تعليق: زيارة وانغ لتذكير واشنطن بمصالح الصين الجوهرية

بكين 23 فبراير 2016 / في زيارته للولايات المتحدة، من المتوقع أن يبحث وزير الخارجية الصيني وانغ يي مع المسؤولين الأمريكيين قضيتي بحر الصين الجنوبي وشبه الجزيرة الكورية، وكلتيهما ترتبطان بشكل مباشر بمصالح الصين الجوهرية.

وستكون زيارة وانغ والتي سيلتقى خلالها نظيره الأمريكي جون كيري ووزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر لافتة للنظر عن أي وقت مضى في ضوء تفاقم الانقسام بين الجانبين حيال قضيتي بحر الصين الجنوبي وشبه الجزيرة الكورية لسبب يعود جزئيا إلى تهور واشنطن وأجنداتها الخفية.

وفيما يتعلق بقضية بحر الصين الجنوبي، قال نائب الأميرال جوزيف ايكوين قائد الأسطول السابع للبحرية الأمريكية يوم الاثنين إن بلاده لن توقف الأنشطة العسكرية في المنطقة.

وهنا يتعين على واشنطن أن تدرك جيدا أن الصين لن تتنازل أبدا قيما يتعلق بسلامة أراضيها ولا يجب أن تهون واشنطن من عزم الصين في هذا الصدد.

والجدير ذكره أن واشنطن هي التي تشعل النيران باستعراض عضلاتها في بحر الصين الجنوبي وتحريض الدول التي لديها نزاعات على الأراضي مع الصين.

وفي الوقت نفسه، يتعين على واشنطن أن تتوقف عن انتقاد أعمال الإنشاء التي تقوم بها الصين على جزرها التي لا تتجزأ من أراضيها في بحر الصين الجنوبي لما أن هذه الأنشطة ، التي تقوم بها لأغراض مدنية وعسكرية ، لا يشوبها أي عوار قانوني ومشروعة تماما.

وفي شأن شبه الجزيرة الكورية، ينبغي أن تدرك واشنطن أن نشرها منظومة ثاد للدفاع الصاروخي على أراضي كوريا الجنوبية يفرض تهديدا مباشرا للمصالح الأمنية الصينية.

وكما أشار وانغ هذا النشر يتجاوز الاحتياجات الدفاعية لكوريا الجنوبية إذ يصل مدى تغطية هذا النظام الى عمق القارة الآسيوية.

لذلك، فإنه يتعين على واشنطن أن تتصرف بحذر وتتجنب تقويض المصالح الأمنية للصين أو إضافة تعقيدات جديدة للسلام والاستقرار في المنطقة.

ومن الأهمية القصوي أن يتم تسوية المأزق في شبه الجزيرة الكورية والنزاعات في بحر الصين الجنوبي سلميا بما يتفق مع المصالح المشتركة لبكين وواشنطن.

ومن المأمول للغاية أن تعالج بكين وواشنطن خلافاتهما بطريقة معقولة وتعززان الثقة المتبادلة من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة وما وراءها.

ولتحقيق هذه الغاية، من المستحسن أن تستجيب واشنطن للمطلب المشروع للوزير وانغ.