هل يتحول هبوط أسعار النفط إلى فتيل أزمات؟
بالنظر من الوضع الحالي، يبدو أن تدني الأسعار سيصبح وضعا طبيعيا بالنسبة لأسعار النفط الدولية خلال المرحلة القادمة. وبالنسبة للإقتصاد العالمي وحتى الأمن الأمن العالمي، ستكون تبعات تذبذب أسعار النفط بالغة التعقيد.
"لا شك أن مداخيل الدول المصدرة للنفط ستتضرر من تراجع الأسعار، وفي الوقت الحالي تواجه كل من السعودية وروسيا مخاطر العجز المالي. كما سيؤثر تراجع أسعار النفط على حماس مختلف الدول في إستعمال الطاقة الجديدة. " يقول شن جي رو.
لكن ما يثير المزيد من المخاوف، هو إمكانية تحول هبوط أسعار النفط إلى صراع جيوسياسي إقليمي. وقد حذر المصرف الملكي البريطاني في الأسبوع من الماضي من أن يؤدي هبوط أسعار النفط إلى زيادة التوتر في منطقة الشرق الأوسط وإذكاء الصراع.
في ذات السياق، قالت صحيفة دير شبيغل الألمانية"إن هبوط أسعار النفط يعد بمثابة الكارثة بالنسبة للدول المعتمدة على مداخيل النفط." وأشارت في مقال نشرته، إلى أن الهبوط الحاد في أسعار النفط، سيعمق أزمة الموازنة في كل من روسيا والعراق والجزائر وفنزويلا وغيرها من الدول المصدرة للنفط ما قد يثير المخاوف في مناطق أخرى من العالم. مثلا، إذا لم تتحمل بعض الدول في إفريقيا وأمريكا اللاتينية تأثيرات هبوط الأسعار، فقد تلجأ إلى تخفيض الدعم الإجتماعي، ماقد يتسبب في إندلاع إضطرابات إجتماعية، وقد يتسبب ذلك في "موجة جديدة من اللاجئين بإتجاه أمريكا وأوروبا."
"لا تأمل مختلف دول العالم حدوث إختلال في إتجاه أسعار النفط." يقول شن جي رو، ويضيف، غير أنه لا يوجد من يريد التنازل أولا أمام المصالح.