بكين 11 أكتوبر 2011 /رأى محللون صينيون إن تحركات روسيا في سوريا ستدفع التعاون بين موسكو وواشنطن ولن تعمق الصراع بينهما، مؤكدين أن روسيا تهدف الى أمرين من وراء تحركها، الأول هو تعزيز تواجدها في الشرق الأوسط من خلال دعم حكومة بشار الأسد حليفها في المنطقة ومحاربة الإرهابيين، والثاني هو فرض ضغوط على الولايات المتحدة لإستئناف التعاون السياسي والعسكري بين البلدين الكبيرين.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن مباحثات استغرقت نحو90 دقيقة جرت بين مسئولين عسكريين أمريكيين ومسئولين من وزارة الدفاع الروسية عبر الفيديو كونفرانس. وتركزت المباحثات بين الطرفين حول تطبيق إجراءات سلامة محددة منعا للصدام الجوي بينما تقوم القوتان الجويتان للبلدين بعمليات منفصلة في سوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية أو ما يعرف بداعش.
وعلى خلفية تصاعد التوترات بين موسكو وواشنطن بعد إندلاع الأزمة الأوكرانية في العام الفائت، شهدت روسيا مشكلات قاسية في الدبلوماسية والاقتصاد والعلاقات مع الدول الغربية، ورأى لي شاو شيان، عميد كلية الدراسات الصينية العربية بجامعة نينغشيا بالصين، أن "روسيا لم ترغب في التنافس مع الولايات المتحدة في هيمنتها على الشرق الأوسط من خلال شن الضربات الجوية، لأنها ليست قوية إلى ذلك الحد، بل لاغتنام الفرصة لتوسيع نفوذها في المنطقة فقط".
وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام الغربية عبرت عن شكوكها تجاه "عزم روسيا في مكافحة الإرهاب"، أكد فنغ يو جون، الباحث بمعهد الصين لدراسة العلاقات الدولية الحديثة، أن روسيا، التي عانت من آلام الإرهاب وشهدت حربين دمويين مع المجموعة الإرهابية على أراضيها، تواجه تحديات أخطر الآن. وبمشاركة 7000 روسي في العمليات ضد تنظيم" الدولة الإسلامية"، تريد روسيا أن تمنع عودة هذه الجماعة من الإرهابيين إلى الأراضي الروسية لفرض تحدي أكبر لأمن الدولة.
وقال لي إن الهدف الثاني والأهم للهجمات الجوية التي شنتها روسيا منذ 30 سبتمبر الماضي ضد التنظيم المذكور هو السعي للبحث عن نقاط مشتركة وفرص تعاونية في المجالين السياسي والعسكري مع الولايات المتحدة. وأضاف " مع الهدف المشترك المتمثل في مكافحة الإرهاب في المنطقة، والذي كررته الولايات المتحدة مرات كثيرة في السنوات الأخيرة بدون تقدم واضح، لم تجد إدارة اوباما خيارا آخر إلا مناقشة التعاون مع روسيا، على الأقل في المجال العسكري، من أجل تجنب الاحتكاك غير الضروري".
وتابع لي أن التحرك الروسي يخلق فرصة موضوعية لإجراء مناقشات واقعية بين الدول الكبرى مثل روسيا والولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين مثل فرنسا التي تطلعت في الوقت السابق لإسقاط نظام الأسد فقط، مما يعزز إمكانية دفع الحل السياسي للأزمة السورية قدما.
فضلا عن ذلك، استبعد المحللون الصينيون بالإجماع إمكانية نشر روسيا قوات برية على أراضي سوريا أو وقوع حرب كاملة بين روسيا والولايات المتحدة أو حتى السقوط في مستنقع على شاكلة المستنقع الأفغاني في 1979 . وأشار ما جيون تشي، الباحث بمركز دراسات أوروبا الوسطى والشرقية لأكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية، إلى أن "روسيا لا تقدر على شن حرب كاملة نظرا للصعوبات الاقتصادية التي تواجهها أثر التراجع المستمر في سعر النفط العام الجاري، كما أن الولايات المتحدة والدول الاوروبية، التي تعاني من مشكلة اللاجئين الشديدة، لن تتحمل عواقب تصاعد الأزمة في الشرق الأوسط ".
وتقف الصين في صف الحل الدبلوماسي للأزمة. وقال وزير الخارجية وانغ يي في خطاب ألقاه في 30 سبتمبر في اجتماع وزاري لمجلس الأمن للأمم المتحدة، إنه بعد خمسة أعوام من اندلاع الأزمة السورية، يجب على المجتمع الدولي ألا يقف موقف المتفرج أو يتدخل بشكل تعسفي، مشيرا الى أنه مع تزايد العنف والإرهاب وتصاعد أزمة اللاجئين، صارت جميع الأطراف الآن أكثر إدراكا إلى الحاجة الملحة إلى إيجاد حل سياسي لهذه القضية.
وأضاف وانغ أن "الصين تدعو جميع الأطراف إلى اغتنام فرصة الإرادة السياسية المتزايدة للتفكير في عقد مؤتمر جنيف الثالث حول سوريا ودفع عملية شاملة من الانتقال السياسي تضم جميع الأطراف دون وضع شروط مسبقة أو الحكم مسبقا على النتائج"، لافتا إلى أنه "بمساعدة المجتمع الدولي ودعم مجلس الأمن، يمكن أن يحدد الشعب السوري مستقبل بلاده".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn