بكين 27 مارس 2016 / سيقوم الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة دولة لجمهورية التشيك خلال الفترة من 28 الى 30 مارس.
وستكون زيارة شي لجمهورية التشيك أول زيارة دولة يقوم بها رئيس صيني خلال 67 عاما منذ ان أسس البلدان العلاقات الدبلوماسية, وأول زيارة يقوم بها لوسط وشرق أوروبا كرئيس دولة وأول رحلة يقوم بها لأوروبا هذا العام.
وتمثل هذه الزيارة خطوة دبلوماسية هامة نحو أوروبا وتبرهن ايضا على أهمية البلاد كشريك أساسي في التعاون بالنسبة للصين في منطقة وسط وشرق أوروبا.
ــ خطوة دبلوماسية هامة
وباعتبارها دولة رئيسية ليست فقط في منطقة وسط وشرق أوروبا، بل وايضا في الاتحاد الاوروبي، تمتلك جمهورية التشيك وضعا جيوسياسيا فريدا.
وتلعب الدولة الحبيسة التي تحدها بولندا من الشمال والمانيا من الغرب دور "الجسر" بين شرق أوروبا وغرب اوروبا جغرافيا وسياسيا.
وتتولى جمهورية التشيك رئاسة مجموعة فيسيجراد, الى جانب عضويتها فى حلف الناتو وانتمائها ايضا لمنطقة شينجين .
وبالنظر الى مزاياها الجغرافية وتأثيرها على دول وسط وشرق أوروبا، من الممكن ان تقوم البلاد بدور حيوي وإيجابي وفقا لاطار عمل التعاون بين الصين ووسط وشرق أوروبا-- ما يسمى بآلية "16+1" وأيضا فى اطار عمل التعاون بين الصين والاتحاد الاوروبي الاوسع.
وستجلب زيارة شي القادمة مستقبلا اكثر إشراقا لتنمية العلاقات الودية بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا واوروبا كلها.
ومن المتوقع ان تدعم زيارته اندماج استراتيجيات التنمية الكبيرة للصين واوروبا وتوسيع التعاون بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا, وفقا لمحللين.
ووصف العديد هذه الزيارة بانها تعد حدثا هاما في تاريخ التبادلات الدبلوماسية بين الصين والتشيك, وستؤدى الى بداية مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية التي ستشهد تنمية سريعة للتعاون المتبادل النفع بينهما في مجالات مختلفة.
ــ دولة رئيسية على طريق "الحزام والطريق".
وتعد جمهورية التشيك واحدة من اهم الكيانات الاقتصادية المتقدمة والتي تتمتع بالرخاء بين دول وسط وشرق اوروبا الـ16 حيث تمتلك موارد صناعية غنية ويبلغ إجمالي الناتج المحلي للفرد حوالي 20 ألف دولار امريكي.
ونمت العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين بسرعة خلال الاعوام القليلة الماضية. واصبحت جمهورية التشيك حتى الان ثانى اكبر شريك اقتصادي للصين في منطقة وسط وشرق اوروبا، واصبحت الصين ثاني اكبر شريك تجاري لجمهورية التشيك في العالم, بعد الاتحاد الاوروبي فقط. ووصل حجم التجارة بينهما في العام الماضي إلى 11 مليار دولار أمريكي.
وكرست الدولة التي تقع عند ملتقى الطرق على طول طريق "الحزام والطريق" جهودها في تحويل نفسها إلى مركز للنقل واللوجستيات يربط وسط أوروبا بشرق وجنوب شرق أوروبا.
ووقعت الصين وجمهورية التشيك مذكرة تفاهم في شهر نوفمبر الماضي حول بناء مبادرة "الحزام والطريق" التي اقترحتها الصين في اجتماع القادة الرابع للصين ودول وسط وشرق أوروبا في مدينة سوتشو بشرق الصين. وهذه هي اول مذكرة تفاهم توقعها الصين ودولة في وسط وشرق اوروبا حول المبادرة.
واعرب رئيس وزراء التشيك بوهيسلاف سوبوتكا في مناسبات عديدة عن حماسه القوي واستعداده للقيام بدور في مبادرة "الحزام والطريق" ويأمل ان تصبح جمهورية التشيك نموذجا للتعاون بين الصين ومنطقة وسط وشرق أوروبا.
وأعرب سوبوتكا ايضا عن أمله في ان تصبح جمهورية التشيك مركزا اقليميا للتعاون المالي.
وفى الوقت نفسه اظهر الجانبان استعدادهما القوي لتوسيع التعاون في تنسيق استراتيجيات التنمية الخاصة بالبلدين في قطاعات من بينها التصنيع والطاقة النووية والتمويل والملاحة وتكنولوجيا النانو والبيولوجيا وناقشا مستقبل التعاون في مشاريع البنية الاساسية ومن بينها بناء سكك حديدة عالية السرعة وطرق وجسور.
وفى اطار مبادرة "الحزام والطريق" فان التعاون متعدد الاطراف بين البلدين يتمتع بإمكانات كبيرة وأمامه آفاق واعدة للغاية.