رام الله 13 يونيو 2016 /أعلن مسؤول في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مساء اليوم (الاثنين)، أن استئناف لقاءات المصالحة بين وفد من حركته وآخر من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سيعقد نهاية الأسبوع الجاري وعلى الأرجح بعد غد الأربعاء في قطر.
وقال أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن وفد حركته الذي يضم أعضاء اللجنة المركزية فيها عزام الأحمد، وصخر بسيسو، ومحمد اشتية، وجبريل الرجوب توجه إلى العاصمة المصرية القاهرة لإطلاع المسؤولين المصريين على مجريات الأمور قبل توجهه للدوحة خصوصا أن مصر هي راعية ملف المصالحة الفلسطينية.
وأشار مقبول إلى أن اجتماع وفد حركته مع وفد حركة حماس سيركز على بحث تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية وتحديد موعد لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية.
وذكر أن العقبة الرئيسية التي تعترض تحقيق تقدم في المصالحة الفلسطينية هو "اشتراط" حماس مسبقا باعتراف حكومة الوحدة الوطنية سلفا بموظفيها الذين عينتهم بعد الانقسام الفلسطيني في العام 2007 في قطاع غزة.
وأكد مقبول رفض فتح لهذا الشرط من حماس قائلا:"هذا أمر مرفوض وحكومة الوحدة الوطنية ستشكل لجنة قانونية وإدارية لدراسة ملف موظفي غزة وإيجاد حلول له لكن ليس الاعتراف بشكل مسبق بموظفي حماس".
ولا يتقاضى موظفو حكومة حماس المقالة السابقة في قطاع غزة رواتبهم الشهرية منذ نحو ثلاثة أعوام باستثناء سلف متقطعة بدأت الحركة الإسلامية التي تسيطر على القطاع بصرفها لهم منذ عامين.
ورفضت حكومة الوفاق التي تشكلت مطلع يونيو 2014 صرف رواتب لهؤلاء الموظفين بشكل فوري بسبب عدم قدرة موازنتها المالية على تحمل ذلك.
وعرضت حكومة الوفاق خطة لعودة موظفي السلطة الفلسطينية في غزة الذين توقفوا عن العمل عندما سيطرت حركة حماس على القطاع بالقوة منتصف عام 2007 إلى عملهم على أن يتم بعدها دمج موظفي حكومة حماس السابقة الذين عينوا عقب ذلك التاريخ وما زالوا على رأس عملهم تدريجيا، الأمر الذي ترفضه حماس.
وشدد مقبول، على أن البرنامج السياسي لحكومة الوحدة الوطنية حال الاتفاق على تشكيلها "يجب أن يكون هو برنامج منظمة التحرير الفلسطينية وأن تلتزم بالتزامات المنظمة خصوصا أنها سوف تتعامل مع العالم وفي بعض الأحيان مع حكومة إسرائيل".
وقال القيادي في فتح بهذا الصدد انه "لا أحد يطالب حماس الاعتراف بإسرائيل أو تغيير مواقفها، ولكن حكومة الوحدة يجب أن تلتزم ببرنامج منظمة التحرير والتزاماتها".
في الوقت ذاته نفى مقبول وجود أية ترتيبات لعقد لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يتزعم فتح ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في الدوحة، مشيرا إلى دعوة تلقاها عباس لزيارة قطر قريبا للقاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وكان وفد من فتح برئاسة مسؤول ملف المصالحة فيها عزام الأحمد وصل الى العاصمة المصرية القاهرة قبل يومين للقاء المسؤولين فيها على أن يتوجه بعد ذلك إلى قطر.
في المقابل قال مصدر في حماس ل((شينخوا))، إن وفدا من الحركة ينتظر التوجه "قريبا جدا" إلى القاهرة للقاء مسؤولين فيها على أن يتوجه لاحقا إلى قطر بعد إتمام الترتيبات اللازمة لذلك.
وكانت آخر اجتماعات حماس وفتح عقدت في العاصمة القطرية الدوحة في 26 مارس الماضي لبحث آليات تنفيذ تفاهمات المصالحة الفلسطينية.
وسبق ذلك أن عقد وفدان من حماس وفتح لقاءات في السابع والثامن من شهر فبراير الماضي بدعوة من قطر سعيا للاتفاق على تنفيذ تفاهمات المصالحة بما ينهي الانقسام الفلسطيني.
وفي حينه أعلنت الحركتان عقب اللقاءات التي استمرت يومين توصلهما إلى "تصور عملي" لتحقيق المصالحة على أن يتم تداوله والتوافق عليه في المؤسسات القيادية للحركتين ليأخذ مساره إلى التطبيق العملي على الأرض.
وبدأ الانقسام الفلسطيني الداخلي منذ منتصف عام 2007 أثر سيطرة حركة حماس على الأوضاع في قطاع غزة بالقوة بعد جولات من الاقتتال مع القوات الموالية مع السلطة الفلسطينية.