الخرطوم 16 نوفمبر 2015/ يواجه واقع الاطفال في السودان جملة تحديات تمثلت في ارتفاع نسبة الوفيات وتفشي سوء التغذية واستمرار تجنيد الاطفال في مناطق الصراعات، حسب ما اعلن مسؤولون في منظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونيسيف).
وقالت اليونيسيف في بيان صحفي إن ارتفاع نسبة الوفيات بين أطفال السودان خلال أشهرهم الأولى وصلت إلى أعلى مستوياتها، حيث يموت 68 طفلاً من كل ألف طفل.
وكشفت المنظمة الأممية عن خطط وبرامج بالتنسيق مع وزارة الصحة السودانية لتخفيض تلك النسبة.
وقال عمر عابدي نائب المدير التنفيذي لليونيسيف، الذي اختتم زيارة للسودان "إن وفيات الأطفال في الأشهر الأولى تتصل بصحة الأم وتغذيتها، فضلاً عن ظروف الولادة".
وأضاف "أن وفاة 6 بالمائة من الأطفال نتيجة أمراض يمكن تلافيها مسبقاً عبر التحصينات وسلامة البيئة".
وتسعى اليونيسيف إلى تعزيز عمليات تحصين الاطفال فى السودان لاسيما فى مناطق الصراعات المسلحة.
وأبان نائب المدير التنفيذي لليونيسيف انه تلقى تأكيدات من قبل مسؤولى الحكومة السودانية بدعم عملية تطعيم الأطفال في مناطق سيطرة المتمردين في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان عبر إرسال الأمصال من الخرطوم.
وتابع المسؤول الأممى ان اليونيسيف ستواصل مساعيها لاقناع المتمردين بالخطوة، مؤكدا ان اطفال السودان ما زالوا يواجهون جملة من التحديات مع عدم وجود مؤشرات على تحسن الأوضاع في مناطق النزاعات، لا سيما إقليم دارفور، إلى جانب زيادة معدلات سوء التغذية بين الأطفال ونقص الوزن.
ويشكل سوء التغذية عاملا آخرا يهدد واقع ومستقبل الاطفال فى السودان، بالرغم من التقدم في انخفاض عدد الوفيات للأطفال دون الخامسة من 83% إلى 68%، حسب عابدي.
وحذرت اليونسيف من تردى أوضاع الأطفال في شرق السودان، ووصفتها بالمثيرة للقلق، فضلا عن انتشار سوء التغذية في مناطق الصراعات فى السودان ولاسيما دارفور ومنطقتى جنوب كردفان والنيل الازرق.
وقال الممثل المقيم لليونيسيف بالسودان قيرت كابلير فى مؤتمر صحفى بالخرطوم "إن سوء التغذية في شرق السودان يفوق اقليم دارفور"، الذي يعاني حربا اهلية منذ العام 2003.
ومن المقرر ان تطلق منظمة اليونيسيف نداءا لتوفير ميزانية تعادل ما توفره لدارفور، فضلا عن تقوية وجود المنظمة في شرق السودان.
ووفقا لاحصائيات حديثة لوزارة الصحة السودانية فان سوء التغذية يتصدر أسباب الوفيات من بين 8 أمراض، منها الملاريا، وتسمم الدم، والالتهاب الرئوي، وفقدان السوائل، والنزلات المعوية، والأنيميا، وأمراض القلب.
وقال الدكتور عبد الباسط المادح، وهو طبيب سوداني ناشط في مجال رعاية الاطفال، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن سوء التغذية يرجع الى عدة عوامل منها انتشار الفقر والصراعات المسلحة واللجوء والنزوح، اضافة للاوضاع الاقتصادية وارتفاع اسعار السلع".
واضاف "ان سوء التغذية يهزم الخطط التى تهدف الى تحسين وضع الاطفال فى السودان، وبدون معالجة اسباب انتشاره لايمكن تقليل نسبة وفيات الاطفال خاصة ما دون عامين، وهى سن الرضاعة الطبيعية".
وتابع "نحتاج الى تحسين صحة الام ووضعها الاقتصادي، وتغيير كثير من الانماط الاجتماعية وذلك من اجل تعزيز الرضاعة الطبيعية باعتبارها المصدر الاساسى لتغذية الاطفال دون سنتين".
ووفقا للمسح العنقودي متعدد القطاعات الذى أجرته منظمة اليونيسيف هذا العام، فانه ورغم كثير من الايجابيات التى حققتها الجهود الرسمية، لا يبدو أن السودان سيحقق الأهداف الإنمائية للألفية بما في ذلك خفض وفيات الأطفال.
وقالت اليونيسيف "لقد تعمّق سوء التغذية كعامل هام وراء أمراض ووفيات الأطفال ليصل إلى نسبة 38,2 في المائة للتقزّم، ونسبة 16,2 في المائة للهزال، ونسبة 33 في المائة لتدني الأوزان".
كما يظل نحو 3,1 مليون طفل سوداني خارج المدارس.
وتقول اليونيسيف إن "هذا الوضع عمقته عقود من النزاعات الداخلية وعدم الاستقرار والكوارث الطبيعية المتواترة وانعدام الأمن الغذائي المزمن".
وأعلنت الحكومة السودانية والمكتب القطري لليونيسف عن برنامج يتضمن عدة برامج ابرزها التصدي لسوء التغذية كأولوية قومية، خفض وفيات الأطفال دون الخامسة من خلال تمكين الأسر والمجتمعات من العمل من أجل المصلحة العليا للأطفال، التأكد من أن الأطفال في المناطق المتأثرة بالنزاعات يتاح لهم التحصين والخدمات الاجتماعية الأساسية الأخرى، دعم إلتحاق مليون طفل من الأطفال خارج المدارس بالدراسة بحلول عام 2017، ودعم وحماية الأطفال من سوء المعاملة، والإستغلال، والعنف، خاصة من هم في المناطق المتأثرة بالنزاعات.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn