تقرير إخباري: هجمات دامية تضرب قلب أوروبا

بروكسل 22 مارس 2016/ شهد قلب أوروبا --بروكسل المدينة التي تتباهي بأنها عاصمة الاتحاد الأوروبي-- يوما مأساويا. وتعرضت العاصمة البلجيكية لسلسلة من التفجيرات الدموية تبناها تنظيم الدولة الإسلامية صباح الثلاثاء استهدفت مطارها ومحطة مترو قريبة من مؤسسات الاتحاد الأوروبي، أودت بحياة 43 قتيلا على الأقل وإصابة نحو 200.

-- ثلاثة انفجارات

ووقع انفجاران في صالة المغادرة بمطار بروكسل حوالي الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (0700 بتوقيت غرينتش)، مخلفان 14 قتيلا على الأقل. وعثر على قنبلة أخرى لم تنفجر خلال عملية بحث بالصالة قي وقت لاحق من اليوم.

وقال زاخ موزن، مواطن بليجكي، لوكالة ((شينخوا)) " كانت هناك قنبلة صغيرة ثم قنبلة كبيرة"، مشيرا إلى أن قوات الشرطة ورجال أمن المطار استغرقوا ما يقرب من 30 دقيقة لتمشيط وإخلاء المطار مبدئيا. وأضاف "عندما خرجنا... كانت الدماء في كل مكان".

وأعلن سريعا إغلاق مطار بروكسل، حيث توقفت الطائرات وجرت عمليات إجلاء الركاب. كما أعلنت بعض الدول إلغاء رحلاتها الى بروكسل.

وقال المدعي الاتحادي البلجيكي إن الانفجارات التي ضربت المطار على الأرجح هجمات انتحارية.

وفتح المهاجمون النار داخل المطار قبل قيام عدد منهم بتفجير أنفسهم بواسطة أحزمة ناسفة، على ما ذكر تنظيم الدولة الإسلامية في بيان.

وبعد حوالي ساعة من انفجاري المطار، وقع انفجار أخر بمحطة مترو ماليبيك التي لا تبعد كثيرا عن مقر الاتحاد الأوروبي.

وقالت هان شوانغ، مقيمة بلجيكية، إن " قطار المترو الذي كان تستقله وقف في منتصف الطريق بينما كان متوجها من محطة ارتس-لوي الى ماليبيك حوالي الساعة 9:10 صباحا. تم إخلاء الركاب من القطار المتوقف وسلكوا طريقهم وسط ظلام دامس سيرا على الأقدام باتجاه ارتس- لوي للخروج من المحطة"، مضيفة أنه اشتمت رائحة قوية لمواد مشتعلة.

وقالت هان أيضا " رأيت شخصا ممدا على الأرض مغطى بغطاء أصفر بينما كنت أسير بمحاذاة محطة ماليبيك". وأضافت " كان الأمر مروعا".

وقتل 20 شخصا على الأقل في هجوم المترو وأصيب 106 آخرون ذكرت تقارير أن 17 منهم حالتهم حرجة.

وأعلن وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون الحداد الوطني لمدة 3 أيام.

ووصف رئيس الوزراء شارلز ميشيل ما جرى بأنه " يوم أسود" لبلاده.

--أوروبا ترفع الانذار

وتأتي هجمات بروكسل بعد 4 أشهر من حمام الدم الذي شهدته العاصمة الفرنسية باريس، حيث اقتحم إرهابيون عدة أماكن بالمدينة وقتلوا 130 شخصا. وأكتشف في وقت لاحق أن بروكسل كانت على صلة كبيرة بالهجمات حيث استخدمها الإرهابيون كمخبأ لهم. وألقي القبض على المطلوب الأول والمشتبه بتورطة بهجمات باريس صلاح عبد السلام في بروكسل يوم الجمعة.

وتظهر هجمات الثلاثاء مرة أخرى الوضع الأمني الذي لا يزال خطيرا في أوروبا.

وفي أعقاب الهجمات، رفعت بروكسل صباح الثلاثاء الإنذار إلى المستوى 4، أقصى مستوي تحذيرمن التهديدات الإرهابية ، من المستوى 3 السابق. كما ألغت مؤسسات الاتحاد الأوروبي معظم الاجتماعات والزيارات المقررة اليوم (الأربعاء). كما تم إجلاء محطة للطاقة النووية في تيهينج بجنوب بلجيكا كإجراء احترازي.

وأصدرت الشرطة البلجيكية صورة مساء الثلاثاء لرجل يرتدي جاكت أبيض وتي شيرت أبيض وقبعة سوداء يدفع عربة أمتعة بالمطار، يشتبه بتورطه في الهجوم على مطار بروكسل.

ومع استمرار عمليات المداهمة والتمشيط، عثر على عبوة ناسفة ومواد كيمائية وراية لتنظيم الدولة الإسلامية في عنوان داهمته الشرطة بحي تشايربيك، وفقا لما ذكره المدعي الاتحادي البلجيكي مساء الثلاثاء.

وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روت إن هجمات بروكسل "مرعبة وجبانة... لقد ضربت قلب بروكسل. قلب بلجيكا. قلب أوروبا".

ورأس الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند اجتماعا أمنيا طارئا في أعقاب الهجمات. وقام بزيارة لسفارة بلجيكا في باريس وأعلن أن بلاده ستنكس الأعلام، ودعا الى جبهة موحدة للانتصار في الحرب على الإرهاب.

وقال أولاند " إننا نواجه تهديداعالميا، لذلك نحتاج الى استجابة عالمية. الحرب ضد الإرهاب يجب أن تتم فى كل أوروبا وبوسائل ضرورية."

--تشديد التدابير الأمنية

وشددت الدول الأوروبية إجراءاتها الأمنية بينما تحث على التضامن في مواجهة الإرهاب.

وفي باريس، تم تكثيف الدوريات الأمنية بالمطارين الرئيسيين بالعاصمة الفرنسية. وتم نشر المزيد من قوات الشرطة لمراقبة القطارات القادمة من بلجيكا.

وفي هولندا، الجارة الشمالية لبلجيكا، عززت الشرطة إجراءات المراقبة والاستطلاع للمواقف المثيرة للشبهات في جميع أنحاء البلاد. وجرى تعزيز قوات الأمن في محطات القطار في المدن الأربع الرئيسية ومحطات القطار الأخرى المرتبطة بالحركة الدولية.

كما أدخلت إجراءات جديدة لمراقبة الحدود الجنوبية الهولندية وأوقفت القطارات من وإلى بروكسل. وعلق المسافرون إلى بلجيكا في محطات القطار بالمدن القريبة من الحدود البلجيكية.

وفي ألمانيا، شددت السلطة الأمن على الحدود مع بلجيكا وفرنسا وهولندا ولوكسمبورغ وكذا المطارات الألمانية ومحطات القطار.

كما شُددت الإجراءات الأمنية في بريطانيا والدنمارك والنرويج وفنلندا وإيطاليا واليونان وبولندا وسلوفاكيا وكرواتيا ورومانيا وبلغاريا والتشيك ...إلخ.

كما أدت الهجمات الى تشديد الأمن في بقاع أخرى من العالم. وعززت نيويورك وجود الشرطة وقوات مكافحة الإرهاب في شبكة المترو ومحاور النقل العام الأخرى. وأمر الرئيس الفلبيني بمراجعة الإجراءات الأمنية في المطارات ووسائل النقل العام الأخرى لمنع أي هجمات إرهابية محتملة.