القاهرة 3 فبراير 2016 / يشتكى صيادو وبائعو السمك في المدينة المصرية دمياط الواقعة على سواحل البحر الأبيض المتوسط من تراجع الدخل بسبب ضعف الإنتاجية من الأسماك وانخفاض أسعاره في السوق المصري.
وتبلغ مساحة المصايد السمكية في مصر ما يزيد عن 13 مليون فدان، تضم البحرين الأحمر والمتوسط ونهر النيل، وسلسلة بحيرات طبيعية وصناعية، لكن الإنتاج السمكي مازال متدنيا بالمقارنة بمساحتها، ولا يكفى احتياجات السوق المحلي.
ويصل إنتاج مصر من الأسماك حاليا مليون و500 ألف طن سنويا، مستهدف زيادتها إلى مليوني و100 ألف طن خلال ثلاثة سنوات، حسب موقع (أخبار مصر) التابع للتلفزيون الرسمي.
وقال ماهر زين العابدين الذي يعمل في مهنة الصيد منذ 25 عاما رغم أنه يحمل شهادة عليا بدرجة بكالوريوس، إن صيد الأسماك في موسم الشتاء يصبح قليلا بسبب طبيعة الجو.
وأضاف زين العابدين لوكالة أنباء (شينخوا)، إن مراكب الصيد تبحر فترة قليلة في هذه الأيام، لكن حتى لو ظلت كثيرا في البحر فإن حصاد السمك بطبيعة الحال في الشتاء قليل.
وأوضح إن ذلك ينعكس على الصيادين وتجار السمك حيث ينخفض دخلهم.
وأشار إلى أن أسعار السمك كذلك تقل بسبب ضعف الإقبال على شرائه في ظل " الحالة الاقتصادية الضعيفة".
ورأى أن ما يحصل عليه من صيد السمك بالكاد يكفى مصاريف المركب من وقود وتموين.
وأكد بلهجة عامية أن كل " الامكانيات موجودة للصيد لكن الجو لا يساعد ".
بدوره، قال سعد دياب الذي يبلغ حاليا 70 عاما وامتهن الصيد منذ أن كان عمره عشر سنوات، إن مركب الصيد يعمل عليه عشرة صيادين، لكن ايراده يُنفق على " الجاز والزيت وقطع الغيار" التي تعتبر أسعارها " غالية ".
وتابع دياب الذي يملك هو وإخوته الأربعة مركب صيد، إن " برميل الجاز حاليا بـ 360 جنيها"، وتساءل " من أين نأتي بالمال ؟".
وأشار إلى أنه سوف يستغني عن ثلاثة صيادين يعملون معه لأنه لا يستطيع أن يسدد أجرهم بسبب الأوضاع المتفاقمة حاليا.
وواصل " لا استطيع أن أقول أن وضع الصيد الآن سيئ للغاية، لكنه ليس مثل قبل، المشكلة أن أسعار الوقود ومعدات الصيد ارتفعت".
وأردف إن مركب الصيد يعتبر مصدر الرزق لحوالي 60 من أفراد العائلة، وأحيانا نذهب لصيد السمك في رحلة تستمر ثلاثة أيام لكن نعود بدون أسماك، وهذا يحدث كثيرا في هذه الأيام.
ورأى أن أهم شئ بالنسبة لصيد السمك هو أن يكون الجو مناسب وهو أمر لا يتوفر في موسم الشتاء.
وقال إن الصيد كان مهنة الأغنياء لكن الآن مع تغير الطقس وارتفاع أسعار الوقود والمعدات أصبح مهنة صعبة للغاية.
ودعا إلى ضرورة إنشاء نقابة للصيادين، تحميهم وتضع لهم نظام للتأمينات الاجتماعية والمعاشات.
من جهته، قال علاء محمد (30 عاما)، ويعمل بائع سمك منذ سبع سنوات في دمياط، إن بيع الأسماك في موسم الشتاء ضعيف للغاية، لكنه يرتفع بشدة في الصيف.
ورد محمد وهو "عامل باليومية" لم يكمل تعليمه ويقطن قرية " عزبة البرج" بدمياط، على سؤال حول السبب وراء عدم بحثه عن مصدر آخر للرزق، بقوله إن بيع السمك "مصدر أكل عيشي" ولا أعرف " شغلانة أخرى".
وتابع أن " المال الذي اكسبه يساعدنا بالكاد على البقاء على قيد الحياة"
وأشار إلى أن " الأوضاع المالية لمعظم الناس متدنية حيث أن هنال فقراء كثيرون، وأسعار الأسماك مرتفعة بالنسبة ، والناس لا يشترون الأسماك مثل قبل".
وختم أن ضعف إنتاج السمك دفع العديد من الصيادين المصريين للمخاطرة بحياتهم وتجاوز المياه الإقليمية بحثا عن صيد وفير.
وفقد 12 صيادا مصريا إثر غرق مركب صيد في المياه الإقليمية السودانية، حسب ما أعلنت وزارة الخارجية المصرية السبت الماضي.
وقال مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين في الخارج السفير هشام النقيب، إن مركب الصيد المصري "زينة البحرين" تعرض للغرق في المياه الإقليمية السودانية، وعلى متنه 14 صياداً، تم إنقاذ اثنين منهم، بينما فقد 12 آخرين.
وكثرت في السنوات الأخيرة عمليات ضبط الصيادين المصريين من قبل سلطات الدول الأخرى لاسيما السودان وليبيا والسعودية وتونس والمغرب بسبب دخولهم المياه الإقليمية لهذه الدول والصيد فيها بدون تراخيص.
ويدفع هذا الأمر وزارة الخارجية المصرية للتدخل لدى سلطات هذه الدول للإفراج عن الصيادين، وهو ما ينجح في غالبية الحالات، فيما يظل بعضهم حبيس أحكام قضائية صدرت ضدهم في هذه الدول وتقضى بدفعهم غرامات./نهاية الخبر/