القاهرة 18 يناير 2016 / بحثت مصر وليبيا سبل دعم جهود تشكيل حكومة الوفاق الوطني ومواجهة خطر تنظيم الدولة الاسلامية (داعش).
وحسبما ذكرت وكالة أنباء (الشرق الأوسط) فقد تناقش وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الليبي محمد الدايري، خلال لقائهما بالقاهرة اليوم (الإثنين) حول الأوضاع في ليبيا، وكيفية تجاوز الأزمة السياسية، وجهود تشكيل حكومة الوفاق الوطني.
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد إن الجانبين المصري والليبي اتفقا على ضرورة دعم جهود تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وأن تسمو الأطراف الليبية فوق الميول الجهوية والمصالح الشخصية.
وأوضح أبو زيد أن اللقاء تناول ايضا أوضاع الجالية الليبية في مصر، حيث أكد شكري التزام مصر الكامل بتسهيل إقامة الأشقاء الليبيين في مصر.
وأشار المتحدث إلى أن وزيري خارجية البلدين اتفقا على مواصلة التشاور خلال الأيام والأسابيع القادمة، سواء من خلال لقاءات ثنائية أو في إطار المؤتمرات الدولية المختلفة.
وكان يُفترض أن يعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني أمس الاحد، التشكيل الوزاري للحكومة الليبية، وفقا لإتفاقية الصخيرات التي منحت المجلس الرئاسي الذي إختار تونس كمقر مؤقت له، مهلة شهر لتشكيل حكومة وفاق وطني.
ويرى مراقبون أن هذا التأجيل يؤكد التحديات التي تواجه توحيد الفصائل والجماعات المسلحة التي تتنافس على السلطة في ليبيا منذ سقوط نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في العام 2011.
وتخشى الأوساط السياسية الليبية استمرار تعثر المشاورات حول تشكيل هذه الحكومة، وذلك على الرغم من إعلان المستشار الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي الليبي أن المجلس أنهى عملية توزيع الحقائب الوزارية.
وكشفت وسائل إعلام ليبية محلية في وقت سابق، أن خلافا نشب داخل المجلس الرئاسي خلال إجتماعه بتونس حول حقيبة الخارجية التي تتمسك بحق التصرف في إسنادها كل من رئيس المجلس فايز السراج ونائبه أحمد معيتيق.
وأشارت إلى أن هذا الخلاف هو الذي تسبب في تأجيل إعلان حكومة الوفاق الوطني لـ48 ساعة، وذلك لإستكمال ما تبقى من ترتيبات إعلان الحكومة التي يُفترض أن تتألف من 22 وزارة و15 هيئة رسمية.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الليبى محمد الدايرى أنه أجرى مباحثات ايجابية وهامة مع نظيره المصري حيث تم تبادل وجهات النظر فى سبيل دعم الوفاق الوطنى فى ليبيا ودعم قضية مكافحة الإرهاب فى ليبيا.
واضاف الدايري في تصريحات للصحفيين، أن "مصر معنية بهذا الملف ونحن أيضا فى ليبيا مهتمون بدعم مصر لمسار الوفاق الوطنى ومحاربة الإرهاب الذى يتمدد وللاسف فى ليبيا".
وأوضح أن هناك مؤشرات عديدة على أن "داعش" يسعى إلى إيجاد قاعدة خلفية فى ليبيا بعد الضربات القوية التي واجهها في سوريا والعراق.
وأشار وزير خارجية ليبيا إلى وجود مخاوف أفريقية وعربية مشروعة من تمدد داعش لوجوده في ليبيا ليكون حلقة وصل بين "بوكو حرام" ومجموعات كالقاعدة في بلاد المغرب العربى في الساحل الافريقي من ناحية و"داعش" في سوريا والعراق لافتا إلى أن هذا ينعكس سلبا على أمن تونس والجزائر ومصر وتشاد والنيجر وعلى الدول الأوروبية نفسها.
وشدد على ان تنظيم داعش يسعى للتمدد ، مضيفا "نحن منشغلون ونتمنى أن نصل بليبيا إلى بر الأمان من خلال المسار الذى ارتضاه الليبيون لأنفسهم منذ أكثر من عام وهو مسار الوفاق الوطنى".
واستطرد قائلا "ننتظر تشكيل حكومة الوفاق الوطنى والتى تعد خطوة هامة بالنظر إلى أن المجتمع الدولى مهتم بتشكيل الحكومة بشرط اساسى لرفع القيود المفروضة على الجيش الليبى على مكافحة الإرهاب".
وأوضح الدايرى أن ليبيا تعانى أيضا من أزمة سياسية واقتصادية وأمنية حادة تتطلب وجود وفاق وطنى، مشددا على أنه ينبغى ان يلتف الليبيون حول قضية الوطن الذى تتهدده مخاطر سياسية واقتصادية وأمنية بطبيعة الحال.
وعن الضربات العسكرية الأخيرة مجهولة المصدر، قال "إننا نتمنى أن ترفع القيود المفروضة على الجيش الليبى الذى يستطيع بطيارينه فى سلاح الجو وجنوده البواسل أن يتغلب على المخاطر التى تتهددنا فى ليبيا من جراء الارهاب ولدينا الامكانيات إذا توفر السلاح والامكانيات العسكرية والعتاد اللازم لمحاربة الإرهاب".
وتتعرض منذ أسابيع مواقع لتنظيم "داعش" في مدينة سرت، للقصف من طيران أجنبي دون معرفة هويته على وجه التحديد.
وكانت صحيفة (الكوريرى ديلا سيرا) الايطالية قد كشفت قبل أيام أن الطائرات مجهولة الهوية التى تقصف سرت أخيرا، هى مقاتلات فرنسية تزودت بالوقود جوا من طائرات عسكرية.
ولم تكشف فرنسا بشكل رسمي، عن مسئولية تنفيذها ضربات جوية في سرت حتى الآن.