تقرير إخباري: تعثر تشكيل حكومة الوفاق الليبية يدفع المبعوث الدولي إلى التدخل

تونس 18 يناير 2016 / اضطر مارتن كوبلر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، إلى التدخل في المشاورات التي يجريها رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية المُكلف فايز السراج، وذلك بعد التعثر الذي حال دون الإعلان عن تشكيلة هذه الحكومة في الآجال المُحددة لها طبقا لمخرجات إتفاقية الصخيرات المُوقعة في 17 ديسمبر الماضي.

وقالت مصادر ليبية مُقربة من فايز السراج لوكالة أنباء (شينخوا)، إن مارتن كوبلر إجتمع اليوم الإثنين مع فايز السراج وأعضاء المجلس الرئاسي الليبي في العاصمة التونسية، وبحث معهم ضرورة تجاوز الخلافات التي تحول دون تشكيل حكومة الوفاق الوطني.

وأكدت أن كوبلر أبلغ رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي الليبي أن الوقت بدأ ينفذ، و أن تأجيل الإعلان عن الحكومة وتجاوز المهلة المنصوص عليها في الاتفاق السياسي هو خطأ "يتفهم دوافعه اليوم، ولكن سيكون من الصعب قبول تأجيل جديد".

وحث مارتن كوبلر المجلس الرئاسي الليبي برئاسة فايز السراج على "التحلي بشجاعة إتخاذ القرار، لأن الليبيين لم يعد بإمكانهم تحمل المزيد من التأجيل"، على حد تعبيرها.

وكان المجلس الرئاسي الليبي قد أعلن في بيان وزعه في وقت متأخر من مساء السبت الماضي في تونس، عن تأجيل الإعلان عن تشكيلة حكومة الوفاق الوطني لمدة 48 ساعة، "حتى يتم استكمال ما تبقى من ترتيبات إعلان الحكومة".

وأعرب في بيانه عن أمله في "تفهم الليبيين لأهمية وضرورة تأجيل إعلان حكومة الوفاق الوطني لمدة 48 ساعة قادمة"، مؤكدا في نفس الوقت حرصه على "ألا يكون سيف الوقت قاطعا لاستكمال ما تبقى من المشاورات للإعلان عن حكومة وفاق وطني تلبي أكبر قدر من تطلعات الشعب الليبي، الذي ينشد طي صفحة الانقسام السياسي".

وكان يُفترض أن يعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني أمس الاحد، التشكيل الوزاري للحكومة الليبية، وفقا لإتفاقية الصخيرات التي منحت المجلس الرئاسي الذي إختار تونس كمقر مؤقت له، مهلة شهر لتشكيل حكومة وفاق وطني.

ويرى مراقبون أن هذا التأجيل يؤكد التحديات التي تواجه توحيد الفصائل والجماعات المسلحة التي تتنافس على السلطة في ليبيا منذ سقوط نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في العام 2011.

وتخشى الأوساط السياسية الليبية استمرار تعثر المشاورات حول تشكيل هذه الحكومة، وذلك على الرغم من إعلان المستشار الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي الليبي أن المجلس أنهى عملية توزيع الحقائب الوزارية.

كشفت وسائل إعلام ليبية محلية في وقت سابق، أن خلافا نشب داخل المجلس الرئاسي خلال إجتماعه بتونس حول حقيبة الخارجية التي يتمسك بحق التصرف في إسنادها كل من رئيس المجلس فايز السراج ونائبه أحمد معيتيق.

وأشارت إلى أن هذا الخلاف هو الذي تسبب في تأجيل إعلان حكومة الوفاق الوطني لـ48 ساعة، وذلك لإستكمال ما تبقى من ترتيبات إعلان الحكومة التي يُفترض أن تتألف من 22 وزارة و15 هيئة رسمية.

غير أن مصادر ليبية أكدت لوكالة أنباء(شينخوا) أن أعضاء المجلس الرئاسي الليبي توافقوا خلال الإجتماع الذي عُقد مساء أمس في تونس على قرار بتقليص الوزارات إلى عشر بواقع ثلاث لكل إقليم.

وأوضحت أن المجلس الرئاسي توافق أيضا على ان يقوم رئيس المجلس فايز السراج بتسمية وزير التخطيط والمالية، والنائب أحمد معيتيق يسمي وزير الخارجية، والنائب القطراني يسمي وزير الدفاع، والنائب فتحي المجبري يسمي وزير الاقتصاد والصناعة، والنائب موسى الكوني يسمي وزير العدل، ووزير الدولة محمد العماري يسمي وزير الداخلية، والنائب أحمد حمزة يسمي وزير التعليم والتعليم العالي، ووزير الدولة عبد السلام كجمان يسمي وزير الصحة، ووزير الدولة عمر الأسود يسمي وزير الحكم المحلي، بينما تركت تسمية وزير العمل والشؤون الاجتماعية إلى ممثلي المنطقة الشرقية في المجلس.

وتتطلع الأوساط السياسية الليبية أن يُساهم هذا التوافق في تذليل العقبات التي تحول دون تشكيل هذه الحكومة، والإعلان عن تركيبتها، وذلك عشية مؤتمر روما حول ليبيا الذي يتوقع أن يُعقد غدا بحسب ما ذكرته وزارة الخارجية الإيطالية.

وكانت وزارة الخارجية الإيطالية قد أعلنت في وقت سابق أن اجتماعا حول ليبيا سيُعقد في التاسع عشر من الشهر الجاري، وذلك بعد مشاورات هاتفية أجراها وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتليوني مع نظرائه الجزائري عبد القادر مساهل والمصري سامح شكري والقطري خالد بن العطية والتركي مولود أوغلو.

وأكدت الخارجية الإيطالية في بيانها أن جميع الوزراء شددوا خلال تلك المشاورات الهاتفية، على أن تحقيق الإستقرار في ليبيا "يؤدي الى الإستجابة بفعالية لمواجهة خطر تنظيم.