القاهرة 18 أبريل 2016 / وجه الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند ووزير دفاعه جان إيف لودريان يوم الاثنين، عدة رسائل تؤكد دعم مصر بشكل كامل، فيما طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنقل العلاقات الثنائية إلى "شراكات رابحة".
وقال أولاند، في كلمته خلال المنتدى الاقتصادي المصري الفرنسي بالقاهرة، أن بلاده " اختارت أن تقف بجانب مصر بشكل كامل، وعلى كافة المستويات" للمساهمة في التنمية الاقتصادية، وأبدى رغبته في إعطاء العلاقات الثنائية طابعا يجتاز الاقتصاد والتجارة والاستثمارات، ويضم الاستقرار والأمن والتنمية ليس فقط لمصر، لكن للمنطقة بأكملها.
وأوضح أنه تم التوقيع يوم الأحد على اتفاقيات بين مصر وفرنسا تبلغ قيمتها أكثر من 1.5 مليار يورو، خاصة في مجالات التنمية والنقل بالمناطق الحضارية.
واعتبر أن " هذا الوجود الكبير للشركات الفرنسية خلال هذه الزيارة خير دليل على الثقة التي توليها تلك الشركات بالمصريين وبمستقبل مصر"، لافتا الى أن الشركات الفرنسية برهنت على وفائها لمصر في الفترة الأخيرة حيث لم توقف أي شركة عملها في مصر منذ عام 2011.
وأشار أولاند الذي بدأ يوم الأحد زيارته لمصر، إلى أن هناك 150 فرعا ل-ركات فرنسية في مصر يعمل فيها 35 ألف مصري، وأكد استعداد بلاده لتقديم عروض شاملة لمصر فيما يتعلق بتطوير الطاقة المتجددة والطاقة النووية المدنية.
من جهته، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أهمية استثمار العلاقات المتميزة التي تجمع بين مصر وفرنسا، والتي تعد نموذجا يحتذي به للتعاون بين شمال وجنوب البحر المتوسط.
وقال السيسي في كلمة خلال المنتدى، إن فرنسا تاسع أكبر شريك تجاري لمصر، حيث بلغ حجم التبادل التجاري في العام الماضي 2.58 مليار دولار.
وأضاف أن فرنسا تأتي أيضا ضمن أكبر عشر دول أجنبية مستثمرة في مصربحجم استثمارات بلغ 4.3 مليار يورو في نهاية عام 2015.
ودعا إلى العمل على نقل العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى آفاق أرحب وشراكات رابحة، مشيرا إلى أن العلاقات الثنائية تشهد نموا متزايدا في مختلف المجالات، لاسيما على الصعيد الاقتصادي.
وأبدى تقديره للمستوى المتميز للعلاقات الاستثمارية مع القطاع الخاص الفرنسي، مضيفا " نحن نعمل بكل جدية لتوفير المناخ الاستثماري الجاذب للشركات الأجنبية.. ونتطلع إلى مشاركة واسعة من الشركات الفرنسية في برامجنا الطموحة.. والاستفادة من الفرص الواعدة التي يتيحها الاستثمار في مصر من خلال مشروعات التنمية بمنطقة قناة السويس، وفي مقدمتها الطاقة الجديدة والمتجددة والسياحة والصناعات الوسيطة والبنية التحتية".
ورأى أن " فرنسا تمثل سوقا كبيرة وفرصا واسعة للصادرات المصرية، كما أن مصر تتيح للشركات الفرنسية النفاذ إلى أسواق المنطقة العربية والإفريقية التي ترتبط معها مصر باتفاقيات تجارية وترتيبات تفضيلية".
وأشار إلى عدة عوامل تساعد على تعزيز التعاون الاقتصادي مع فرنسا، من بينها تنفيذ مشروعات مشتركة في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والنقل والاتصالات، فضلا عن تنشيط اللجنة المشتركة التي ستعقد أولى دوراتها خلال عام 2016بالقاهرة، ودعم التعاون في الصناعات الصغيرة والمتوسطة والاستفادة من تجربة فرنسا في هذا القطاع.
وعقب المنتدى، التقى الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند مع رئيس الوزراء المصري شريف اسماعيل.
وخلال اللقاء، أشاد أولاند بما تقوم به الحكومة المصرية من جهود لتحقيق الاصلاحات الاقتصادية وتوفير بيئة مواتية للأعمال والاستثمار بالرغم من التحديات التي تواجهها.
وأوضح أن هناك ترحيبا من الشركات الفرنسية لزيادة استثماراتها بمصر في مجالات البنية التحتية، والطاقة، والكهرباء، والسياحة، والثقافة، والتنمية الزراعية، ومعالجة والمياه وغيرها، مؤكدا عزم تلك الشركات على نقل التكنولوجيا المتقدمة، وتوفير فرص التدريب المهني والفني.
فيما أعرب رئيس الوزراء شريف اسماعيل عن رغبته في مساندة باريس للقاهرة لتوفير التمويل المطلوب لتنفيذ المشروعات الاستراتيجية المصرية من خلال البنك الأوروبي للتعمير والتنمية.
وأبدى اسماعيل تطلعه لقيام باريس باتخاذ الخطوات اللازمة لتحفيز حركة السياحة الفرنسية الى مصر، في ظل الاهمية التي توليها القاهرة لهذا القطاع الحيوي، وما قامت به من متابعة دورية أكدت التزامها التام بكافة اجراءات السلامة والامان الدولية بالمطارات المصرية، حسب المتحدث باسم الحكومة المصرية السفير حسام القاويش.
كذلك عقد أولاند لقاء مع رئيس مجلس النواب (البرلمان) علي عبدالعال، أكد خلاله أن أحد أهداف زيارته هو تقديم الدعم الكامل لمصر، حسب بيان للبرلمان.
وأبدى الرئيس الفرنسي سعادته بالتنوع الذي يتمتع به البرلمان المصري، خاصة ما يتعلق بتمثيل الشباب والمرأة، والعدد الكبير للأحزاب السياسية الذي يصل إلى 19 حزبا.في حين طلب رئيس البرلمان علي عبد العال دعم الجانب الفرنسي لمصر في مجالات الطاقة المتجددة والسياحة ومكافحة الإرهاب.
وقام أولاند بجولة في القاهرة تفقد خلالها محطة مترو هارون بحي مصر الجديدة، والتي يتم تنفيذها بالتعاون مع فرنسا.كما زار أولاند قلعة "صلاح الدين الأيوبي"، والمتحف القبطي بالقاهرة، وأبدى انبهاره بما شاهده من آثار وحضارة تحكى تاريخ أمة بأكملها، مؤكداً أنه اختار زيارة القلعة والمتحف القبطي ليؤكد أن "مصر بلد الأمن والتسامح منذ أقدم العصور".
وبعث أولاند برسالة من المتحف القبطي دعا فيها مختلف دول العالم لزيارة مصر، مشيرا إلى أن الفترة القادمة ستشهد التعاون بين مصر وفرنسا في مجال العمل الأثري.
وفي سياق متصل، استقبل وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقى صبحى ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان، وتفقدا إحدى القواعد الجوية التى تضم مقاتلات فرنسية متعددة المهام من طرازي "رافال" و"ميراج-- الفاجيت"، حسب بيان للجيش المصري.
وأعرب لودريان عن تقديره الكامل لمصر، وتمنى لها " دوام الاستقرار والتقدم لاستعادة مكانتها الرائدة إقليمياً ودولياً بإعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وحوض البحر الابيض المتوسط".وختم إن "مصر وفرنسا شئ واحد، وهذه رسالة نود أن نؤكد عليها".