دمشق 12 اكتوبر 2015 / أكد عدد من المحللين السياسيين والخبراء العسكريين في سوريا اليوم ( الاثنين ) أنه وبعد اكثر من اسبوع على بدء الضربات الجوية الروسية في سوريا في عموم المناطق السورية ضد مقاتلي المعارضة المسلحة، بدأت تعطي نتائجها على الارض بوضوح ، وانعكست بشكل ايجابي على أداء الجيش السوري الذي انتقل من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم واستعادة السيطرة على مناطق استراتيجية بالنسبة لمقاتلي المعارضة المسلحة .
وتمكن الجيش السوري من خلال العملية العسكرية التي بدأها يوم الاربعاء الماضي بتغطية من سلاح الطيران الروسي في ريف حماة الشمالي من السيطرة على المنطقة الحرة بحلب ( شمال سوريا ) و13 قرية وبلدة ومنطقة بريفي حماة ( وسط ) واللاذقية ( غربا ) بحسب ما ذكر بيان القيادة العامة للجيش السوري اليوم .
وقالت القيادة في بيان لها إنه " بمشاركة مختلف القوات وبتغطية نارية كثيفة من سلاح الجو وتمهيد مدفعي وصاروخي مركز حققت تشكيلات من القوات المسلحة نجاحات مهمة في عملياتها العسكرية المتواصلة ضد التنظيمات الارهابية على اتجاهات عدة في الريف الشمالي لمدينة حماة ".
وأضافت القيادة إن " القوات المسلحة السورية تمكنت من إحكام السيطرة على 9 بلدات بريف حماة الشمالي " .
وأشارت القيادة في بيانها إلى أن وحدات من القوات المسلحة " أحكمت سيطرتها على 6 بلدات بريف اللاذقية الشمالي ، مؤكدة أن وحدات الجيش تابعت تقدمها وسيطرت على المشارف الجنوبية الشرقية لبلدة سلمى ، أكبر معقل لتنظيم ( جبهة النصرة ) فرع تنظيم القاعدة في سوريا .
وقالت القيادة العامة للجيش إن " وحدات من القوات المسلحة سيطرت على كامل المنطقة الحرة في حلب بعد ان كبدت تنظيم ( داعش ) الإرهابي خسائر فادحة ووجهت ضربات مركزة استهدفت تجمعات للإرهابيين في محيط مطار كويرس العسكري " .
وأوضح بيان القيادة العامة للجيش أن " النجاحات التي حققتها القوات المسلحة منذ بدء العملية والضربات المركزة لسلاحي الجو والمدفعية أدت إلى خسائر كبيرة في صفوف التنظيمات الإرهابية وانهيار الروح المعنوية لهم وفرار أعداد كبيرة منهم باتجاه الحدود التركية " .
وأكد الخبير الاستراتيجي علي مقصود أن نتائج الضربات الجوية الروسية على مواقع المجموعات الإرهابية المسلحة من مقرات قيادة ، ومن منظومة اسلحة ثقيلة وخفيفة ، ومنظومة اتصالات ، أدى إلى انهيار الروح المعنوية القتالية لتلك المجموعات الإرهابية المسلحة .
وأضاف الخبير الاستراتيجي وهو ضابط سوري متقاعد في تصريحات لوكالة ( شينخوا ) بدمشق اليوم إن " الضربات الجوية الروسية العالية الدقة على مواقع الإرهابيين انعكس بشكل إيجابي على الروح القتالية لأبناء الجيش العربي السوري ، وخاصة الفيلق الرابع ، وهو فيلق الاقتحام ، الذي تم تزويده باسلحة حديثة ارسلتها روسيا " .
وأكد الخبير الاستراتيجي مقصود أن الضربات الروسية التي كانت تغطي عمليات الجيش السوري البرية " فجرت الطاقة الروحية الكامنة لديه " ، مشيرا إلى أن هذا " سينتج نصرا مدويا وهزيمة لهذا الارهاب من كامل الجغرافيا السورية " .
ومن جانبه قال المحلل السياسي السوري أسامة دنورة في تصريحات مماثلة لوكالة ( شينخوا ) إن " الضربات الجوية الروسية تمكنت من قلب الموازين واستعادة زمام المبادرة إلى القوات السورية التي كانت قبل دخول القوات الروسية على الخط في مرحلة الدفاع أكثر من الهجوم " .
