بعقوبة، العراق 10 مارس 2016 / تعتمد العديد من المناطق الزراعية بمحافظة ديالى شرقي العراق على أسلوب غير تقليدي في نقل العوائل يسمى محليا بـ" تاكسي العائلة" لقضاء حوائجها أو زيارة الاقارب او لحضور مجالس العزاء كونه يؤمن الخصوصية والامان لافراد العائلة، اضافة إلى أنه يمتاز باسعار مناسبة ولا يحتاج سوى اتصال هاتفي في اي وقت على مدار الساعة.
وقال عبدالله ضياء سائق تاكسي أجرة (52 عاما) لوكالة انباء (شينخوا) إن " بلدة الوجيهية (23 كلم) شمال شرق بعقوبة، مركز محافظة ديالى من البلدات الزراعية التى تتميز بمجتمع عشائري محافظ له خصوصيته لذا برز بداخلها اسلوب غير تقليدي في نقل العوائل بين قراها ومركز البلدة اطلق عليه محليا اسم (تاكسي العائلة) ".
وأضاف ضياء إنه " يقوم بنقل زبائنه من منازلهم إلى اية منطقة يريدونها، خاصة النساء والاطفال لان ارباب تلك العوائل لديهم ثقة به لذا ليس هناك اي خوف عليهم ولا يحتاج نقلهم إلى وجود رجل معهم بحكم طبيعة المجتمع ".
من جانبه، قال مؤيد الشمري سائق تاكسي (44 عاما) إن " تاكسي العائلة هو اسلوب النقل الاكثر رواجا في المناطق الريفية لانه من الصعب ان يأتي شخص غريب ويعمل في تلك المناطق لانها ذات جغرافية معقدة كما ان الدخول من منطقة إلى اخرى وبحكم الاوضاع الامنية التي خلقتها السنوات الماضية خلقت شعورا بالقلق من الغرباء".
واضاف الشمري ان " اغلب العوائل التي يقوم بنقلها بين المناطق ضمن بلدة الوجيهية هي معروفة لديه وهي تذهب لقضاء حوائجها في الاسواق او زيارة الاقارب او حضور مجالس عزاء"، لافتا إلى أن وجوده مع العوائل ليس وفق مبدأ السائق بل من باب شعوره بالمسئولية لحماية العائلة ومساعدتها لانها في امانة في اعناقه.
من جهته، قال غانم ابو سعدة سائق تاكسي (36 عاما) من اهالي ابي صيدا (30 كلم) شمال شرق بعقوبة إن " تاكسي العائلة لا يوجد لديه مكان محدد بل يعتمد في عمله على الهاتف النقال ما ان يرن حتى يسرع نحو منزل العائلة الذي يطلبه لنقلها إلى اي مكان".
وتابع ابو سعدة ان " هاتفه مفتوح على مدار الساعة لاستقبال اي اتصال واذا ما كنت مشغولا بنقل اسرة اقوم بالاتصال بسائق اخر يكون ثقة لنقل العائلة بدلا عني"، مبينا ان اجور نقل العوائل تكون مناسبة جدا وهذا احد اسباب نجاح تاكسي العائلة في المناطق الريفية.
إلى ذلك، قال فاضل عبد علي (40 عاما) يعمل موظف حكومي في احدى قرى ابي صيدا " إن طبيعة مجتمعنا المحافظ هي من خلقت تاكسي العائلة لان اغلب السائقين لدينا صلة قرابة بهم او على الاقل من ابناء العوائل التي نعرفها ونثق بهم ".
وأوضح انه عندما يتصل بسائق تاكسي لنقل عائلته لمكان ما يكون مطمئن عليها لانها في ايدي امينة ولن تتعرض إلى اي مكروه لانهم لا يختارون الغرباء لنقل عوائلهم.
على صعيد متصل، قال عدنان موسى استاد جامعي إن " اغلب العوائل في المناطق الريفية لديها سائق خاص بها يعرفونه جيدا ويتصلون به عند الحاجة، كما انه في بعض الاوقات يقوم بجلب ما تريده العائلة من اي مكان لانه يعرف اماكن الاسواق وحتى خارطة انتشار العوائل في القرى والارياف".
واضاف موسى ان " تاكسي العائلة ينتشر بقوة في الارياف بديالى وبدأ الانتشار في بعض احياء مراكز المدن لان العوائل بدأت تقلق من الحوادث التى تتناقلها بين فترة واخرى عن التحرش او السرقة او الخطف ".
من جهته، أقر موسى كاظم وهو موظف في احدى محطات نقل المسافرين في ابي صيدا بان تاكسي العائلة هو وسيلة النقل الاكثر رواجا في البلدة التي تتميز بمجتمعها المحافظ وطبيعتها العشائرية اضافة إلى بقية المناطق المحيطة بها كالعبارة والوجيهية.
واضاف كاظم ان " قدوم العوائل إلى المحطة مباشرة محدود جدا لان تاكسي العائلة هو من يذهب اليهم لنقلهم من منازلهم، مبينا ان سواق تاكسي العائلة يدفعون اجور الجباية المالية احتراما للقانون. /نهاية الخبر/