رام الله 13 مارس 2016 / احتفى الفلسطينيون بفوز المعلمة الفلسطينية حنان الحروب اليوم (الأحد)، بالمركز الأول في جائزة "أفضل معلم في العالم" التي تنظمها مؤسسة "فاركي" التعليمية الخيرية.
وتجمع مئات الفلسطينيين في مدينة رام الله بالضفة الغربية خلف شاشة ضخمة لمتابعة مراسم إعلان الجائزة خلال احتفال أقيم بهذا المناسبة في مدينة دبي الإماراتية.
وتعالت صيحات الفرح فور إعلان فوز الحروب بالجائزة بعد أن تنافست في المرحلة النهائية مع عشرة معلمين وصلوا للقائمة النهائية بعد تصفية 8 آلاف مرشح من 148 دولة.
ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله فوز المعلمة الحروب بأنه "إنجاز وطني فلسطيني جديد ونوعي في مضمونه ورمزيته".
وقال الحمد الله خلال الاحتفال "مدتنا المعلمة الحروب ليس فقط بالتفاؤل والأمل، بل ونحتشد أيضا بكل أسباب الفخر والاعتزاز، وهي تنتزع لقب أفضل معلم في العالم".
وأضاف "لقد باتت الحروب بإنجازاتها وتميزها وبإيمانها الجارف برسالتها الإنسانية السامية، منارة من منارات فلسطين، واسما من أسمائها وهي التي توجت بلادنا بإنجاز وطني جديد ونوعي".
واعتبر الحمد الله أن فوز الحروب بالجائزة العالمية "يثبت للعالم أن شعب فلسطين وإن كان محاطا بالجدار ومحاصرا بالاستيطان ومستهدفا في حياته ومقدراته ومقدساته هو شعب مبدع طموح وخلاق لا يكسره اليأس أو تعرف الهزيمة طريقا إليه".
وأشار إلى أن فوز الحروب بالمركز الأول في الجائزة وترشح معلمين آخرين ضمن أفضل خمسين معلما على مستوى العالم "يؤكد قدرة الابداع والابتكار وانعتاق العمل والفعل الفلسطيني بعيدا عن العزلة والانغلاق والتقوقع الذي يريده لنا الاحتلال الإسرائيلي".
وفي السياق قال وزير التربية والتعليم الفلسطيني صبري صيدم، إن فوز الحروب "إنجاز فلسطيني" .
وأضاف صيدم في اتصال هاتفي مع وكالة أنباء ((شينخوا))، أن ما حققته المعلمة الحروب "انجاز وطني ونقلة نوعية في المسيرة التربوية والتعلمية الفلسطينية ما نعتبره انجازا مشرفا لكل فلسطين".
واعتبر صيدم، أن فوز معلمة من فلسطين بجائزة دولية على هذا المستوى "حدث تاريخي يمثل تكريما للشعب الفلسطيني الذي يعاني من ويلات الاحتلال الإسرائيلي".
من جانبها هنأت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي المعلمة الحروب على "إنجازها التاريخي الذي رفع اسم فلسطين عاليا ووضعها على قائمة الدول المتقدمة".
وقالت عشراوي في بيان صحفي "إن فوز الحروب في هذه المسابقة الدولية هو انتصار لدولة فلسطين، وتأكيد على كفاءة وإبداع أبناء شعبنا وتنوع قدراته وعطائه في جميع المجالات، فهذا الإنجاز يعد نجاحا مهما للمسيرة التعليمية وللمعلم الفلسطيني المبدع وللمرأة الفلسطينية القديرة والمتميزة".
وأضافت أن "الحروب أثبتت للعالم أننا شعب خلاق ومبدع رغم قمع المحتل وبطشه واستهدافه المتواصل للعملية التعليمية ومؤسساتها وكوادرها ومعلميها وطلابها".
كما هنأت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المعلمة الحروب، معتبرة فوزها بالجائزة "مفخرة كبيرة لشعبنا الفلسطيني وتأكيد على الإبداع والتميز الفلسطيني في المجالات كافة".
وأعلنت مؤسسة "فاركي" التعليمية الخيرية في حفل خاص في دبي، فوز المعلمة الحروب بجائزة أفضل معلم في العالم، وقيمتها مليون دولار.
وتمنح الجائزة لمعلم مبتكر لمرة واحدة في العمر نظير اهتمامه بالطلاب وتأثيره الملهم على الطلاب والمجتمع.
وجاء تأهل الحروب (43 عاما) للمرحلة النهائية من الجائزة بفضل ابتكارها منهجية إبداعية في التدريس تقوم على اللعب ونبذ العنف بشعار "لا للعنف في التعليم"، واستخدامها تقنيات اللعب لتحقيق هذا الشعار لطلاب الصف الثاني الابتدائي في مدرسة (سميحة خليل) الحكومية في البيرة في الضفة الغربية.
كما أنها ألفت كتاب "نلعب ونتعلم"، وهو موثق بالصور والأنشطة الصفية التي تتضمن ألعابا ووسائل تعليمية أخرى كثيرة، وأعدت معرض وسائل وألعاب تعليمية فيها أكثر من 70 وسيلة ولعبة تعليمية وتربوية علاجية لمبحثي الرياضيات واللغة العربية أغلب موادها من خامات البيئة.
وكانت الحروب قالت في مقابلة سابقة مع ((شينخوا))، إن رسالتها من التأهل للمرحلة النهائية للمسابقة الدولية هي "أننا كشعب فلسطيني نعاني من كل أشكال المعيقات وعنف تم فرضه ورسالتنا أننا نريد وأطفالنا العيش بسلام والتسلح بالعلم ".
وشددت الحروب، على أن فوزها "انتصار للمرأة الفلسطينية وتعزيز لمكانتها".