ارتفاع حدة التوترات بين روسيا وتركيا بشأن سوريا

أنقره 7 أكتوبر 2015 /أدى اختراق طائرات مقاتلة روسية نشرت فى سوريا ,المجال الجوي التركي الى دق أجراس الإنذار في تركيا وجعلت حلف الناتو يصدر تحذيرا ضد روسيا.

وأصدر الجيش التركي يوم الثلاثاء بيانا يقول فيه إن سرب طائرات من طراز اف-16 كان في دورية يوم الاثنين أطبق عليه رادار طائرة روسية من طراز ميج-29 فوق الحدود التركية السورية. وتم استهداف الطائرات اف-16 من بطارية صواريخ أرض- جو في سوريا.

وقع هذا الحادث بعد قيام روسيا بانتهاك الفضاء التركي مرتين خلال العطلة الاسبوعية.

فقد عبرت قاذفة من طراز سو-30 الحدود السورية التركية يوم السبت لثوان قليلة, جعلت طائرة تركية من طراز اف-16 تسارع الى التدخل. وقالت روسيا ان دخول المجال كان عن طريق الخطأ وحدث بسبب الاحوال الجوية السيئة, مضيفة انه يجري التحقيق في انتهاكات أخرى مزعومة.

لكن حلف الناتو قال إن الانتهاك الروسي مرتين يبدو انه متعمد.

وقال الأمين العام لحلف الناتو, ينس شتولتينبرج إن انتهاك المجال الجوي غير مقبول. "هذا لا يبدو حادثا, فقد رأيناه مرتين خلال العطلة الاسبوعية."

وسيلتقي وزراء دفاع حلف الناتو في بروكسل يوم الخميس لإجراء محادثات حول تدابير حلف الناتو للرد على الافعال الروسية في دولة من الدول الاعضاء في حلف الناتو.

وقال المحلل التركى سيركان دمرداش إن "روسيا وتركيا يجب ان تتسم تحركاتهما بالحذر وأن تعملا على تخفيف حدة التوتر."

واكد المحلل ان سوريا تحولت إلى موقع قتال خطير بين قوات الائتلاف التي تقودها الولايات المتحدة والمعسكر الروسي, قائلا إن "اي تطورات غير مرغوب فيها او غير مقصودة قد تؤدي إلى عواقب خطيرة سيكون لها بالتأكيد آثار عديدة على تركيا."

وتمتد حدود تركيا مع سوريا 900 كيلومتر, ما يجعل تركيا تدفع طائراتها لاعتراض أي انتهاك للمجال الجوي.

وفي فبراير 2014, أسقطت طائرة تركية من طراز اف-16 طائرة سورية من طراز ميج-23 كانت انتهكت المجال الجوي التركي, وفقا لما تسميه انقرة القواعد الجديدة للاشتباك.

واعلنت تركيا بعد ان أسقطت قوات الدفاع الجوي السورية طائرة استطلاع تركية من طراز اف-4 فى 2012 ان قواعد الاشتباك للقوات التركية تغيرت ولهذا فإنه سيتم اعتبار اي عنصر عسكري سوري يقترب من الحدود تهديدا.

وفي سبتمبر 2013, أسقطت طائرات حربية تركية مروحية سورية بعد أن دخلت المجال الجوي السوري.

ويعتقد بعض المحللين ان نتائج الصراع الاخير ستؤثر على العلاقات الثنائية بين تركيا وروسيا.

ويعتقد ياسر ياكيس, وزير الخارجية التركي السابق ان الوجود العسكري الروسي والهجمات التي يتم شنها على مجموعات معارضة تدعمها أنقرة سيكون لهما تأثير عميق على تركيا.

وذكر المسؤول أن "تركيا وروسيا قررتا تقسيم علاقتهما بحيث لاتؤثر المشاكل سلبا في مجال على التعاون في المجالات الاخرى. ولكن بسبب تضارب المصالح لا يمكن تجنب تأثيره من الناحية السياسية وتوتر العلاقات الثنائية."

وذكر مراسل صحيفة ((حريات)) اليومية المحلية جونيس كوموركولر أن تركيا لديها علاقات تجارية قوية مع روسيا وتعتمد بشكل كبير على موسكو في امدادها بالغاز الطبيعي. "وقد اتضح تأثير المواجهة العسكرية الخطيرة بين روسيا وتركيا على الفور, خلال ساعات."

وكانت تشير بذلك الى اعلان شركة جازبروم الروسية بأنها ستقلص قدرة خطوط الغاز الروسية المخطط لها والتي ستحمل الغاز من روسيا إلى اوروبا عن طريق تركيا واليونان.

تصريحات صارمة من القادة الأتراك.

وحذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اليوم خلال زيارته الرسمية إلى بلجيكا من ان تركيا لن تصبر طويلا على هذه الانتهاكات. وقال إن روسيا ستخسر الكثير إذا دمرت علاقات الصداقة مع تركيا.

وقد أدلى اردوغان بهذه التصريحات بعد تصريحات رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو الذي حذر يوم الاثنين من ان قواعد الاشتباك تطبق على جميع الطائرات إذا كانت من سوريا او روسيا, مشيرا إلى انه قد يتم اسقاط طائرات مقاتلة اجنبية.

وقال وزير الخارجية الامريكي جون كيري يوم الاثنين في تشيلي مشيرا الى سيناريو اسقاط الطائرات "إن هذا بالضبط هو ما يمكن أن يحدث اذا تصرفت تركيا وفقا لحقوقها بما يؤدى لإطلاق النار على طائرات."

وقال نائب وزير الدفاع الروسي, اناتولي انتونوف يوم الثلاثاء إن موسكو سترحب بقدوم وفد تركي لمناقشة تجنب اي سوء تفاهم في سوريا.

وتم استدعاء السفير الروسي في أنقره يوم الاثنين لإرسال الاحتجاج التركي إلى روسيا.

ولايؤذن تدخل روسيا العسكري في سوريا بخير بالتسبة للفكرة التي دعمتها تركيا طويلا بإقامة منطقة آمنة داخل سوريا للتعامل مع اللاجئين وتوفير الأمن للمعارضة.

وقالت لالي كمال, وهى محللة أمنية في انقرة إن "روسيا اصبحت تتدخل بشكل كبير في الصراع السوري وتدعم نظام الاسد, واصبحت منطقة حظر الطيران التي تدعمها تركيا في سوريا حلما, مثل حلم انقرة في عزل الاسد."

واضافت أن الخطوة التي قامت بها روسيا في سوريا من الممكن ان تساعد في نمو اهمية تركيا بالنسبة لحلف الناتو في الجزء الجنوبي او في شرق البحر المتوسط.