مقالة : ثالث لقاء بين وزيري الخارجية الصيني والأمريكي في شهر: لتجنب وضع المشكلات "تحت المجهر" والتركيز على آفاق العلاقات

بكين24 فبراير 2016 / أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال زيارة بدأها في 23 من الشهر الحالي إلى الولايات المتحدة، وتستمر لثلاثة أيام، أن الصين والولايات المتحدة تتفقان على عدم القبول ببرنامج الصواريخ النووية لكوريا الديمقراطية أو الاعتراف بكوريا الديمقراطية كدولة نووية.

وقال وانغ إن العلاقات الصينية ــ الأمريكية تعد من أهم العلاقات الثنائية على الصعيد العالمي بأسره، داعيا الجانبين والدول المعنية إلى "النظر إلى آفاق العلاقات باستخدام التلسكوب بدلا من وضع المشكلات تحت المجهر"، في إشارة إلى التركيز على الآفاق الواسعة للعلاقات بين البلدين وعدم السعي إلى التركيز على تكبير الخلافات القائمة بين البلدين، وخاصة في وقت يشهد توترات متصاعدة بسبب الأزمات في بحر الصين الجنوبي وشبه الجزيرة الكورية.

وفي أقل من شهر، التقى وانغ نظيره الأمريكي جون كيري لثلاث مرات، وتوصل الجانبان في كل مرة إلى تفاهمات وتنسيقات إيجابية، ما يظهر النية الجدية والجهود المركزة لمواجهة الخلافات بين البلدين، وجرى أول لقاء خلال هذه الفترة في 26 يناير أثناء زيارة قام بها كيري إلى بكين، أما اللقاء الثاني فعقد في 12 من الشهر الجاري، وذلك على هامش المؤتمر الدولي بشأن سوريا الذي عقد في مونيخ الألمانية، حيث قام الجانبان بعرض موقفيهما تجاه قضية كوريا الديمقراطية.

وفي اللقاء الثالث الذي جرى يوم الثلاثاء، قال وانغ إن الجانبين اتفقا "على عدم القبول ببرنامج الصواريخ النووية لكوريا الديمقراطية أو الاعتراف بكوريا الديمقراطية كدولة نووية"، مؤكدا أن تقدما كبيرا تم إحرازه بشأن قرار الأمم المتحدة حول فرض عقوبات جديدة على كوريا الديمقراطية ويتوقع أن يتم تبنيه في الأيام المقبلة.

وأعرب عن اعتقاده بأن القرار الجديد بمجرد تنفيذه سيكبح بفعالية برنامج كوريا الديمقراطية النووي، لكنه أكد في الوقت نفسه أن الصين تدعو جميع الأطراف المعنية إلى العودة إلى مسار الحوار والمفاوضات لأن القرار الأممي لن يحل الأزمة بشكل جذري.

ورأى ني فنغ، نائب مدير مركز الدراسات الأمريكية في أكاديمية الصين للعلوم الاجتماعية ، أنه على الرغم من أن هناك احتكاكات متكررة بين الصين والولايات المتحدة، إلا أن الطرفين متفقان إزاء شيء مشترك، وهو تجنب فقدان السيطرة على تطور الأمور وأن المنافسة الإستراتيجية بين الصين والولايات المتحدة لن تؤدي بأي حال من الأحوال إلى صراع مباشر.

وأشار جين تسان رونغ، نائب عميد كلية العلاقات الدولية بجامعة رنمين )الشعب( إلى أن هناك مصالح ومنافع مشتركة بين الصين والولايات المتحدة بشكل يتجاوز بكثير أية خلافات، فقد أصبحت الصين في العام الفائت، ولأول مرة عبر التاريخ، أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة.

كما توقع أن يكون هناك المزيد من الاجتماعات بين مسؤولي البلدين خلال اللقاءات الدبلوماسية والسياسية المرتقبة، في إشارة إلى قمة الأمن النووية المقرر عقدها في الولايات المتحدة بنهاية شهر مارس، وقمة مجموعة العشرين التي ستعقد في مدينة هانغتشو بجنوب الصين في بداية سبتمبر، بالإضافة إلى مؤتمر الأبيك المقرر عقده في نوفمبر في البيرو.

وبشأن الوضع في بحر الصين الجنوبي، شدد كيري من جهته أن الجانب الأمريكي يريد أن يكون هناك تفاعل إيجابي مع الجانب الصيني في منطقة آسيا-الباسيفيك، مضيفا أنه في نفس الوقت لا يريد الجانب الأمريكي أن تكون قضية بحر الصين الجنوبي محل خلاف بينه وبين الجانب الصيني.

فيما أكد وانغ أن "منع عسكرة المنطقة يتطلب جهود كافة الأطراف المعنية، ليس الصين فحسب، بل الولايات المتحدة ودول الآسيان أيضا".

وقال وانغ إنه من المهم أن يتم لحظ أنه في العقود الأخيرة، "احتلت بعض الدول بشكل غير قانوني شعابا وجزرا مرجانية صينية وعسكرتها بشدة، ليس بالرادارات فحسب، وإنما أيضا بالصواريخ وجميع أنواع المدافع".

وذكر أنه "لا توجد مطلقا مشكلة فيما يتعلق بحرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي"، مؤكدا أن "الوضع في البحر مستقر بوجه عام".

في هذا الصدد، أشار تشانغ جيون شه، الخبير في المركز الصيني للدراسات العسكرية البحرية، إلى أن الولايات المتحدة هي من عززت في السنوات الأخيرة انتشارها العسكري في بحر الصين الجنوبي عبر إنشاء عدة قواعد عسكرية في المنطقة وزيادة قواتها البحرية، بما في ذلك سفن حربية.

وخلال زيارته، أعرب وزير الخارجية الصيني عن رغبة بلاده في ضرورة حل هذه القضية سلميا من خلال الحوار والتشاور، قائلا أن الصين ترغب في إجراء حوار مع الولايات المتحدة بشأن بحر الصين الجنوبي لتجنب أي إساءة لتقدير الأمور.