نيويورك 5 يونيو 2016 / سيجتمع مسؤولون كبار من الصين والولايات المتحدة يومي الاثنين والثلاثاء في بكين لعقد حوار سنوي رفيع المستوى، يضم معظم الوكالات ويغطي اوسع نطاق من قضايا فى أطار العلاقات الثنائية.
ويعد الحوار الاستراتيجي والاقتصادي الثامن الذي سيتم عقده بالتوازى مع المشاورات السابعة رفيعة المستوى حول التبادلات الشعبية ذا أهمية جوهرية حيث انه سيتم عقده في عام عصيب حيث تجرى الولايات المتحدة انتخابات الرئاسة وستستضيف الصين قمة مجموعة الـ20.
أولا، سيساعد الحوار على تطبيق التوافقات التي توصل إليها رئيسي البلدين وتعزيز التواصل الاستراتيجي ودعم التعاون متبادل النفع واستكشاف طرق لدفع التعاون بما يفيد البلدين والعالم ككل.
ثانيا، سيوفر الحوار فرصة لاكبر كيانين اقتصاديين في العالم لتنسيق السياسات قبل قمة الـ20 المقرر عقدها في مدينة هانغتشو شرق الصين في شهر سبتمبر.
وسيثمر التنسيق الثنائي بشأن السياسات الاقتصادية وما ينتج عنه من تنسيق متعدد الاطراف افضل عن نتائج مهمة.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي الاسبوع الماضي إن قمة الـ20 "ستركز على التحديات الجوهرية والمشاكل البارزة التي يواجهها اقتصاد العالم" حيث ستلتزم الصين بمبدأ مواجهة المشاكل.
وتشمل الاهداف الرئيسية الاربعة للقمة "انماط مبتكرة للنمو" وحوكمة اقتصادية ومالية عالمية اكثر فاعلية" وتجارة واستثمارات دولية نشطة" و"تنمية شاملة ومتواصلة."
وهناك ثلاث اولويات للحوار الاقتصادي متساوية الأهمية هذا العام: سياسة الاقتصاد الكلي واعادة الهيكلة، والاستثمار والتجارة المفتوحة والتعاون في استقرار وتنظيم السوق المالي.
وهذا التناسق الكبير العالي بين الاهداف الرئيسية الاربعة والاولويات الثلاثة ليس مجرد مصادفة. انه يعكس رغبة البلدين في السعى لعلاج الاتجاه الكبير نحو الانخفاض الذى يواجهه الاقتصاد العالمي.
ثالثا، هذا العام يمثل الذكرى العاشرة للحوار الاقتصادي بين البلدين، الذي سبقه حوار اقتصادي استراتيجي في عام 2006. ولعبت آلية الحوار هذه في العقد السابق دورا فعالا في تعزيز الثقة المشتركة وتجنب الحسابات الخاطئة في العلاقات الاقتصادية الثنائية، التي تعطى ثقل وقوة دفع للعلاقات الثنائية ككل.
وسيدفع وضع الاهداف والاتجاهات للعشرة اعوام القادمة في الحوار الاقتصادي لهذا العام التنمية السليمة والمستقرة للعلاقات الثنائية بشكل مستمر.
رابعا، سيلعب الحوار الاستراتيجي والاقتصادي لهذا العام، الحوار الاخير لإدارة أوباما دورا هاما في ربط العلاقات الماضية والمستقبلية بين الصين والولايات المتحدة.
وسيغطي الحوار الاستراتيجي موضوعات، من بينها بناء نوع جديد من العلاقات للدول الكبيرة وإدارة الاختلافات والقضايا الحساسة وتفاعل البلدين في منطقة آسيا الباسيفيك، بينما ستهدف مشاورات التبادلات الشعبية لدعم التعاون المؤسسى بين الكليات والجامعات وبيوت الخبرة واستكشاف نماذج تعاونية جديدة بين منظمات طبية وبدء تعاون طبي ورعاية صحية عامة لدولة ثالثة.
وعلى الرغم من انه من المتوقع تحقيق نتائج على مراحل في العديد من القضايا، الا انه من الصعب تحقيقها خلال عام او عامين. ويعد الانتقال السلس لسياسة الصين من إدارة أوباما إلى الادارة الجديدة أساس نجاح الحوار هذا العام.
واخيرا وليس آخرا، سيخدم الحوار كفرصة لاستيعاب الضغط. وقال دانيل ر. روسيل، مساعد وزير الخارجية الامريكي لشؤون شرق آسيا والباسيفيك في إفادة صحفية يوم الثلاثاء إن الحوار الاستراتيجي والاقتصادي هو احد الوسائل التي ساعدت البلدين على "استيعاب بعض الصدمات."
وتستطيع البلدان فقط عن طريق الحوار الصريح ازالة "الطاقة السلبية" وضخ "طاقة إيجابية" فى العلاقات الثنائية عن طريق توسيع المصالح المشتركة.