الجزائر 29 مارس 2016 / حذر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت اليوم (الثلاثاء) من أن أي تدخل عسكري في ليبيا قد يؤدي إلى الفوضى والسقوط، داعيا إلى استخلاص الدروس من تجربة إسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي بالقوة.
وقال ايرولت في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة بالعاصمة الجزائر إنه "يجب استخلاص الدروس من 2011، لنكن صرحاء، هذا يعني عدم تكرار مبادرات لا تأتي بحلول دائمة".
وأوضح أن تكرار مبادرات لا تأتي بحلول دائمة ستكون نتائجها مدمرة على الشعب الليبي.
وقال "على العكس ستؤدي (المبادرات العسكرية) فيما بعد إلى حالة من السقوط والفوضى والتي ستضر بالشعب الليبي".
من جهته، جدد لعمامرة دعم الجزائر لمسار الأمم المتحدة من أجل تسوية الأزمة الليبية وضمان وحدة هذا البلد الوطنية والترابية.
وقال الوزير الجزائري إنه "يجب على الليبيين أن يعملوا معا ويقدموا إسهامهم من أجل إخراج البلد من هذا الوضع غير المقبول إطلاقا كما يتعلق الأمر بالنسبة لليبيين بتحمل مسؤولياتهم والتكفل بمصيرهم".
وبشأن الوضع في مالي، أكد لعمامرة على أهمية استمرار الجزائر وفرنسا في العمل معا من أجل "مساعدة الماليين على الوفاء بالوعود المتضمنة في اتفاق السلام والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر".
وحول العلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا، قال لعمامرة إن زيارة ايرولت إلى الجزائر تأتي "في الوقت المناسب" وتندرج في إطار التحضير لاجتماع اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-الفرنسية رفيعة المستوى.
واعتبر أن "الحوار بين الجزائر وفرنسا ثري ومفيد ومستمر".
وفي موضوع آخر ، رأى لعمامرة ان ظاهرة معاداة الإسلام في الغرب هي من أكبر العوامل التي تؤدي إلى التطرف، معتبرا أن استئصال التطرف يقتضي القضاء على الإسلاموفوبيا.
وأوضح لعمامرة أن "معاداة الإسلام تعد أرضية خصبة للتطرف ينبغي العمل على إقصائها مهما كلف الأمر".
وأكد وزير الخارجية الجزائري استعداد بلاده للعمل مع كل "النوايا الحسنة في أوروبا" من أجل مكافحة هذه الآفة.
وشدد لعمامرة على أن بلاده "ستواصل مكافحتها للإرهاب مع جعل كل بلد يخوض معركة مكافحة الإرهاب خاصة في إفريقيا يستفيد من تجربتها".
وبشأن ما إذا كانت الحكومة الجزائرية تعتزم تقديم توصيات للمسافرين الجزائريين في ظل تصاعد موجة الاعتداءات الإرهابية عبر العالم قال لعمامرة إن الجزائر "تحترم الحريات الفردية وتدعم الجزائريين حيثما كانوا ومصالحنا القنصلية في خدمتهم" ولكن "إذا اقتضت الضرورة مستقبلا فإن الوزارة قد تضطر إلى تقديم مثل هذه التوصيات".
وبدأ وزير الخارجية الفرنسي اليوم زيارة رسمية إلى الجزائر يبحث خلالها التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية والدولية.