الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: دبلوماسية إيران المكثفة تعزز مكانتها إقليميا ودوليا وسط خلافاتها مع السعودية

2016:03:28.16:06    حجم الخط    اطبع

بقلم هاشم وانغ

بكين 28 مارس 2016 / منذ توليه منصبه، يقود الرئيس حسن روحاني إيران جاهدا في سبيل رفع مكانتها. وقد استطاعت إيران بفضل دبلوماسيتها النشطة أن تتحرر من القيود عقب توصلها إلى اتفاق نووي مع القوى الكبرى وترفع نفسها إلى مصاف اللاعبين الرئيسيين على الساحتين الإقليمية والدولية.

إقليميا، إزداد التأثير الإيراني بفضل جهودها الدبلوماسية المكثفة، وباتت علاقات إيران لا تقتصر على حلفاء تقليديين مثل العراق وسوريا وحزب الله اللبناني، بل طورت أيضا علاقاتها مع قوى أخرى مثل تركيا وباكستان، حليفتا السعودية، القوة الإقليمية التقليدية في المنطقة.

ووصل روحاني إلى باكستان في 25 من الشهر الجاري، في أول زيارة له لهذه الدولة منذ توليه منصبه عام 2013، وعرض خلال زيارته التعاون مع إسلام أباد في قطاعي النفط والغاز. وأعلنت إيران وتركيا، اللتان تتبنيان مواقف متباينة إزاء بعض قضايا المنطقة مثل الأزمة السورية، في أوائل مارس سعيهما لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

علاوة على ذلك، حافظت إيران على علاقات قوية مع العراق منذ الحرب عام 2003. وكثفت تبادلاتها مع حزب الله اللبناني. وبعد اندلاع الأزمة السورية، قدمت طهران الدعم اللامحدود لدمشق. وحققت القضية السورية، بمساعدة إيران والجهود الدولية، اختراقا هاما وتتجه الآن إلى الحل السياسي.

ونُظر للاجتماعات التي جمعت كبار المسؤولين من إيران وروسيا في فبراير الماضي لبحث الأزمة السورية وما تبعها من انفراجة في الحل السياسي، كدليل على إزدياد الدور الإيراني في الأزمة السورية.

وأسهمت استراتيجية التوجه إلى آسيا -الباسيفيك الأمريكية بعد تولي أوباما منصب الرئاسة في توسيع التأثير الإيراني في المنطقة، وتجلى ذلك في بعض القضايا الإقليمية مثل العراق ولبنان واليمن وسوريا بعد الاضطرابات التي شهدتها بعض الدول العربية عام 2011.

ودوليا، حققت إيران انتصارا استراتيجيا هاما، بتوصلها مع مجموعة "5+1" التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا إلى اتفاق نووي شامل في 14 يوليو 2015. وأتاح الاتفاق تخفيفا تدريجيا للعقوبات المفروضة على إيران في مقابل فرض قيود على برامجها النووي المثير للجدل.

كما فتح هذا الاتفاق التاريخي بابا كان مغلقا لتحسين العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، ما سيسهم في تحقيق طموح إيران في أن تصبح شريكا طبيعيا للولايات المتحدة في المجالات المختلفة ولا سيما السياسية والاقتصادية. وسيسمح رفع العقوبات على القطاعين المالي والاقتصادي لإيران بتوسيع تجارتها الخارجية وحركة رؤوس الأموال والأهم رفع انتاجها من النفط وبالتالي زيادة إيراداتها من العملة الصعبة.

وتمتلك إيران ثاني أكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي في العالم، ورابع أكبر احتياطيات من النفط في العالم، ولديها موارد بشرية وفيرة وقدرة صناعية كبيرة. وحسبما ذكر مسؤول كبير إيراني، فإنه من المتوقع مع الرفع التدريجي للعقوبات أن ينمو الاقتصاد الإيراني بنسبة أكثر من 5 في المائة في العام الجاري، وقد يبلغ معدل النمو في السنوات الخمس المقبلة 8 في المائة.

