واشنطن 11 أبريل 2016 /من غير المرجح أن تشهد العملة الصينية الرنمينبي تراجعا كبيرا هذا العام رغم تباطؤ النمو الاقتصادي وضعف الصادرات، وفقا لما ذكره خبير أمريكي يوم الاثنين.
وقال نيكولاس لاردي، الباحث الرفيع بمعهد بيترسون للعلوم الاقتصادية الدولية والخبير البارز حول الاقتصاد الصيني، في ندوة بشأن الآفاق الاقتصادية العالمية، "لا أعتقد أننا سنشهد خطوة تخفيض كبيرة في قيمة العملة أو انخفاضا كبيرا مدفوعا من السوق هذا العام"، مضيفا " أنني لا أوافق على ما يقال بأن العملة الصينية مبالغ في قيمتها الى حد كبير، ولا أقبل الحجة القائلة بأن الصين فقدت التنافسية".
وقال لاردي إن الصين رفعت بنجاح سلسلة القيمة إلى منتجات قيمة مضافة أعلى وحصتها من الصادرات العالمية واصلت التوسع في السنوات الأخيرة على الرغم من الارتفاع الكبير للرنمينبي.
وقال إن فائض الحساب الجاري للصين كان 300 مليار دولار في العام الماضي، ما يعد الأكبر في العالم من حيث القيمة المطلقة، مشيرا الى أن الصين لم تكن بحاجة الى خفض قيمة عملتها لتعزيز النمو الاقتصادي.
كما فند لاردي المزاعم بأن قوى السوق ستفرض انخفاضا كبيرا في قيمة الرنمينبي لأن احتياطيات الصين من النقد الأجنبي " مبالغ فيها" و"تتراجع بسرعة".
ووفقا له، فإن احتياطيات النقد الأجنبي للصين تراجعت بنحو 513 مليار دولار في عام 2015، أكبر انخفاض سنوي على الإطلاق، لكن نحو ثلث هذا التراجع يعكس تأثير التقييم وليس التدفق الفعلي للاحتياطيات الى الخارج.
وقال لاردي إنه منذ ارتفاع الدولار الأمريكي أمام اليورو والين والعملات الأخرى بداية من أواخر عام 2011، وقيمة الأصول المالية غير الدولارية في الصين في احتياطيات النقد الأجنبي في الصين المقومة بالدولار قد تراجعت.
وأضاف أن هناك جزء كبيرا من الانخفاض في الاحتياطيات يعكس سداد الشركات الصينية للقروض بالعملة الأجنبية، مشيرا الى أن مطالبات عبر الحدود من قبل البنوك الأجنبية من نظيراتها الصينية في الصين تراجعت بنحو 235 مليار دولار لتصل الى 875 مليار دولار بحول نهاية الربع الثالث من عام 2015.
وجادل بقوله " هذا جزء من تدفقات رأس المال، لكنني لا أظن أنه ينبغي أن ينظر إليه كهروب لرأس المال، وبالتأكيد ليس هناك تغيير في الموقع المالي الدولي للصين نتيجة لهذا (التعديل)".
وقال إن " الحجة القائلة بأن الانخفاض في الاحتياطيات يعود الى محاولة المواطنين المذعورين في البر الرئيسي إخراج أموالهم مضللة تماما"، مضيفا " أعتقد أنها تعكس الى حد كبير تصرفات المستثمرين والشركات ردا على تغيير في توقعات سعر الصرف وفروق أسعار الفائدة.
وقال إن احتياطيات الصين من النقد الأجنبي زادت 10.26 مليار دولار لتصل الى 3.21 تريليون دولار في مارس، مسجلة أول زيادة منذ نوفمبر، ما يخفف من حدة القلق من حدوث دوامة انخفاض في تدفقات رأس المال وضعف العملة.
وقالت السلطات الصينية مرارا إنه لا يوجد أساس لخفض لعملتها على نحو مستدام.
ويعتقد المحللون بأن تدفقات رأس المال من الصين من المرجح أن تتباطأ في الأشهر القادمة بعد إشارات على تباطؤ وتيرة رفع سعر الفائدة للاحتياطي الفدرالي الأمريكي هذا العام وإظهار الاقتصاد الصيني علامات الدفء.