بكين 15 إبريل 2016/ أثارت صواريخ تم إطلاقها أثناء تدريبات عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة والفلبين، يوم الخميس، أثارت مجددا التوترات في بحر الصين الجنوبي، لكنها لن تقوض عزم الصين على حماية سيادتها.
وفي يوم الخميس، كشفت الولايات المتحدة للمرة الأولى أنها أطلقت دوريات بحرية مشتركة مع الفلبين في بحر الصين الجنوبي.
وفي استعراض للقوة العسكرية، أعلن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر أيضا أن قرابة 300 ألف من القوات وخمس طائرات هجومية طراز "آيه - 10" يتواجدون حاليا في الفلبين من أجل المشاركة في التدريبات العسكرية السنوية التي سوف تستمر في البلاد حتى نهاية الشهر الحالي.
ومن خلال زيادة وجودها العسكري في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فإن الولايات المتحدة تواصل الخوض أكثر فأكثر في خلاف إقليمي، بعدما كانت قد وعدت بأنها ستبقى على الحياد فيه.
وكانت واشنطن قد أرسلت سفنها وطائراتها الحربية إلى المياه والمجال الجوي القريبين من الأراضي الصينية الموجودة في البحر خلال السنوات الأخيرة.
وفي أواخر شهر يناير الماضي، أبحرت مدمرة مزودة بصواريخ موجهة تابعة للبحرية الأمريكية في نطاق 12ميلا بحريا (22 كيلومترا) قبالة ساحل تشونغجيان داو، وهي جزء من جزر شيشا الصينية، بدون إخطار مسبق للجانب الصيني، ما يعد انتهاكا واضحا للقانون الدولي.
وفي مارس، أعلنت الولايات المتحدة والفلبين التوصل إلى اتفاق يسمح بتواجد عسكري أمريكي دوري في خمس قواعد فلبينية، من بينها واحدة قريبة من جزر نانشا الصينية، وهي أيضا في بحر الصين الجنوبي.
ومع اتخاذها نهجا غير متوازن لصالح أحد خصوم الصين المدعين، فإن القوة العظمى الوحيدة في العالم قد أخلّت بوضوح بتعهداتها السابقة.
مع ذلك، إضافة إلى تعهدها بعدم التحيز إلى جانب أحد الأطراف، فإنه يجب تذكير واشنطن بحقيقة واحدة بسيطة: إن استعراض العضلات أو إجراء تدخل تعسفي لن يزعزع عزم الصين على حماية سيادتها وحقوقها البحرية.
ولن تغير الاستفزازات أو المناورات أو المحاولات لإشراك الغرباء أو التباه بعقد تحالف عسكري مع واشنطن من الحقيقة التاريخية المتعلقة بسيادة الصين على جزر بحر الصين الجنوبي والمياه المتاخمة لها.
في الواقع، فإن التحريض العسكري لن يؤدي إلا إلى تقويض السلام في المنطقة ومفاقمة وضع أمني متوتر بالفعل.
ويتعين على مانيلا التوقف عن تعكير صفو المياه في المنطقة والتصيد لأي حيلة سياسية من أجل التعدي على الحقوق والمصالح المشروعة للصين.
كما يتحتم أيضا على واشنطن الوفاء بالتزامها بعدم التحيز لأي جانب حول قضية بحر الصين الجنوبي، وأن تترك الأمر للأطراف المعنية لتحل هذه القضية عبر المفاوضات بما يتماشى مع القانون الدولي.
وتؤمن الصين بالتواصل والحوار، وهدفها دائما حل النزاع حول بحر الصين الجنوبي بشكل سلمي، وما تزال متمسكة بتحقيق هذا الهدف.
وكما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن الصين ترحب بأن يكون لـ "دول من خارج المنطقة" تأثير إيجابي على السلام والتنمية في آسيا، ولكن ليس على حساب تقويض سيادة أي أحد، بما في ذلك الصين.
ويتطلب الوضع المعقد بالفعل في بحر الصين الجنوبي رصانة وضبطا للنفس، وليس تدخلا وضيق في الأفق، وإن أي نهج خاطئ سوف يؤدي إلى إثارة المشكلات وتهديد الاستقرار الإقليمي في نهاية المطاف والإضرار بمصالح جميع البلدان المعنية.