الدوحة 29 مارس 2016/ وقعت قطر اليوم (الثلاثاء) مذكرة تفاهم مع فرنسا لشراء 24 طائرة مقاتلة من طراز (رافال) متعددة المهام بقيمة 6.7 مليار يورو، فيما أكدت أن مشروع إنتاج طائرة بدون طيارة الذي تقيمه بالتعاون مع ألمانيا وصل إلى مراحل متقدمة.
وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا) اليوم إن الدوحة وقعت مذكرة تفاهم مع الجمهورية الفرنسية لشراء 24 طائرة من نوع "رافال" متعددة المهام والمصنعة بواسطة شركة (داسو) بقيمة 6.7 مليار يورو.
وأضافت أن المذكرة وقعها عن الجانب القطري وزير الدولة لشؤون الدفاع خالد بن محمد العطية ووزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان على هامش النسخة الخامسة من معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري "ديمدكس 2016 "، الذي بدأ اليوم بالدوحة، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
غير أن موقع (ديفينس نيوز) الأمريكي للمعلومات العسكرية ذكر أن المذكرة التي وقعها الطرفان اليوم هي مذكرة تفاهم نهائية لاستكمال صفقة شراء 24 مقاتلة رافال كان الجانبان قد وقعاها في مايو العام الماضي أثناء زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للدوحة.
وأضاف أنه أفيد سابقا أن قيمة الصفقة 6.3 مليار يورو لكن اليوم أعلن أن القيمة هي 6.7 مليار يورو أي مايعادل 7.5 مليار دولار أمريكي، مشيرا إلى أن قطر قدمت دفعة أولى من القيمة في ديسمبر العام الفائت ما جعل العقد ساري المفعول.
وتشمل الصفقة صواريخ (إم بي دي أيه)، وتدريب 36 طيارا قطريا ونحو 100 مهندس ميكانيكي، بحسب الموقع.
وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أثناء التوقيع اليوم إنه " في العام 2015 اتخذت قطر قرار شراء رافال الفرنسية وجرى التوقيع في وقت سابق لبلورة المبادرة التي اتخذتها السلطات القطرية في مايو الماضي ، لذلك فعلاقتنا جيدة".
وتابع "أود أن أضيف أن علاقاتنا مع قطر عالمية ما يعني أننا نتشارك التبادلات الاستراتيجية والمعلومات بشأن الوضع في الشرق الأوسط، لدينا علاقة قوية ووجهات نظر مشتركة إلى حد كبير"،مشددا على أن بيع الطائرات المقاتلة لقطر يأتي من قبيل مساعدتها في حماية نفسها.
وذكر لودريان أن حكومته تقدم قدرات وأنظمة إضافية للقطريين، موضحا أن المؤتمر "يسمح برؤية ما يمكن لفرنسا أن تقدمه من حيث المعدات والقدرات، مع مختلف الشركات الموجودة هنا، بما في ذلك مجال الطائرات المروحية والمجال البحري، هناك مباحثات جارية في موضوعات عدة وهي سرية وصريحة".
على صعيد متصل، قال العطية إن مشروع إنتاج طائرة بدون طيار الذي تقيمه دولة قطر بالتعاون مع الجانب الألماني وصل إلى مراحل متقدمة، مضيفا "ان شاء الله ستجدون طائرة قطرية في سماء الدوحة العام المقبل".
وأكد العطية في تصريحات صحفية على هامش (ديمدكس) أن تطوير القوات المسلحة القطرية لن يقف، وأن العمل المشترك والتكامل في منظومات الدفاع بالمنطقة لمواجهة المخاطر بشكل جماعي هو توجه الدولة الحالي.
وأشار إلى أن وجود معرض (ديمدكس) في الدوحة فرصة للإطلاع على آخر التقنيات الحديثة في المجال العسكري سواء في مجال الدفاع أو في مجال القوات البحرية.
من جانبه، قال قائد القوات الجوية الأميرية القطرية اللواء الركن طيار مبارك بن محمد الكميت الخيارين في تصريحات إن المعرض يشهد تقدما كبيرا من نسخة إلى أخرى مع زيادة عدد الحاضرين بشكل كبير كما أن نوعيات التكنولوجيا المقدمة تتطور عاما بعد الآخر وهناك الكثير من المعدات المتقدمة التي تقتنيها القوات المسلحة القطرية.
وأفاد الخيارين بانضمام منظومة من صواريخ باتريوت لتأمين الدفاعات القطرية إضافة إلى طائرات الدعم البحري والنقل الجوي، مشددا على تسخير كل الإمكانيات الجوية لدعم القطاع البحري في الدولة بشكل عام.
ولفت إلى أن هناك شراكات واتفاقات مع العديد من الدول في مجال صناعة الآليات والدبابات والمدرعات العسكرية وأن القوات الجوية تعتزم إجراء بعض الصفقات التي يجري الاتفاق عليها خلال نسخة هذا العام من المعرض.
وانطلق اليوم معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري ( ديمدكس 2016 ) برعاية أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وهو الحدث الذي تنظمه القوات المسلحة القطرية مرة كل عامين.
ويشارك في المعرض الذي يستمر في الفترة من 29 إلى 31 مارس الجاري، عدد من وزراء الدفاع ورؤساء الأركان من مختلف دول العالم مع أكثر من 9 آلاف زائر في المجال البحري والدفاع والأمن والتصنيع الحربي ينتمون لنحو 60 دولة.
ويعد (ديمدكس 2016) أكبر معرض ومؤتمر متخصص في مجال الأمن والدفاع البحري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث يقام هذا العام على مساحة 25 ألف متر مربع ويشهد مشاركة 180 شركة محلية وعالمية تعرض أحدث تقنيات مواجهة التحديات الأمنية البحرية في القرن الـ21.
وتنظم القوات المسلحة القطرية على هامش المعرض مؤتمر قادة البحريات في الشرق الأوسط والذي يفتتح غدا الأربعاء ويناقش موضوع المسرح والمجال البحري ودوره كمركز ثقل للأمن الإقليمي للخليج العربي.
ووصلت ثماني سفن حربية من القوات البحرية من فرنسا والهند وإيطاليا والمغرب وباكستان وبريطانيا والولايات المتحدة إلى ميناء الدوحة التجاري أمس للمشاركة في فعاليات هذا الحدث، وشملت السفن مدمرة وفرقاطات ومحطة النقل البرمائية