نيويورك 28 مارس 2016 / قال خبير نووي أمريكي أن الصين لعبت دورا مهما في التعاون الدولي في الأمن النووي.
وقال هوي تشانغ، الباحث البارز بمركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية بجامعة هارفارد، في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة ((شينخوا))، إن "الصين أحرزت تقدما كبيرا في نظامها الخاص بالأمن النووي وقدمت مساهمات كبيرة للأمن النووي العالمي".
وجاءت تصريحات تشانغ قبيل قمة الأمن النووي الرابعة التي من المقرر أن تعقد في واشنطن يومي 31 مارس وأول أبريل.
وأشار تشانغ إلى أن القادة الصينيين أظهروا من خلال مشاركاتهم النشطة في القمة إدراكا قويا بأهمية التعاون في الأمن النووي بين الدول.
وأوضح أن "الرئيس الصيني شي جين بينغ أكد في قمة الأمن النووي في عام 2014 أن تعزيز التعاون من جانب دولة ما في الأمن النووي يفيد كافة الدول".
وقال إنه كما أشار شي "كمية المياة التي يستوعبها الدلو تحدد بأقصر لوح خشبي. وفقدان مادة نووية في دولة واحدة يمكن أن يشكل تهديدا للعالم بأكمله".
وبدأت أول قمة للأمن النووي بمبادرة من الرئيس الأمريكي باراك اوباما في واشنطن عام 2010 بهدف منع الإرهاب النووي في جميع أنحاء العالم وتُبعت بقمتين إضافيتين في سول بكوريا الجنوبية عام 2012 وفي لاهاي بهولندا عام 2014.
وتعهد شي في قمة لاهاي بأن تحسن الصين بدأب قدراتها من ناحية الأمن النووي وتسهم في إقامة نظام أمن نووي دولي وتدعم التعاون الدولي وتحافظ على السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
وأشار تشانغ إلى أن الانجازات الكبيرة التي حققتها الصين في الأمن النووي خلال السنوات القليلة الماضية تطابقت مع وعود الرئيس الصيني.
وقال تشانغ الذي يعمل حاليا في مشروع بشأن إدارة الذرة في هارفارد أن الصين أسست " نهجا أمنيا مبنيا على تصميم أساس التهديد" و" تطبيق المفاهيم الحديثة للحماية المادية على اساس أساليب هندسة النظم لتحليل نقاط الضعف وتصميم الدفاعات للتصدي لها".
كما أسست الدولة استخدام الحماية المادية الحديثة والسيطرة على المواد وتقنيات المحاسبة المادية وكذا متطلبات تقييمات التأثر العميقة للأنظمة الأمنية، وفقا للخبير.
وفي وقت سابق من هذا العام، أصدرت الصين ورقتها البيضاء الأولي بشأن الاستعداد للطوارئ النووية، تضمنت سياسات وإجراءات مفصلة فيما يتعلق بالجاهزية للطوارئ النووية وجسدت "نهجا رشيدا ومنسقا ومتوازنا" في الأمن النووي.
كما عززت تعاونها في الأمن النووي بشكل كبير في العقد الماضي مع القوى الكبرى، وفقا لتشانغ.
وأكد الخبير على التعاون الصيني-الأمريكي على الأخص، قائلا انه يتضمن" ورش عمل للتدريب والنقاش المعمق بشأن كل شئ من الأساليب الى تصميم أنظمة الحماية المادية إلى خطوات تعزيز الثقافة الأمنية والتعاون في بناء مركز الامتياز بشأن الأمن النووي".
وتقول الوثائق الرسمية إن مركز الامتياز الصيني -الأمريكي الذي بدأ انشائه في 2013 سيكون أكبر مركز للتبادل والتدريب والعرض الدولي بشأن الأمن النووي في منطقة آسيا-الباسيفيك عندما يكتمل هذا العام.
وفيما يتعلق بالمستقبل، قال تشانغ أن مثل هذا التعاون الثنائي " يجب أن يستمر ويصبح أقوى" في ضوء أن العالم لا يزال مسكونا بشبح الانتشار النووي وحتى الإرهاب النووي.
وتظهر أرقام الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن أكثر من 100 حالة فقدان أو سرقة لمواد مشعة يتم الإبلاغ عنها كل عام.
ويعتقد تشانغ أن الصين يمكن أن تتحمل مسؤولية أكبر في الأمن النووي العالمي في ضوء قدراتها المتزايدة في هذا المجال.
وقال "من المهم للصين أن تحافظ على التعاون العالمي في الأمن النووي وتعزيزه أيضا. على سبيل المثال، الصين والولايات المتحدة بقدرتهما إطلاق مناقشة عميقة وإجراء أفضل التبادلات بشأن كيفية تعزيز الاطمئنان الدولي حيال شروط الأمن النووي".
وأتم بقوله "يمكن للبلدين أيضا إجراء تدريبات مشتركة لتعزيز الاستجابة المنسقة في حالة حدوث إرهاب نووي أو تهريب مواد نووية".