الصين وجورجيا تتطلعان إلى تعاون أكبر في مبادرة "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير"

تبيليسي 4 يونيو 2016 / اتفقت الصين وجورجيا هنا يوم الجمعة على إجراء تعاون أعمق في مبادرة "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" الصينية، وتعهدتا بتسريع مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة.

تم التوصل إلى هذا التوافق خلال اجتماع نائب رئيس مجلس الدولة الصيني تشانغ قاو لي مع رئيس ورئيس وزراء هذا البلد الواقع في منطقة القوقاز.

وخلال الاجتماع مع الرئيس الجورجي جيورجي مارجفيلاشفيلي، أشاد تشانغ بالصداقة التقليدية مع جورجيا وبالإنجازات التي تحققت في العلاقات الثنائية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 24 عاما.

وأضاف تشانغ أن "هذا يتفق مع المصالح الجوهرية للبلدين المتمثلة في تطوير علاقات ثنائية تقوم على المساواة والصداقة والتعاون متبادل المنفعة".

ولدى إشادته بالموقع الجغرافي الجيد وظروف الاستثمار المؤاتية في جورجيا، قال تشانغ إن الدولتين متكاملتان اقتصاديا.

وذكر أن الإستراتيجية الوطنية التي تنتهجها جورجيا وتتمثل في تحويل نفسها إلى محور للوجستيات والنقل تتزامن مع طرح الصين لمبادرة بناء "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير"،مشجعا الجانبين إلى أن يتخذا من ذلك فرصة لتحقيق التآزر بين إستراتيجيتي كل منهما الآخر من أجل إتاحة منصات لتوسيع التعاون الجوهري.

ودعا البلدين إلى استكشاف التعاون في الطاقة الكهرومائية، والسيارات، والقاطرات، والمنتجات الميكانيكية والإلكترونية أملا في إيجاد نقطة نمو جديدة للتعاون في القدرة الإنتاجية.

وقال مارجفيلاشفيلي إن مبادرة "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" التي اقترحتها الصين تحمل أهمية كبيرة بالنسبة لجورجيا.

ولفت الرئيس إلى أن جورجيا مستعدة لإفساح المجال كاملا أمام موقعها الجغرافي الفريد وتعزيز التعاون مع الصين في مجالات النقل بالسكك الحديدية وبناء الموانيء والطرق، مضيفا أن جورجيا ترحب بقدوم المزيد من الشركات الصينية للاستثمار في البلاد.

وخلال محادثاته مع رئيس الوزراء الجورجي جيورجي كفيريكاشفيلي، أشاد تشانغ بالتقدم الذي أحرز في بناء "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" منذ انعقاد المنتدى الأول حول طريق الحرير في تبيليسي في أكتوبر الماضي.

وقال تشانغ إن الصين تود أن ترى جورجيا وهي تواصل الاستفادة من موقعها ومواردها وكفاءاتها وتنخرط بصورة أكبر في بناء "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير"، من أجل تعزيز التعاون الإقليمي وتحقيق التنمية والرخاء المشتركين.

ودعا الجانبين إلى تدعيم التصميم رفيع المستوى، والتركيز على المشروعات الكبرى والاستثمار والتمويل، وتعزيز التعاون في القدرة الإنتاجية.

ومن جانبه، أكد كفيريكاشفيلي أن جورجيا تعرب عن تقديرها للمساعدات طويلة الأجل التي تقدمها الصين لتنميتها الاقتصادية.

ووصف كفيريكاشفيلي الصين بأنها دولة مؤثرة وأحد الاقتصادات الكبرى في العالم، قائلا إن بلاده تولي اهتماما كبيرا بتطوير علاقاتهما مع الصين.

وحول المفاوضات المعنية باتفاقية التجارة الحرة، دعا تشانغ إلى إبرام هذه الاتفاقية في وقت قريب وإلى تحسين مناخ التجارة والاستثمار.

ورأى نائب رئيس مجلس الدولة أنه من الضرورة بمكان أن تركز الدولتان على التعاون في مجالات البنية التحتية للنقل، والاتصالات ، والزراعة ، وتجارة الخمر.

وقال كفيريكاشفيلي إن بلاده على استعداد لتسريع عملية التفاوض مع الصين من أجل تعميق التعاون في شتي المجالات.

وعقب المحادثات، شهد تشانغ وكفيريكاشفيلي توقيع سلسلة من الوثائق.

وكانت وزارة التجارة الصينية والإدارة الاقتصادية الجورجية قد توصلتا إلى مذكرة تفاهم في ديسمبر 2015 لبدء مفاوضات بشأن إبرام اتفاقية تجارة حرة.

وأفادت وزارة التجارة الصينية بأن الصين وجورجيا اختتمتا جولة ثانية من المحادثات بشأن إبرام هذه الاتفاقية يوم 13 مايو الماضي في بكين.

وبحث الجانبان قضايا تشمل تجارة السلع والخدمات، وحقوق الملكية الفكرية، وتسهيل التجارة ليتوصلا إلى توافق حول أجزاء من أجندة الأعمال . ومن المقرر عقد الجولة الثالة في يوليو المقبل في تبيليسي.

وحول التعاوت الثقافي والشعبي، شجع تشانغ الجانبين على استكشاف الإمكانات في مجالات السياحة والثقافة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا استكشافا كاملا من أجل توطيد أساس الدعم العام.

كما دعا نائب رئيس مجلس الدولة إلى تواصل وتعاون وثيقين حول القضايا الدولية والإقليمية.

وأكد مارجفيلاشفيلي أن جورجيا ستلتزم بسياسة صين واحدة.

وصل تشانغ إلى تبيليسي يوم الخميس قادما من أذربيجان. ومن المقرر أن يبقى هنا ثلاثة أيام وسيغادر متوجها إلى أرمينيا يوم الأحد.