بكين 12 ابريل 2016 / أقر الرئيس الأمريكي باراك اوباما أخيرا بأن أسوأ خطأ ارتكبه خلال توليه الرئاسة كان شن هجوم عسكري على ليبيا. وتثير شجاعته الإعجاب الا ان سلوكه بحاجة لمزيد من الصدق.
وفي مقابلة أجرتها معه فضائية ((فوكس نيوز)) يوم الأحد, سئل عن أسوأ الاخطاء التي ارتكبها خلال رئاسته للبلاد, قال اوباما "ربما يكون هو فشلي في وضع خطة لما بعد التدخل في ليبيا الذي اعتقدت انه العمل الصحيح."
وبعد مرور يوم واحد على المقابلة, قال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست "اتخذنا القرار الصحيح في البداية لمنع وقوع اعداد كبيرة من الضحايا," في اشارة للهجوم العسكري الذي استمر سبعة اشهر.
اولا, من الواضح ان الرئيس لديه رؤية خاطئة تماما عن القوة العسكرية التي تسببت, كما حدث في ليبيا, في سقوط عدد كبير من القتلى وانهيار الاقتصاد والفوضى السياسية وامتد اثرها الى المنطقة .
وكان يتعين على أوباما, الحائز على جائزة نوبل للسلام في عام 2009 ل"جهوده الاستثنائية في تقوية الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب", ان تكون لديه معرفة أفضل بعواقب الحرب وثمن السلام الثمين.
ان من المعترف به على نطاق واسع ان النزاعات لا تُحل إلا عبر الطرق السياسية والدبلوماسية السلمية وهي حقيقة اثبت صحتها التاريخ مرارا وكانت تسوية الازمة النووية الايرانية اخر الامثلة على ذلك, كما أثبتت الفوضى بالعراق مجددا ان القوة ليست الحل.
ثانيا, كشفت تصريحات الرئيس عن مدى التجذر العميق لسياسة التدخل الجديدة والهيمنة في الولايات المتحدة ,فأكبر قوة بالعالم ستفعل ما تعتقد انه صحيح ولو على حساب سيادة دول أخرى وكرامتها ومصيرها الوطني.
ويقول محللون إن السبب الأصلي للأزمة السورية المستمرة منذ فترة طويلة هو التدخل الأجنبي الذي عَقَد الوضع وجرد السوريين من حق تقرير مصيرهم.
ثالثا, على الولايات المتحدة ألا تتهرب من مسؤوليتها عن الفوضى الحالية في ليبيا وتلقي بالعبء على حلفائها الأوروبيين والمجتمع الدولي.
وفي مقابلة نشرتها مجلة ((ذى اتلانتيك)) الشهر الماضي, قال اوباما إن ليبيا اصبحت فوضى. "عندما أعود بالذاكرة وأسال نفسي ما الخطأ الذي حدث, تكون هناك مساحة للنقد لانني كان لدي ثقة اكبر في الاوروبيين ,لقربهم من ليبيا, اعتقدت انهم سيكونون اكثر انخراطا في متابعة الوضع بعد التدخل".
ومن العجيب ان الاوروبيين هم الذين يعانون من الهجمات الارهابية المتكررة ويواجهون ازمة لاجئين وصلت لذروتها.
والقى المتحدث باسم البيت الابيض ايرنست باللوم على المجتمع الدولي لفشله في "متابعة خطة تعويض الفراغ الذي نشأ" في ليبيا.
ان القيادة العظيمة تقوم على ثلاثة ركائز هي القدرة على إدراك الخطأ والرغبة في التعلم منه والحماسة لتغيير المسار اذا اقتضت الضرورة. ويراقب العالم اوباما وينتظر منه اظهار القيادة العظيمة فى المساعدة في حل الأزمة في ليبيا.