مباشر وسلبي على توجهاتهم في ملف المصالحة.

لكنه أكد أن حركة فتح لن تيأس وستواصل جهودها لإنهاء الانقسام باعتباره مصلحة وطنية عليا، داعيا حماس إلى التوجه نحو الوحدة الوطنية الحقيقية والتقاط الفرصة، والى مراجعة شاملة لسياساتها وتوجهاتها خاصة في ملف الوحدة الوطنية.

بدوره، قال أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول لوكالة أنباء (شينخوا) إن اجتماع الدوحة لم يحقق اختراقا بشأن تنفيذ المصالحة بسبب تعنت حماس وعدم تجاوبها مع ما هو متفق عليه مسبقا، معتبرا أن حماس تسعى فقط للإبقاء على سيطرتها بالقوة على قطاع غزة وترفض التجاوب مع استحقاقات المصالحة.

وذكر مقبول أن حماس أصرت على حل مسبق لملف موظفي حكومتها المقالة السابقة في قطاع غزة كما رفضت اعتماد البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية لحكومة الوحدة الوطنية المنشود تشكيلها.

وكانت الحركتان قد اجتمعتا في الدوحة وسط خلافات عميقة بينهما على ملف موظفي قطاع غزة الذين عينتهم حماس عقب سيطرتها على القطاع بالقوة عام 2007 والذين ترفض حركة فتح اعتبارهم موظفين شرعيين، وعلى برنامج حكومة الوفاق الوطنية.

وتطالب حركة فتح بأن يكون برنامج منظمة التحرير الفلسطينية الذي يعترف بإسرائيل، هو برنامج حكومة الوفاق الوطنية، فيما تطالب حركة حماس بأن يكون برنامج حكومة التوافق الفلسطينية وفق اتفاق القاهرة الموقع بين الفصائل الفلسطينية عام 2011.