وفي سياق التوجه الدولي لإيران للتصالح والتقارب مع العالم، زار روحاني أوروبا في أواخر يناير وأسهمت زيارته في تحسين العلاقات الإيرانية - الأوروبية. ووقعت طهران خلالها مع باريس وروما سلسلة من اتفاقيات التعاون التاريخية.

ومع الصين، حافظت إيران على علاقاتها التاريخية وصداقتها الطويلة منذ زمن بعيد. وقام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة إلى إيران في يناير العام الجاري، كانت أول زيارة لرئيس صيني إلى الجمهورية الإسلامية منذ 14 عاما، رفع خلالها مستوى العلاقات الثنائية إلى شراكة إستراتيجية شاملة.

وتعد الصين أكبر شريك تجاري لإيران على مدار ستة أعوام متتالية، مع إجمالي حجم تبادل تجاري بلغ حوالي 52 مليار دولار أمريكي في عام 2014. وتعتبر الصين أيضا أكبر مستهلك لصادرات النفط الإيرانية، وما زالت هناك إمكانيات هائلة للنمو يمكن استغلالها بما يصب في مصلحة البلدين والشعبين.

ومع ازدياد التأثير الدولي الملحوظ لإيران وما تتمتع من إمكانيات اقتصادية ضخمة، أعرب زعماء دول مثل ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية عن رغبتهم في زيارة إيران.

وأضفي تصاعد الإرهاب في المنطقة والعالم في الأونة الأخيرة أهمية الى الدور الإيراني وباتت العديد من الدول تعول علي دورها الفعال في القضاء على الإرهاب الذي أصبحت مكافحته مهمة رئيسية للعالم كله وسبق أن أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن إيران يمكن أن تلعب دورا في مكافحة تنظيم الدولة.

وبينما كانت الدبلوماسية الإيرانية تحقق نجاحا تلو الآخر على أكثر من ساحة، شهدت العلاقات الإيرانية - السعودية انتكاسة كبيرة في 3 يناير إنتهت إلى قرار السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران أثر اقتحام سفارتها في طهران احتجاجا على إعدام رجل دين شيعي. واتهمت الرياض طهران بدعم مسلحي الحوثي في اليمن. وزاد من مخاوفها التوصل الى الاتفاق النووي الذي رأته الرياض يمنح إيران الفرصة لتطوير قدراتها النووية.

وتزامن التدهور الحاد في العلاقات الإيرانية -السعودية مع تصاعد ملحوظ في تهديد تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من الجماعات الإرهابية في المنطقة والعالم، الأمر الذي أضفى المزيد من التعقيد على جهود جلب السلام والاستقرار إلى المنطقة وجهود حل الأزمات المستفحلة في بؤرة المواجهات بين البلدين في سوريا واليمن وغيرها.

ورغم ما شهدته الأزمة السورية من انفراجة مؤخرا بعد اتفاق وقف العداءات بين روسيا والولايات المتحدة ودفع مفاوضات السلام في جنيف، إلا أنه من المحزن أن النزاع القائم بين السعودية وإيران قد يتطور، ويعني مغزى هذا السيناريو استمرار عدم الاستقرار الإقليمي ، وبروز صعوبات جديدة في طريق تسوية النزاعات ووقف الحرب في سوريا واليمن.

وبينما يتطلع المجتمع الدولي إلى وضع حد لتلك النزاعات وسط تداعيات قاتمة، يتطلع المتفائلون إلى بذل جهود حثيثة من جانب الدبلوماسية في البلدين الإسلاميين لرأب الصدع ومعالجة الخلافات التي يصب استمرارها في مصلحة أطراف ثالثة تستغل هذه الفرص الثمينة لسكب المزيد من الزيت وزرع بذور الشقاق بين فرعي الأمة الإسلامية .

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×