لطالما عانت دولة جيبوتي من قسوة الظروف الطبيعية وندرة الموارد الاقتصادية. لكن منذ عام 1979، تاريخ تأسيس العلاقات الدبلوماسية مع الصين، أخذ التبادل الثنائي بين الدولتين يشهد تكثفا تدريجيا، وبدأت الشركات الصينية تتوافذ بأعداد متزايدة على هذه البلد الصغير الواقع في القرن الافريقي لتلعب دورا لا يستهان به في تنمية البلاد.
في هذه القرية الصغيرة التي لا تبعد عن عاصمة البلاد إلا 35 كيلومترا فقط، يواظب جمال كل صباح على جلب مياه الشرب على ظهر حماره من محطة المياه التي تبعد مسافة سير تتجاوز نصف الساعة. في الواقع هذا النشاط الصباحي هو أول نشاط يستهل به الأهالي في هذه المنطقة كل يوم جديد.
تعاني جيبوتي من نقص مياه الشرب منذ زمن بعيد، ولحل هذه المشكلة، أنشأت الحكومة الجيبوتية محطات مياه مثل هذه في كافة أنحاء البلاد لتمكين المواطنين من التزود بالماء الصالح للشراب.
وفق زوجة جمال، هناك شركة صينية تعمل حاليا على مشروع توفير الماء في هذه المنطقة. وحسب ما يروج من أخبار فبعد استكمال هذا المشروع، سوف تصل أنابيب خط المياه إلى القرية، وهو ما يعني عدم حاجة القرويين لجلب الماء من مكان بعيد.
داري، القروية:" هذا المشروع مشروع جيد بالنسبة لنا. فالماء شيء مهم يخص كل جوانب الحياة. نحن نحتاج إلى شرب الماء، وكذلك مواشينا. نشكر الشركة الصينية على إنشائها هذا المشروع."
داري حدثتنا عن مشروع توصيل المياه من أثيوبيا إلى جيبوتي الذي تنفذه في الوقت الراهن شركة صينية. المشروع هو الأكبر من نوعه في القارة الافريقية وقد انطلق في أبريل عام 2014 ومن المقرر أن يستكمل في يونيو من السنة المقبلة.
يتمثل المشروع في توصيل مياه الآبار في أثيوبيا إلى جيبوتي عبر الأنابيب. ومن المتوقع أن يوفر مقدار مئة ألف متر مكعب من مياه الشرب النقية لأكثر من ثلثي المواطنين الجيبوتيين بشكل يومي حال الانتهاء منه.
مع العلم أن المشروع بالكامل موكل للشركة الصينية، فهي المسؤولة عن التمويل والتصميم والتخطيط والتنفيذ، وقد لقيت إلى حد الساعة كل الاستحسان والتقدير من قبل المحليين.
محمد، المدير العام لمصلحة الري الجيبوتية:" هذا المشروع مشروع مهم جدا بالنسبة لكل جيبوتيين. ونتمنى أن يتم الانتهاء منه في أسرع وقت ممكن. إن الشركات الصينية لا تأتي إلى جيبوتي من أجل الحصول على الأرباح فقط، بل هي تتعامل مع متطلباتنا بشكل جدي. نحن راضون عن التعاون مع الشركات الصينية. وعندما تواجهها أي مشكلة، نساعدها على حلها. وعندما تواجهنا أي مشكلة، تساعدنا هي أيضا. لا اجد غير التعبير عن الثناء لهذه الشركات الصينية."
هذا المشروع ليس إلا مثالا صغيرا عن مشاريع كثيرة نفذتها الشركات الصينية في جيبوتي خلال العقود الثلاثة الماضية. فمن خطوط السكك الحديدية إلى أحواض السفن وحتى الموانئ، تشارك الشركات الصينية في كل مجالات بناء البنية التحتية في هذا البلد الأفريقي الصغير، حتى أصبحت عبارة " الشركات الصينية" عبارة شائعة في جيبوتي.
محمد:" هناك كثير من الشركات الصينية تنشط حاليا في جيبوتي. والشركة المسؤولة عن تنفيذ مشروع بناء خط السكة الحديدية بين أثيوبيا وجيبوتي هي شركة كبيرة ذات إمكانيات عالية. زرت مرة موقع البناء وشعرت بمدى مهنيتها وتخصصها في هذا المجال، إنها تملك خبرة وافرة."
صاعد، المدير العام لميناء جيبوتي:" حاليا في جيبوتي، هناك أربعة موانئ تحت الإنشاء. كل الشركات المسؤولة عن تنفيذ هذه المشاريع صينية. وكلها تملك قدرة تنافسية عالية. كذلك هي رائدة في مجالها مقارنة مع شركات أجنبية أخرى."