واشاد المحلل السياسي دنورة بالدقة العالية التي تنفذها المقاتلات الجوية الروسية ، ضد مواقع تنظيمي ( داعش ) و( جبهة النصرة ) ، والتي احدثت رعبا حقيقيا داخل نفوس مقاتلي التنظيمات الإرهابية المسلحة ، وجعلتهم يهربون من مواقعهم وتاركين اسلحتهم .
وأضاف المحلل السياسي السوري أن " المجموعات المسلحة ــ بكل تأكيد ــ انتقلت من مرحلة الهجوم الى مرحلة الدفاع ، وهذا يتجلى من خلال خسارتهم لمناطق واسعة مثلا ما حصل في محافظة اللاذقية وخاصة في ريفها الشمالي في منطقة سلمى وهي منطقة شديدة التحصين لأنها مقر قيادة المسلحين " ، مشيرا إلى أن الوصول الى بلدة سلمى من قبل الجيش السوري كان امرا بالغ الصعوبة نتيجة وعورة الطريق الى المنطقة ، الان أصحبت في مرمى نيران الجيش السوري نتيجة ما حصل مؤخرا من تدخل روسي .
ومن جانبه أكد المحلل السياسي ماهر احسان أن الضربات الجوية الروسية بدأت بريف حمص الشمالي الشرقي ، وتوسعت إلى ريف حماة الشرقي ، مؤكدا أن الغارات الجوية الروسية استهدفت في اليوم الثاني مواقع تنظيم ( داعش ) بريف حلب والجهاديين بريف ادلب ( ( شمال غرب سوريا ) ، مشيرا إلى ان الضربات الروسية تركت نتائج ايجابية على معنويات الجيش السوري ، الذي تمكن من استعادة زمام المبادرة ، وحقق تقدما ملحوظا في مناطق كانت تحت سيطرت المعارضة المسلحة .
واشار المحلل السياسي احسان إلى أن هناك ثلاث جبهات مفتوحة الاولى جبهة ريف ادلب الجنوبي المتصل مع ريف حماة الشمالي ، وريف اللاذقية الشمالي ، وريف حمص الشمالي الشرقي ، والهدف من وراء ذلك تأمين الطرق الدولية التي تربط المنطقة الوسطى مع حلب ، وتدمير مقرات المسلحين .
وعلى المستوى الشعبي تركت الضربات الجوية ارتياحا واسعا لدى غالبية السوريين ، خاصة عندما يسمعون أن الجيش السوري يحقق انجازات على الارض بفضل التعاون الروسي الرامي لمكافحة الإرهاب .
وينفذ الطيران الحربي الروسي منذ 30 الشهر الماضي ضربات جوية تنفيذا للاتفاق بين سوريا وروسيا الاتحادية لمواجهة الإرهاب الدولي والقضاء على تنظيم ( داعش ).
وتقول موسكو إن قواتها الجوية تقصف مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، في وقت تثير الضربات الروسية شكوكا لدى واشنطن وعواصم عربية وغربية واقليمية بشأن هدفها وسط مطالبات بوقفها.
وأثارت الغارات الجوية الروسية غضب مقاتلي المعارضة المسلحة في سوريا ، وعدة جماعات متشددة ، ما جعلهم يدعون دول المنطقة لتشكيل تحالف ضد قوات التحالف التي تقودها روسيا ضدهم .
وكان مصدر عسكري سوري فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة ( شينخوا ) بدمشق يوم الاربعاء الماضي إن " قوات الجيش السوري بدأت عملية برية ضد المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة المسلحة في ريف محافظة حماة وسط ( سوريا ) تحت غطاء روسي وسلاح الجو السوري " .
ويأمل الجيش السوري من خلال العملية العسكرية الواسعة بريف حماة تأمين كامل الطريق بين حماة والمنطقة الوسطى حمص تحت الضربات الجوية الروسية ضد مقاتلي المعارضة المسلحة .
ويهدف هجوم الجيش السوري أيضا لفصل ريف حماة عن ريف محافظة إدلب ، والتي هي إلى حد كبير تحت سيطرة جيش الفتح.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn