أفتتحت الدورة السابعة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في 27 يناير، وكانت الصين أبرز المشاركين من بين الـ34 دولة المشاركة، خاصة وأن هذه الدورة تأتي بعد الزيارة التي قام بها الرئيس شي جين بينغ إلى مصر الشهر الماضي. وشهدت الدورة الحالية من معرض القاهرة الدولي للكتاب وجود العديد من العناصر الصينية، على غرار" ورشة الكتاب الصيني"، ولقاء الكتاب الصينيين، وندوة مترجمي الأدب الصيني إلى اللغة العربية.
عند دخول مركز المعارض الدولي بالقاهرة، تجد على اليمين مبنى على الطراز الصيني، هو "ورشة الكتاب الصيني،"، ويمكنك أن ترى على جدران الورشة لافتات بالعربية والصينية كتبت عليها، عنوانين مثل: "الحزام والطريق"، "الذكرى الستين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية"،"الصداقة الصينية المصرية" وغيرها من العناوين. كما جذبت تماثيل جاكي شان وياو مينغ أمام الورشة إنتباه العديد من المصريين، الذين أقبلوا لألتقاط الصور معها.
كما وضع كتاب "شي جين بينغ: الحكم والإدارة" وصورة كبيرة له يظهر فيها مشيرا بيده، في مكان يجذب الأنظار. وقال وزير الثقافة المصري حلمي النمنم خلال المعرض، أن زيارة شي جين بينغ إلى مصر قد دفعت الصداقة بين البلدين إلى مستوى جديد. كما يعكس الوفد الصيني الكبير المشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب، الترابط المستمر بين مصر والصين. وأضاف وزير الثقافة المصري،"لاشك أن كتاب "شي جين بينغ: الحكم والإدارة"، يجذب الأنظار، وقد ترك لدي هذا الكتاب إنطباعا عميقا، وجلبني أكثر معرفة بالتجربة التنموية وطريق التنمية في الصين، ومصر ترغب في أن تتعلم من الصين على مستوى تعزيز التنمية الإقتصادية والإجتماعية."
إنطلق معرض القاهرة الدولي للكتاب في سنة 1969، تحت إشراف وزارة الثقافة المصرية، ويعد أحد أكبر معارض الكتاب الدولية، كما يعد أحد أهم الأسواق العالمية لبيع الكتب العربية، ويبلغ متوسط زائري المعرض في كل دورة قرابة 2 مليون زائر. وتشارك الصين في هذا المعرض بوفد يضم عددا من دور النشر، على غرار دار نشر ووتشو للدعاية، ودانشر هوبي للتعليم، ودار نشر جييه لي ودار نشر نهر اليانغتسي للفنون وغيرها من دور النشر الصينية. وسيعرض الوفد الصيني المشارك 1200 عنوان من 500 صنف، وتشارك دار نشر ووتشو بعناوين مترجمة إلى العربية والإنغليزية، وتتمحور حول مجالات الثقافة والإقتصاد والسياسة والقوميات والأديان والتجارة والإستثمار والأدب المعاصر وغيرها من من المجالات في الصين.
وقال المشرف المصري على "ورشة الكتاب الصيني"، شريف في مقابلة مع صحيفة الشعب اليومية، "إن مبيعات الكتب في "ورشة الكتاب الصيني" كانت عالية، رغم أن المعرض أفتتح منذ أيام قليلة، وإلى جانب دارسي اللغة الصينية، شهدت كتب الورشة إقبالا من العديد من المصريين المهتمين بالصين." وأشار شريف، إلى أن رواية "الهاتف" للأديب الصيني ليوتشن يون، قد حققت مبيعات كبيرة، ونظمت الورشة ندوة لليو تشن يون للحديث إلى القراء المصريين."
في هذا السياق، قال الأديب ليو تشن يون، إن معرض القاهرة الدولي للكتاب يعد حدثا كبيرا في الأوساط الثقافية العالمية، ومكانا جيدا للتعريف بالثقافة الصينية، ويسهل معرفة الدول العربية للصين."هناك إختلاف في الأنظمة السياسية والإقتصادية بين البلدان، لكن المشاعر الإنسانية هي نفسها، والأعمال الأدبية يمكن أن تكون جسرا للتواصل بين مشاعر مختلف الشعوب ودفع بالصداقة بينها. والصين ومصر يمثلان حضارتين عريقتين، وهناك فضاء واسع وآفاق كبيرة للتبادل بينهما في المستقبل."
من جهة أخرى، قال نبيل رئيس قسم اللغة العربية في جامعة الملك السعودية، في حوار مع صحيفة الشعب اليومية، إن الأدب الصيني أصبح يثير إهتمامه كباحث في الأدب، خلال السنوات الأخيرة، وعبّر عن رغبته في تعميق معرفته للأدب الصيني من خلال التواصل المباشر من الكتّاب الصينيين، والحصول على المزيد من المصادر الأولية حول الصين والأدب الصيني.
وقامت دار نشر ووتشو للدعاية بالتعاون مع شركة بيت الحكمة المصرية للدعاية الثقافية وغيرها من دور النشر المحلية بإطلاق مشروع "نكهة كتب طريق الحرير، نكهة الكتاب الصيني"، خلال فترة إنعقاد المعرض. في ذات الوقت عرضت دار نشر ووتشو للدعاية منصة رقمية عربية للقراء العرب. كما عرضت كتابين مترجمين إلى العربية، "طريق الحرير: الفرص والتحديات"، و"الزلزال الصيني"، وإلتقى مؤلفا الكتابين مع القراء المصريين وجها لوجه.
وقال مؤلف كتاب "الصدمة الصينية" والأستاذ بجامعة فودان، تشانغ واي واي، أن مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحتها الصين، تجسد أفكار السلام وتشارك المنفعة، وتساعد على بناء نظام دولي عادل ومنصف، ويمكن للصين ومصر أن يكتشفا المزيد من القوى الكامنة ويوسعا نطاق التعاون على هذه الأسس، وتأسيس نموذج للدول النامية. أما مؤلف كتاب "الحزام والطريق: الفرص والتحديات"، والأستاذ بجامعة الشعب الصينية، وانغ إي تشي، فقال إن مبادرة الحزام والطريق، تهدف إلى تعزيز التواصل حول السياسات، والربط بين الدول عبر البنية التحتية والإنفتاح التجاري والمالي والربط بين قلوب الشعوب. ما سيسهم في تحقيق الثقة المتبادلة والإندماج المالي، والتسامح الثقافي والترابط المصيري والإزدهار المشترك للصين والدول الواقعة على خط "الحزام والطريق"، بما في ذلك مصر.
من جهته، قال نائب المدير العام للإدارة الصينية للصحافة والنشر يان شياو هونغ، أن الصين ومصر تمتلكان حضارتين عريقين، وأن مبادرة "الحزام والطريق" فد فتحت فضاءا جديدا لتوسيع التعاون بين البلدين، وأن الصين ترغب في مزاوجة إستراتيجياتها الوطنية مع الإستراتيجيات المصرية الهامة، ورفع العلاقات بين البلدين إلى مستويات متقدمة بإستمرار. وشهد التعاون الثقافي بين الصين ومصر تطورا سريعا خلال السنوات الأخيرة، حيث دخل 354 عنوان كتاب من مصر إلى الصين خلال سنة 2015، ودخل 254 عنوان كتاب صيني إلى مصر في نفس الفترة، ويشهد التبادل الثقافي بين الجانبين تقدما مستمرا، ويتميز بحيوية عالية.